أصبح يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، في مرمى أسئلة حارقة من قبل البرلمان، عقب تعرض موقع وزارته لاختراق من قراصنة جزائريين يوم أمس الثلاثاء.
وهو ما طرح تساؤلات حول جدية الوزارة في التعامل مع المخاطر السيبرانية وحماية البيانات الحساسة التي تتعلق بالمواطنين المغاربة.
وقد وجه البرلماني خالد السطي، عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، سؤالًا كتابيًا إلى الوزير السكوري في مجلس المستشارين، استفسر فيه عن مدى تحديث الوزارة لأمن نظم المعلومات وفقًا لأحكام القانون رقم 05-20 المتعلق بالأمن السيبراني.
ووفقًا للوثيقة، كانت مديرية أمن نظم المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني قد قامت بتحديث التوجيهات الوطنية لأمن نظم المعلومات في 14 يناير 2023، مع التركيز على تجديد التدابير الأمنية والبنيات التحتية وتنفيذها على الصعيدين التقني والتنظيمي.
Younes Skouri sous la pression du Parlement après le piratage du site de son ministère : Des questions sur les efforts du gouvernement pour faire face aux risques cybernétiques »
وقد لفت السؤال البرلماني إلى أن الهيئات الحكومية كانت قد مُنحت مهلة 6 أشهر لتحديد جدول زمني للتدابير الواجب اتخاذها، بما يتماشى مع توجيهات المديرية، وأوضح ما قامت به الوزارة من إجراءات تنفيذية على هذا الصعيد.
اختراق موقع الوزارة:
وفي ذات السياق، كان الموقع الإلكتروني للوزارة قد تعرض للاختراق من قبل مجموعة جزائرية تُسمى “جبروت”. وتمكن القراصنة من الوصول إلى معطيات حساسة عن الأجراء المغاربة، حيث نشروا خريطة لشمال إفريقيا تضم الجزء الشمالي من المغرب إلى الجزائر، مع عبارة “الجزائر الجديدة” وعلم جبهة البوليساريو في الصحراء. وقالت المجموعة في بيانها إنها حصلت على “بيانات هامة” عبر هذا الاختراق.
تسريبات بيانات الأجراء:
ومن جهة أخرى، انتشرت تسريبات جديدة كشفت عن معطيات شخصية ومهنية لأكثر من مليوني عامل مغربي مسجلين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، عقب عملية قرصنة طالت الموقع الإلكتروني لوزارة التشغيل. وقد أثار هذا الهجوم جدلًا واسعًا، حيث تناولت مواقع التواصل الاجتماعي المخاطر المرتبطة بسهولة اختراق المواقع الحكومية والوصول إلى بيانات حساسة. وقد ظهرت تسريبات تتعلق بحجم الرواتب للعمال المصرح بهم.
التحرك البرلماني:
وفي رد فعل رسمي، وجه عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، سؤالًا شفويا إلى وزير التشغيل يونس السكوري، بخصوص حيثيات الهجوم السيبراني وأضراره. وحذر بوانو من أن هذا الهجوم يعرض بيانات المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة للخطر، مشيرًا إلى خطورة مثل هذه الأفعال الإجرامية على الأمن السيبراني وحماية المعطيات الشخصية والمهنية. ودعا الوزير السكوري إلى توضيح الإجراءات التي سيتم اتخاذها لضمان حماية الأمن السيبراني للوزارة والحد من تأثيرات هذا الهجوم.
وبينما لم تصدر أي تصريحات رسمية بعد حول صحة الوثائق المسربة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن وزارة السكوري من معالجة هذه الثغرات الأمنية بفعالية أم أن التهديدات السيبرانية ستظل تشكل تحديًا مستمرًا للأمن الرقمي في المغرب؟