تمكن أكثر من150 مهاجر إفريقي من الوصول إلى جيب مليلية المحتلة الخاضع للإدارة الإسبانية، بعد أن تسلقوا سياجين على الحدود مع المغرب، وهاجم بعضهم عناصر الشرطة.
وخلف الهجوم خمس إصابات بجروح، اثنين في صفوف الأفارقة المهاجرين و ثلاثة إصاباة بين عناصر الحرس المدني الإشباني المحتل.
ويشكل المغرب بمعابره الشمالية على البحر المتوسط والغربية على الواجهة الأطلسية، محطة عبور مثالية للمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء نحو القارة العجوز، لكنه سرعان ما يتحول إلى سد منيع يقف بينهم وبين حلمهم بالفردوس الأوروبي، حسبما يعتقدون.
وتعد هذه أكبر عملية تسلق للسياجين في مليلية المحتلة منذ العام الماضي، في ظل جائحة كوفيد-19، دخل 1755 مهاجرا الجيبين عن طريق البر، أي بانخفاض بنسبة 72% عن العام السابق (6346).
وتم نقل المهاجرين الذين تمكنوا من الدخول على الفور إلى مركز صحي للخضوع لكشف كورونا، ووضعوا في الحجر الصحي، بحسب البيان.
وفي أول شهرين من العام الجاري، تمكن 389 مهاجرًا من العبور إلى سبتة ومليلية بهذه الطريقة، في انخفاض واضح عن 969 مهاجرًا الذين دخلوا خلال نفس الفترة من عام 2020، بحسب وزارة الداخلية الإسبانية.
وأمام صعوبة اختراقهم للسد، قرر عدد من المهاجرين الأفارقة الاستقرار في المغرب، ومحاولة الاندماج في المجتمع المحلي. في المقابل لازال آخرون ينتظرون فرصتهم لسلك الطريق نحو أوروبا، فيما فقد كثيرون حياتهم غرقا وهم يحاولون الوصول إلى الضفة الأخرى للمتوسط على متن قوارب للموت.
وأعد المغرب مع تزايد أعداد المهاجرين فوق ترابه، استراتجية وطنية للهجرة واللجوء، ركزت في المرحلة الأولى سنة 2014 ومرحلة ثانية عام 2016 على تسوية وضعيتهم غير النظامية وخولت لهم الحصول على بطائق للإقامة مكنتهم من العيش والعمل في المملكة بشكل قانوني.
وجيب مليلية وسبتة محاط منذ مطلع الألفية بسياج مزدوج يبلغ طوله ثمانية كيلومترات.
وتطالب الرباط بالسيادة على الجيبين الخاضعين للسيطرة الإسبانية، والذين يعدا الحدود الأرضية الوحيدة بين القارتين الافريقية والأوروبية، ونقطة عبور للهجرة إلى قارة أوروبا انطلاقا من دول افريقيا.