17,7 مليار درهم قيمة تحويلات مغاربة الخارج شهر فبراير..لكن هذه التحويلات لا يوازيها استثمار فعال في البلد الأم

0
483

كشف مكتب الصرف بأن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بلغت ما يعادل 17,70 مليار درهم متم فبراير 2024، مقابل 17,44 مليار درهم قبل سنة من ذلك.

وأوضح المكتب، في نشرته الأخيرة حول المؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية برسم شهر فبراير الماضي، أن هذه التحويلات سجلت ارتفاعا نسبته 1,5 في المائة (زائد 259 مليون درهم) منذ بداية السنة.

وأورد المصدر ذاته، أن فائض ميزان مبادلات الخدمات انخفض بنسبة 3,1 في المائة (ناقص 629 مليون درهم). ويعزى هذا التطور إلى ارتفاع واردات الخدمات بنسبة 13 في المائة، والتي فاقت الصادرات (زائد 4,6 في المائة).

وفي ما يتعلق بإيرادات السفر، فقد بلغت 14,87 مليار درهم عند متم فبراير 2024، مقابل 15,94 مليار درهم قبل سنة من ذلك، أي بانخفاض قدره 6,7 في المائة (ناقص 1,06 مليار درهم).

وفي المقابل، بلغت نفقات السفر 4,71 مليار درهم متم شهر فبراير 2024، مقابل 3,68 مليار درهم متم فبراير 2023 (زائد 28,1 في المائة). وبذلك بلغ فائض رصيد السفر 10,16 مليار درهم خلال الفترة ذاتها مقابل 12,25 مليار درهم قبل عام.

وبلغ عدد مغاربة العالم المسجلين لدى شبكة قنصليات المملكة 5.1 ملايين شخص إلى غاية أبريل/نيسان 2021، وهو ما يمثل 15% من سكان المغرب، لكن بإضافة الأشخاص الذين يعيشون في الخارج وغير المسجلين لدى القنصليات -سواء المغاربة الذين ولدوا في المغرب والمقيمون بالخارج أو مزدوجو الجنسية المولودون والمقيمون في الخارج الذين يحمل أحد والديهم أو كلاهما الجنسية المغربية- فإنه يمكن تقدير إجمالي مغاربة العالم بين 6 و6.5 ملايين شخص.

وحسب البيانات التي نشرها المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي العام الماضي في تقرير له عن المهاجرين، فإن أوروبا تستقبل 89% من المهاجرين المغاربة (4.5 ملايين من المغاربة المسجلين لدى قنصليات المملكة يقيمون في أوروبا)، فيما يتوزع البقية على أكثر من 100 بلد في العالم (في آسيا 202 ألف، وفي أفريقيا 212 ألفا، وفي أميركا 150 ألفا).

وتضم فرنسا أكبر حصة من مغاربة العالم، إذ تجاوز عددهم المليون شخص، وفي إسبانيا بلغ عددهم 900 ألف، أما في بلجيكا فقد بلغ عددهم سنة 2021 حوالي 570 ألفا، وهو ما يمثل 5% من تعداد سكان هذا البلد، وفي هولندا يوجد حوالي 415 ألف مغربي حسب إحصائيات سنة 2021، وفي إيطاليا 423 ألفا حسب إحصائيات 2019.

تحويلات مغاربة العالم 17.7 مليارات درهم

يتسم أفراد الجالية المغربية في الخارج بكونهم من الشباب النشيطين في أغلبيتهم، وأظهر البحث الوطني للهجرة الدولية الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط سنة 2020 أن 60% من مغاربة العالم تتراوح أعمارهم بين 15 و39 سنة، فيما تقل نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق عن 4%.

وحسب المصدر ذاته، فإن مغاربة الخارج يتمتعون بمستوى تعليمي أعلى نسبيا من المتوسط المسجل لدى سكان البلاد، إذ إن أكثر من ثلثهم لديهم مستوى تعليمي عال (33.5%)، ويتوفر ثلثهم على المستوى الثانوي.

وفي السنوات الأخيرة أضحت الكفاءات المغربية ذات التكوين العالي تتجه نحو كندا والولايات المتحدة الأميركية أكثر من إقبالها على الوجهات التقليدية للهجرة (فرنسا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا)، ويحمل 76% من المغاربة المقيمين في أميركا الشمالية شهادات عليا مقابل 48% من المهاجرين الذين يقصدون الوجهات الأوروبية التقليدية.

لكن هذه التحويلات المهمة لا يوازيها استثمار فعال في البلد الأم، وفق رشيد ساري، إذ إن 10% فقط من هذه التحويلات المالية تتجه نحو الاستثمار.

وأضاف ساري أن هذه الاستثمارات تتجه نحو مشاريع بسيطة وتقليدية، مثل شراء العقارات والمقاهي وغيرها.

ولفت إلى أن مغاربة العالم من الجيل الجديد يتميزون بخبرات وكفاءات عالية، مما يفرض على الفاعلين السياسيين والمؤسسات الحكومية العمل على تقديم حوافز لهم وتوفير المناخ والظروف الملائمة لتوجيه جزء أكبر من التحويلات المالية نحو الاستثمار في مشاريع خلاقة.

ودعا الزين المجالس الجهوية للاستثمار إلى القيام بدورها كاملا لتشجيع مغاربة العالم على الاستثمار في البلد الأم، مشيرا إلى أنها حاليا تمتلك اختصاصات واسعة تؤهلها لذلك، مثل المواكبة والبحث عن تمويلات والإشراف على المناطق الصناعية.

ويشير الزين إلى أن العديد من الأفكار والتوصيات تمت بلورتها خلال صياغة النموذج التنموي الجديد، وتهتم بتحفيز مغاربة العالم على الاستثمار في قطاعات اقتصادية واعدة، مؤكدا على أن المطلوب حاليا وضع السياسات العمومية والبرامج الكفيلة بتنفيذ التوصيات.

ودعا الفاعلين السياسيين إلى تطوير برامج وأساليب لاستثمار تحويلات المهاجرين لصالح التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأيضا مواكبة ومرافقة المهاجرين الموسميين الذين ينحدرون من أسر ضعيفة الدخل حتى لا يسقط العائدون في فخ الفقر مجددا إذا لم يحسنوا استثمار مدخراتهم، مشيرا إلى إطلاق بعض العائدين تعاونيات ومشاريع خدماتية تدر عليهم دخلا مكنهم من تحسين ظروفهم الاجتماعية.

السياحة

انطلقت بداية يونيو/حزيران الجاري عملية “مرحبا 2023” لاستقبال المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج، وهي العملية التي تستمر إلى غاية 15 سبتمبر/أيلول المقبل، وتتم خلالها تهيئة عدد من المؤسسات والدوائر الحكومية لاستقبال ومواكبة المهاجرين خلال العبور والرجوع من وإلى المغرب طوال فترة العملية الممتدة لثلاثة أشهر ونصف الشهر عبر الموانئ والمطارات والمعابر البرية.

وتعتبر هذه العملية من أضخم عمليات العبور في العالم، ففي العام الماضي بلغ عدد الوافدين عبر مختلف المنافذ البحرية والجوية حوالي 3 ملايين، حسب إحصائيات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

ويشمل برنامج عملية “مرحبا 2023” حوالي 24 موقعا وطنيا وعالميا لمساعدة ومواكبة أفراد الجالية المغربية على مستوى المغرب وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ويتم تجهيز حوالي 1400 فرد من المرشدين والأطباء والمتطوعين لهذه العملية.

ويسهم المهاجرون المغاربة خلال زيارتهم للمغرب في الصيف في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وإنعاش النشاط السياحي، وحسب بيانات وزارة السياحة فقد توافد على المدن السياحية خلال يونيو/حزيران 2022 أكثر من 620 ألف مواطن مغربي مقيم بالمهجر.

ويدعو الزين وزارة السياحة إلى تقديم المزيد من عروض والبرامج السياحية الموجهة إلى المهاجرين المغاربة، لتعريف الجيلين الثالث والرابع على الخصوص بتراث بلادهم وثقافتها وتقوية الصلة بها.