331 ألف تلميذ ينقطعون عن الدراسة سنوياً في المغرب..برلمانية لبنموسى عن أي عالم قروي تتحدثون السيد الوزير؟

0
204

331 ألف تلميذ، يغادرون سنويا فصول الدراسة في المغرب، أي 5.3 بالمائة من مجموع التلاميذ بالأسلاك التعليمية الثلاثة بالقطاع العام، بحسب ما كشف عنه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربي، شكيب بنموسى، خلال جلسة برلمانية، معتبرا  أن الوضع “غير مرضي”.

وأشار الوزير الى أن نسبة التلاميذ الذين يغادرون مقاعد الدراسة بالعالم القروي، تتجاوز المعدل الوطني، حيث ترتفع إلى 5.9 بالمائة ، داعيا الى ضرورة  نهج مقاربة وقائية من خلال تعزيز الدعم المدرسي و تنظيم حملات تحسيسية، لضمان مواكبة للأطفال المعنيين بموضوع الهدر المدرسي،  وإعداد خريطة طريق لتحسين الوضعية .

ونفى الوزير، أن  تكون ظاهرة الهدر المدرسي، مرتبطة فقط بالتجهيزات بالرغم من “المجهود الذي يجب أن يبذل في هذا الميدان، يقول بنموسى، معلنا رصد ميزانية  2,6 مليار درهم، لعمليات تأهيل المؤسسات التعليمية برسم سنة 2022 . 

في نفس السياق ، قال شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إن الوزارة تعمل على تأهيل المؤسسات التعليمية وخاصة في العالم القروي، مع تمييز إيجابي لصالحها، مضيفا في جوابه عن سؤال شفوي بمجلس النواب، “كان هناك مجهود جد مهم خلال السنة الماضية، وتم أولا بناء عدد من الحجرات الجديدة، وتم تأهيل عدد من الأقسام الدراسية”. 

وفي تعقيبها على جواب الوزير، قالت البرلمانية مريم وحساة عن فريق التقدم والاشتراكية، “عن أي عالم قروي تتحدثون السيد الوزير؟، أنا أترأس جماعة قروية، صفر إصلاح أنجز لفائد المدارس العمومية، أليس من حق هؤلاء التلاميذ الدراسة في حجرات دراسية تليق بهم؟”.

تشير معطيات رسمية تضمّنها مشروع الموازنة الفرعية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأوّلي والرياضة لعام 2022 تكشف أنّ الهدر المدرسي ما زال يشكّل تحدياً مقلقاً لقطاع التعليم في التعليم الثانوي الإعدادي، وما زالت مؤشّرات الانقطاع الدراسي من أقسام الابتدائي والإعدادي والثانوي مرتفعة.

ومنذ سنوات، يطمح المغرب إلى وقف النزيف المدرسي عبر مجموعة من البرامج التي توفّر النقل المجاني والطعام والمبيت للتلاميذ الذين يقطنون بعيداً عن مقار تعليمهم، أو عبر تقديم الدعم المادي للأسر واستقبالها في سكن التلميذات والتلاميذ، مع مبادرة توزيع مليون حقيبة تحوي لوازم مدرسية، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة الفرصة الثانية التي تقدّم دعماً مدرسياً وتكويناً (تدريباً) حرفياً للتلاميذ الذين تسرّبوا من التعليم. 

وفي 12 إبريل/ نيسان الماضي، كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأوّلي والرياضة شكيب بنموسى، في خلال عرض قدّمه أمام أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، أنّ نحو 331 ألف تلميذ وتلميذة غادروا صفوف الدراسة في خلال العام الدراسي الماضي (2020-2021)، بنسبة ارتفاع بلغت 0.3 في المائة مقارنة بالعام الدراسي الذي سبق (2019-2020)، موضحاً أنّ هذه المعطيات تؤثّر سلباً على مؤشّرات التنمية البشرية والتربية والاقتصاد بالبلاد، ولافتاً إلى أنّ انقطاع التلميذات عن الدراسة يشكّل أحد أسباب تزويج القاصرات. 

في السياق ذاته، كشف تقرير للمجلس الأعلى للحسابات (أعلى هيئة رقابية في المغرب) عن عامَي 2019 و2020 استمرار ارتفاع معدّل ظاهرة الهدر المدرسي في المرحلة الإعدادية في الوسط القروي، إذ بلغت نسبة الانقطاع 12.2 في المائة في العام الدراسي 2019-2020، في مقابل 9.3 في المائة في الوسط الحضري.

في سياق متصل، يرى رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الهدر المدرسي عبد الصمد الزياني أنّ “ظاهرة التسرّب المدرسي تُعَدّ من أكبر التحديات التي تواجهها منظومة التعليم في المغرب”، مشيراً إلى أنّ “الهشاشة والعوز يُعدّان إلى جانب الطلاق وقساوة الظروف المناخية من أبرز العوامل المؤثّرة في تحديد مستقبل الأبناء ودفع مئات منهم إلى ترك المدرسة سنوياً”. يضيف الزياني لـ”العربي الجديد” أنّ الأسر المعوزة “تنظر إلى التلميذ كعنصر فاعل وأساسي في تأمين القوت اليومي لها”، موضحاً من جهة أخرى أنّ “توفير المبيت والطعام للتلميذات البعيدات عن مقرّ مؤسساتهنّ التعليمية يساهم بشكل كبير في احتواء انعكاسات اقتصادية واجتماعية عديدة مرتبطة بانقطاع الفتيات عن الدراسة، من قبيل زواج القاصرات”. 

وبحسب دراسة ميدانية أعدّتها النيابة العامة في المغرب حول زواج القاصرات، كُشف عنها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فإنّ “الهدر المدرسي هو الرافد الأساسي لزواج القاصرات، سواء تعلّق الأمر بعدم الالتحاق مطلقاً بمقاعد الدراسة أو التسرّب خارج المسار الدراسي بعد الولوج إلى المدرسة”.

من جهته، يقول الخبير التربوي عبد الناصر الناجي  إنّ “للهدر المدرسي تأثيراً (سلبياً) كبيراً في مستقبل وتنمية المغرب الطامح إلى تحقيق نموذج تنموي جديد، كما أنّه يشكّل خطراً قد يعيق تحقيق النهضة التربوية المنشودة”. ويتحدّث الناجي عن مخاطر الهدر المدرسي، إذ “يتأثّر المنقطعون عن الدراسة بالظواهر المشينة في المجتمع ويتحوّلون إلى أطفال عدوانيين، وقد يساهمون في مظاهر الجريمة”.