الرباط تستدعي سفيرها لدى ألمانيا للتشاور بسبب موقفها “السلبي”من قضية إقليم الصحراء و ليبيا !؟

0
297

استدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، اليوم الخميس، سفيرها من ألمانيا  زهور العلوي، وذلك من أجل التشاور، بسبب موقف برلين “السلبي” بشأن قضية إقليم الصحراء و”محاولة استبعاد الرباط من الاجتماعات الإقليمية حول ليبيا”.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن “ألمانيا راكمت المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة”.

وأضافت: “سجلت ألمانيا موقفاً سلبياً بشأن قضية الصحراء المغربية (..) جاء هذا الموقف العدائي عقب الإعلان الرئاسي الأمريكي الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفاً خطيراً لم يجرِ تفسيره لحد الآن”.

وتابعت الخارجية المغربية أن “هناك محاربة مستمرة، ولا هوادة فيها للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديداً دوره في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين”.

وفي نقطة أخرى تهم التعاون الأمني، ذكر البيان أن السلطات الألمانية تشارك “في مقاضاة أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية، بما في ذلك كشفها عن المعلومات الحساسة التي قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية”.

وفي ختام البيان، أكدت الخارجية المغربية أنه “تأسيسًا على ما سبق، وبسبب هذا العداء المستمر وغير المقبول، قررت المملكة المغربية استدعاء سفيرة صاحب الجلالة لدى برلين للتشاور”.

وفي سياق متصل، خلال شهر مارس الماضي، أعلنت وزارة الشئون الخارجية والتعاون الدولي المغربية عن تعليق جميع آليات التواصل مع السفارة الألمانية في الرباط، والمنظمات ومنظمات التعاون والمؤسسات السياسية الألمانية التي لها علاقة بالسفارة بسبب ما وصفته بـ”سوء التفاهم العميق” مع ألمانيا في قضايا أساسية تهم المغرب.

وكان مصدر من وزارة الخارجية المغربية أكد أن “القرار المتخذ جاء إثر تراكم عدد من القضايا التي تبين عدم وجود احترام للمملكة المغربية ومؤسساتها”. وكانت البداية من إقصاء برلين للرباط في المؤتمر الذي نظمته حول ليبيا في يناير عام 2020.

وأضاف المصدر أن موقف ألمانيا الرسمي المنتقد لقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء الغربية، “لم يكن في المستوى المطلوب”، مشيرا إلى أن الخارجية الألمانية اعتبرت قرار واشنطن الداعم لسيادة المغرب على الصحراء “يخالف الشرعية الدولية”.

وكانت برلين أول دولة قامت بالتشكيك العلني في شرعيةقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامبعندما اعترف خلال ديسمبر الماضي بسيادة المغرب على الصحرائه.

وطالب سفيرها في الأمم المتحدة بجلسة مغلقة لبحث هذا النزاع يوم 22 ديسمبر الماضي، وأبدى السفير تعاطفا مع جبهة البوليساريو الانفصالية.

وحسب المعطيات التي تم التوصل إليها من مصادر أوروبية تفيد بمعارضة مفترضة من طرف ألمانيا ضد مساعي فرنسية داخل الاتحاد الأوروبي لبلورة موقف مساند للسيادة المغربية على الصحرائه لدعم الموقف الأمريكي.

وكان المغرب ينتظر موقفا أوروبيا لصالح السيادة المغربية على صحرائه. وشددت الدبلوماسية المغربية على هذا الطلب، وحثت الأوروبيين على الالتحاق بالركب الأمريكي.

وكانت ألمانيا أول دولة بمجلس الأمن الدولي تضع طلبا من أجل عقد اجتماع مغلق بهدف مناقشة قضية الصحراء. وذلك بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء المغربية.

وتمر العلاقات بين البلدين ببرود ولم تسجل أي تطور منذ سنوات. إذ لم تقم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأي زيارة رسمية إلى المغرب باستثناء زيارة غير رسمية في مؤتمر احتضنته مراكش منذ سنتين.

وتعد زيارات المسؤولين المغاربة لهذا البلد نادرة للغاية. وكانت أزمة قد انفجرت بين البلدين سنة 2018 حول وجود مهاجرين مغاربة غير قانونيين في ألمانيا، حيث طالبت الأخيرة من الرباط قبول مواطنيها.

الجدير ذكره، أنه في 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.

كما وفتحت واشنطن قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة في الإقليم المتنازع عليه بين الرباط وجبهة “البوليساريو”، المدعومة من الجزائر.