دائمًا ما نجد المغاربة يتفننون فى مواجهة أزماتهم وحل مشكلاتهم، سواء اتخذ هذا التحدي المبدع إطارًا كوميديًا أو جديًا ناجزًا، لكن فى آخر خمس سنوات اتخذت المواجهات منحن آخر وأكثر غرابة عن المعهود عن الشعب المغري، فتحولت النكتة والسخرية المستهينة بأشد الأزمات شروعًا في حلها، إلى نوعًا من الاستسلام والسلبية تطور إلى يأس طغى عليه العنف تجاه النفس قبل المجتمع، وكأن طريق الأذى هو الأمل الأوحد للهروب لا الحل.
هذا التحول الغريب والمعاكس بدأ فى المغرب وأصبح أكثر شراسة، مع مواصلة محاكمة الصحافي سليمان الريسوني في قضية “اعتداء جنسي” غيابيا، وفق ما أكد محاميه ميلود قنديل، رغم أن الريسوني المضرب عن الطعام منذ 88 يوما أكد استعداده لحضور المحاكمة “شريطة نقله في سيارة إسعاف وتمكينه من كرسي متحرك”.
أقدم الشاب عبر ربيع الأبلق المعتقل السابق على خلفية حراك الريف، على تخييط شفتيه، والامتناع عن الأكل والشرب، احتجاجا على استمرار اعتقال الصحافي المغربي سليمان الريسوني والإضراب عن الطعام لأكثر من 86 يوماً على إضراب الصحفي المغربي المعارض سليمان الريسوني عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله لأكثر من عام، فيما تصرّ السلطات على رفض الإفراج عنه..
وطالب الأبلق الذي سبق وأن خاض إضرابات طويلة عن الطعام في السجن، بإطلاق سراح الريسوني المعتقل احتياطيا منذ أزيد من سنة، والمضرب عن الطعام منذ 88 يوما.
وظهر الأبلق، عبر فيديو تتجاوز مدته الدقيقة، على صفحته على فيسبوك، مخاط الفم، قائلا “عذرا سلميان لم نستطع أن نقدم لك أي شيء، تركناك تواجه مصيرك وحدك، فأعذرنا وأعذر ضعفنا”.
وقال الأبلق “أتمنى أن تعيدوا سليمان إلى ولده وعائلته، كفاكم ظلما، إن انتصرتم عليه في محكمة الأرض فقسما أنه سينتصر عليكم في محكمة شهودها ملائكة، قاضيها رب الأرض والسموات لا يظلم فيها أحد”.
ودعا الأبلق إلى إطلاق سراح كل من سليمان الريسوني وعمر الراضي وتوفيق بوعشرين، و”كل معتقلي الحركات الاحتجاجية”، وفقه.
ويأتي تضامن الأبلق مع الريسوني تزامنا مع تأكيد عائلة الصحافي تردي وضعه الصحي، بحيث أصبح مشوه الجسم والوجه نتيجة إضرابه عن الطعام، في الوقت الذي لم تلق فيه نداءات هيئات وشخصيات وطنية ودولية، بالإفراج عن الريسوني ومتابعته في حالة سراح ضمانا للمحاكمة العادلة، أي استجابة.
وخلال الأسبوعين الماضيين أطلق نشطاء حملة إلكترونية تَصدّرت تويتر في المغرب لعدة أيام، تحت وسوم “أنقذوا سليمان الريسوني” و”سليمان الريسوني في خطر”، لمطالبة السلطات بالإفراج الفوري عنه حفاظاً على حياته.
من جانبها رفضت المحكمة مطالب الإفراج عنه، واعتبرت إضرابه عن الطعام “قراراً شخصياً”.
وفي 10 يونيو/حزيران الماضي بدا الريسوني هزيلاً للغاية حينما مثل أمام المحكمة، ولم يكن قادراً على المشي بلا مساعدة، ثم خاطب القاضي قائلاً: “أرجوك أعدني إلى السجن لأموت”، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وكان الريسوني، رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم المتوقفة عن الصدور، قد اعتقل في أيار/مايو 2020 على خلفية اتهامات نشرها شاب على موقع فيس بوك بالاعتداء عليه جنسيا، بعدما استمعت الشرطة للأخير. ولم تبدأ محاكمته إلا في شباط/فبراير الفائت.