الملك المفدى يوجه رسائل طمأنينة إلى الجزائر ودعوة لبناء علاقة ثنائية أساسها الثقة وحسن الجوار

0
265

وجه حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، كلمة سامية موجهة إلى الأشقاء في الجزائر للعمل سوياً دون شروط، اليوم السبت، بمناسبة عيد العرش المغربي، وأكد خلالها أن المغرب قوي بوحدته الوطنية ومؤسساته.

وقال الملك المفدى محمد السادس حفظه الله في خطابه: “إن المغرب يحرص على توطيد الأمن في محيطه الإفريقي و الأورومتوسطي وخاصة جواره المغربي”.

وأضاف جلالة الملك حفظه الله قائلَا: “نوجه دعوة صادقة إلى الجزائر من أجل بناء علاقة ثنائية أساسها الثقة وحسن الجوار”.

وأكد الملك المفدى محمد السادس حفظه الله، أنه لديه قناعة بأن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي ومبدأ قانوني أصيل تكفله المواثيق الدولية.

ودعا الملك المفدى محمد السادس حفظه الله إلى تغليب منطق الحكمة وتجاوز الخلافات مع الجزائر، مطالبا بإعادة فتح الحدود بين البلدين لخدمة مصالح الشعبين.

واعتبر الملك المفدى رعاه الله أن الوضع الحالي بين المغرب والجزائر غير مقبول ولا يرقى إلى تطلعات شعبي البلدين.

وأشار جلالته حفظه الله إلى أن الأسباب وراء إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر أصبحت متجاوزة ولم يعد لها أي مبرر مقبول، مضيفًا: القيادتان المغربية والجزائرية غير مسؤولتين عن غلق الحدود”.

وأعرب جلاته حفظه الله عن أسفه للتوترات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، مضيفًا أن “أمن واستقرار الجزائر وطمأنينة شعبها من أمن واستقرار المغرب”.

وأردف جلالته : “نطمئن أشقاءنا الجزائريين بأن الشر والتهديد لن يأتي من المغرب”.




وتشهد العلاقات بين الجزائر والمغرب توترا بسبب الخلاف على قضية الصحراء المغربية التي تزعم الجزائر باستقلالها ما يسمى بجبهة انفصالية تدعمها من\ 50 سنة بسخاء عن المغرب، بينما تعتبر المملكة والمجتمع الدولي الأخيرة جزء لا يتجزأ من أراضيها.

ويعد الصراع المفتعل بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية حول إقليم الصحراء المغربية من أقدم النزاعات في أفريقيا إذ يعود لعام 1976 عندما تأسست الجبهة بعد ضم المغرب الصحراء إليه إثر انسحاب الاستعمار الإسباني منها في عام 1975، لتطالب الجبهة باستقلال الإقليم وتحمل السلاح في وجه المغرب.

وتقاتل جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر بسخاء من أجل انتزاع الإقليم منذ ذلك الحين.

ولم يتوقف القتال إلا في عام 1991 عندما تدخلت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

وانتهكت جبهة البوليساريو الانفصالية منذ 13 نوفمبر/تشرين الثاني إنهاء وقف إطلاق النار المعمول به، بعملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة.

في المقابل أكّدت الرباط تشبّثها باتفاق وقف النار. ويقترح المغرب الذي يسيطر على ثمانين بالمئة من مساحة الصحراء المغربية، منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، بينما تطالب بوليساريو التي تدعمها الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير ورد في اتفاق العام 1991.

وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جوي هود اليوم الأربعاء الماضي أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن الاعتراف بأحقية السيادة المغربية على صحرائها، بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أواخر العام الماضي اعترافها بمغربية الصحراء.

وأكد “نؤيد بشدة جهود الأمم المتحدة من أجل تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للصحراء المغربية بأسرع ما يمكن، ونحن على استعداد للمشاركة مع جميع الأطراف لدعم هذا المبعوث”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد أعلن في مايو/أيار الماضي ترشيح 13 شخصية لمنصب المبعوث الأممي للصحراء المغربية، بعد استقالة الألماني هورست كوهلر في مايو أيار 2019.