شباط يعلن رسمياً مغادرة حزب «الاستقلال» ويتهم نزار بركة بـ”المؤامرة”

0
312

بعد أن حسم نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض، الجدل الذي أثير مؤخراً حول رغبة حميد شباط، الأمين العام السابق للحزب، في الترشح في الانتخابات المحلية (البلديات) في مدينة فاس. وقال بركة في ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء أمس بالرباط، إن الأمين العام السابق «له مكانته الخاصة داخل الحزب»، لكنه أوضح أن هذه المكانة لها واجبات، مشيراً إلى ضرورة التزامه «واجب التحفظ».

فاس (وسط المغرب)- أعلن الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط مغادرته للحزب، بعد صراع طويل مع قيادة “الاستقلال”، خاصة الأمين العام؛ نزار بركة، ومنسق الجهات الجنوبية الثلاث و”الرجل النافذ” في الحزب؛ حمدي ولد الرشيد.

وقال شباط في كلمة مباشرة بثها على “الفايسبوك” اليوم الاحد، موجها الخطاب للأمين العام نزار بركة “مابقينا غنزيدو معاك نهار.. وانتهى الكلام”، في إشارة منه إلى أنه إتخذ قرار الرحيل عن حزب الاستقلال وتغيير الوجهة الحزبية، لافتا إلى أنه سيترشح في الانتخابات المقبلة دون أن يحدد الوجهة الجديدة ولا اللون السياسي الذي سيترشح به.

واتهم شباط نزار بركة بخدمة أجندة لوبي يسعى لإقبار حزب علال الفاسي وطرد المناضلين وأبناء العائلة الاستقلالية والتنكر للإرث الاستقلالي، مشيرا إلى أن بركة كذب على المواطنين بخصوص عدد المستقدمين من الأحزاب الأخرى، حيت قال بأن العدد يفوق ٪60، عوض 5 التي صرح بها بركة في لقاء تلفزيوني.

ووجه شباط انتقادات لادعة لادارة بركة للحزب، معتبرا أنه لم يقدم شيئا للحزب مند ولايته، ووصف ولاية الأمين العام الحالي بالولاية البيضاء، ساخرا من البرنامج الانتخابي الذي قدمه بركة أثناء مروره بقناة ميدي 1، معتبرا أن هذا البرنامج هزيل ولا علاقة له بتطلعات المواطنين.

ودعا شباط نزار للابتعاد عن التراشقات، التي كان لها تأثير سلبي على الحزب ومناضليه، مشددا على أن استمرار هذه الحالة سيؤدي إلى استقالة المئات من اعضاء الحزب، لافتا إلى أن ساكنة مدينة فاس تطالب بعودة شباط وفريقه لتولي مهام تسيير المدينة، وعلى نزار بركة  أن يعيد النظر في قرار رفض ترشيح شباط في المدينة،  وتجاوز عقدة المؤتمر 17 للحزب.

ودشن شباط حملة انتخابية مبكرا بعد عودته  من تركيا وألمانيا ، حيث سرع من وتيرة تحركاته طيلة الأيام الماضية في مسعى لدفع حزبه السابق إلى تزكيته لدخول سباق الانتخابات المحلية من أجل إطاحة عمدة فاس إدريس الأزمي وهو قيادي بحزب العدالة والتنمية.

وحاول في فيديو يلخص زيارة أجراها إلى عدد من الأحياء والأسواق داخل مدينة فاس مهاجمة حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب بهدف إبراز نفسه كخصم شرس للإسلاميين لكي يحظى بتزكية من حزبه لخوض الانتخابات المقبلة.

وحمّل شباط حزب العدالة والتنمية وعمدة فاس مسؤولية تدهور الأوضاع، قائلا “نتمنى أن نتجاوز هؤلاء الذين في البلدية الذين لا يراعون مشاكل الناس، وأن نتجاوز الحكومة التي لم تقدم أي شيء لسكان المغرب طيلة 10 سنوات”.

وتثير عودة شباط مخاوف الإسلاميين الذين يمثلهم حزب العدالة والتنمية خاصة للصدى الذي يلقاه خطاب الرجل الشعبوي حيث لم يتردد فرع حزب العدالة والتنمية بمدينة فاس، ثاني أكبر مدن المغرب، في الإشارة إلى تحركات شباط.

ولم يكتف بركة بإعلان رفضه ترشيح شباط بسبب مكانته، إنما قال إنه فشل في آخر انتخابات في مدينة فاس سنة 2015، حيث لم ينتخب عمدة للمدينة. وقال إن ساكنة فاس قامت بتصويت «عقابي» ضد من سيّروا المدينة ولا يمكن للحزب أن يعيد تقديم الوجوه نفسها التي وصفها بأنها «من القرن الماضي».

وتولى شباط منصب الأمين العام للحزب من 2012 إلى 2017، وشغل منصب عمدة مدينة فاس ما بين 2003 و2015. لكنه فشل في إعادة انتخابه أميناً عاماً للحزب في 2017، وجرى انتخاب بركة أميناً عاماً جديداً.

وخلال السنتين الماضيتين غاب شباط عن المغرب وأقام بين تركيا وألمانيا، في ظروف غامضة، لكنه عاد إلى المغرب، وشرع في تهيئة نفسه للترشح للانتخابات.
من جهة أخرى، عبّر بركة عن تفاؤله بتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة، وقال إن ثمانية من أعضاء اللجنة التنفيذية سيتقدمون للانتخابات التشريعية المقررة في 8 سبتمبر (أيلول) المقبل. وأشار إلى أنه شخصياً سيترشح في مدينة العرائش (شمال المغرب).

لمشاهدة كلمة حميد شباتط على موقع التواصل “الفايسبوك” على الرابط التالي: اضغط هنا