علماء الآثار يكتشفون في المغرب حلياً يعدونها الأقدم في تاريخ البشرية

0
293

اكتشف فريق دولي من علماء الآثار حلياً مصنوعة من قواقع بحرية في المغرب، وأوضح الباحث الأركيولوجي عبد الجليل بوزوكار أن “هذه القطع الأثرية التي اكتشفت في مغارة تدعى بيزمون قرب مدينة الصويرة (جنوب غرب المملكة) “هي أقدم قطع حلي في العالم ويقدر عمرها بما بين 142 ألف و150 ألف عام”.

وقال بوزوكار، العضو في فريق ضم باحثين من معهد علوم الأركيولوجيا بالمغرب وجامعة أريزونا بالولايات المتحدة وإيكس آن بروفانس بفرنسا، أن “الأهمية البالغة لهذا الاكتشاف تكمن في كونه يطرح احتمال بروز لغة للتواصل بين أفراد هذه المجموعة البشرية أو أفراد خارجها قبل 150 ألف عام”، موضحا أن حليا مشابهة تماما سبق أن عثر عليها في الجزائر (تعود إلى 35 ألف عام) وجنوب إفريقيا (75 ألف عام) وإسرائيل (135 ألف عام)، مشيرا إلى أن “هؤلاء الناس بحثوا عن النوع نفسه من القواقع البحرية رغم وجود أنواع عدة أخرى”.

وأضاف بوزوكار أن “تقاسم الرموز يتم عبر لغة بعكس تقاسم الأدوات الذي يمكن أن يتم عبر المحاكاة”، مذكرا بأن “المغرب يضم أيضا واحدا من أقدم الآثار للإنسان العاقل”.

وقدر الباحثون المسافة التي كانت تفصل بين مغارة “بيزمون” وساحل المحيط الأطلسي قبل 150 ألف عام بنحو 50 كيلومتراً.

وقال إنها “أصداف صغيرة لكن قيمتها كبيرة، لسبب أن الإنسان كان يقطع مسافة كبيرة (50 كيلومتراً في تلك الفترة)، ليجمع نوعاً معيناً من الأصداف، ما يعني أن ذلك النوع كانت له قيمة عندهم، كما تُحول إلى حلي عن طريق ثقبها ولبسها، إذ تبين في المختبر أن فيها خدوشاً، أي كانت ملبوسة”.

وأوضح أن الأصداف نفسها وجدت في مواقع أخرى في المغرب قرب الرباط وفي الشرق قرب وجدة، ما يعني أنه ربما كان هناك تواصل بين هذه المجموعات البشرية، مشيراً إلى أن استعمالهم الحلي نفسها يعبر ربما عن التواصل بعضهم مع البعض.




كما اكتشف فريق دولي من الباحثين، في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، “أدوات من العظام كانت تُستخدم في صنع الملابس قبل 120 ألف سنة داخل كهف قرب الرباط، واعتبر أقدم اكتشاف من نوعه على الإطلاق”.