الجزائر تفشل في حشد دعم الدول العربية في موقفها من الصحراء المغربية يقف وراء قرار تأجيل القمة العربية

0
215

قوبلت محاولة النظام الجزائري لدعم موقفها من الصحراء المغربية بالفشل، لأن قرار جامعة الدول العربية تأجيل “القمة العربية” الـ 31 للمرة الثالثة على التوالي، المقرر عقدها في الجزائر، فعلى غير ما جرت عليه الأمور في القمم السابقة لدول الجامعة العربية، حاولت الجزائر إدراج ملف الصحراء المغربية في جدول أعمال القمة المزمع تنظيمها في الجزائر، ورفضت دول الخليج العربي، “إفشال المغرب” في مواجهة الجزائر، خصوصا فيما يتعلق بالموقف من قضية الصحراء، والتطبيع بين المغرب وإسرائيل.

حيث سبق لوزير الخارجية لعمامرة أن قال إن “القمة العربية المقبلة ستكون قمة التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية وما يسمى بزعمه الشعب الصحراوي “.

ورغم الإصرار الجزائري على عقد القمة العربية في مارس/آذار المقبل، قررت الجامعة العربية تأجيلها إلى ما بعد شهر رمضان، وتشير بعض المصادر إلى أن رفض دول الخليج العربي مسايرة الجزائر في موقفها من نزاع الصحراء يقف وراء قرار التأجيل.

ومن جهته أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكى، “يمكنني القول إن تاريخ عقد القمة العربية في الجزائر سيكون بعد شهر رمضان الفضيل وسيحدد بناء على التشاور بين الدولة المستضيفة وباقي الدول الأعضاء” حيث حاولت الجزائر إدراج ملف الصحراء في جدول أعمال القمة.

ونزل قرار الجامعة العربية، كالصاعقة على جنرالات الجزائر وأبواقهم الدعائية ليتأكد من جديد فشل كل المحاولات التي يقوم بها النظام العسكري لاستمالة الدول العربية للحضور في هذه القمة التي يتشبث بها كابرانات فرنسا في ظل الأزمات التي تعصف ببلاد المليون ونصف مليون طابور، وفي ظل العزلة الدولية التي يعيشها نظام بنى وجوده بالركوب على أرواح الشهداء واستغلال تاريخ “ثورة التحرير”، وذلك منذ سرقة استقلال البلاد والانقلاب على آباء الثورة لتنصيب وكلاء الاستعمار الذين أمنوا مصالح فرنسا في المنطقة، وها هم اليوم يراهنون على مرتزقة فاغنر لتمزيق المنطقة، بعد مرتزقة البوليساريو الذين يخوضون حربا بالوكالة ضد المغرب ووحدته الترابية منذ أكثر من 46 سنة..

وبهذا القرار تكون التنقلات المكوكية لرمطان لعمامرة عبر عواصم دول الخليج، قد باءت بالفشل ولا تعدو ان تكون مجرد صب الماء في الرمل، وهو ما يكشف ان كل الدول أضحت تعرف تمام المعرفة حقيقة النظام العسكري الجزائري، والأهداف والخلفيات التي تحركه لتنظيم هذه القمة في كوريا الشرقية، ورفع شعار دعم فلسطين ومساندتها ظالمة كانت او مظلومة، كما يدعي الجنرالات وأبواقهم الدعائية وذبابهم الالكتروني، والذين يستغلون كل مناسبة لضرب المغرب ومصالحه، الامر الذي وصل إلى حد استغلال حدث رياضي ككأس العرب بقطر، وهو ما يحدث اليوم بكأس إفريقيا للأمم بالكاميرون، حيث مارس الكابرانات ضغطا نفسيا كبيرا على المدرب بلماضي وعلى اللاعبين، وحولوا المنتخب إلى كتيبة حربية لخوض معارك، عوض مؤسسة الجيش والمخابرات العسكرية، بعيدا عن مهمتها الرياضية النبيلة.

ونهار اليوم الجمعة نقل موقع العربي الجديد الذي يوجد مقره في لندن، عن مصدر دبلوماسي لم يسمه أن الجزائر “لم تعد متحمسة لاستقبال القمة، بعد فشل كافة الجهود في إخراج اجتماع يمكّنها من استعراض قوتها الدبلوماسية، في وقت تسعى لطرح نفسها على الساحة الإقليمية الراهنة كقوة عربية فاعلة في الإقليم، وامتلاكها دبلوماسية قادرة على المساهمة في التوصل لحلول لأزمات المنطقة”.

وأكد نفس الموقع أن من بين أسباب تأجيل القمة، رفض دول الخليج العربي، “إفشال المغرب” في مواجهة الجزائر، خصوصا فيما يتعلق بالموقف من قضية الصحراء المغربية، والتطبيع بين المغرب وإسرائيل.

وتابعت مصادر الموقع أن “هذا الوضع يطرح إشكالا مهما، وهو أن الجزائر تريد قمة عربية ناجحة بحضور رؤساء دول وملوك وأمراء، وليس وزراء خارجية، وتخشى من أن ذلك لن يحدث بسبب إشكال الصحراء، وهي نقطة الخلاف المطروحة الأبرز، وبالتالي أعلن عن تأجيل القمة”.

وتحدثت مصادر أخرى عن وجود خلاف سعودي جزائري حول دعوة ممثل للنظام السوري لحضور القمة، وكذا بخصوص رفض الجزائر إدراج موقف عربي موحد بشأن التدخل الإيراني في بعض الدول العربية، في البيان الختامي.

وجاء الإعلان عن تأجيل موعد القمة العربية، مباشرة بعد جولة قادت وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى كل من مصر والسعودية والإمارات وقطر، حاملا معه رسائل خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى قادة هذه الدول، وكانت أبرز نقطة في جولته بحسب بيانات الخارجية الجزائرية هي القمة العربية.

وكان الرئيس الجزائري المعين عبد المجيد تبون، قد أعلن في 8 نوفمبر الماضي أن القمة العربية ستكون في مارس 2022، لكن ذلك كان مجرد شعارات فارغة لان نظام العسكر يعرف جيدا أن كل الدول العربية لن تحضر القمة، باستثناء قلة قليلة رهنت أنظمتها مستقبلها في أيدي ريع الغاز الجزائري، لأن النظام المتسلط في كوريا الشرقية يسعى إلى التفرقة والتجزئة عكس ما يدعيه وما يصرح به في المنتديات وفي الملتقيات وعبر أبواقه الدعائية، والدليل على ذلك هو ما يكنه للمغرب من حقد وضغينة، إذ لا يمكن الثقة في نظام يريد تمزيق وحدة جاره ويعيث فسادا في شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء عبر تجنيد ودعم المنظمات الإرهابية والجماعات المتاجرة بالسلاح والبشر والمخدرات الصلبة..

الرئيس الجزائري تبون أقدم في الأسابيع القليلة الماضية على عدّة مُبادرات لتعزيز توجّه بلاده الجديد، أبرزها دعوة الفصائل الفلسطينيّة إلى مُؤتمر مُصالحة في عاصمة بلاده في أقرب فُرصة مُمكنة، وزيارة تونس، وتقديم مُساعدات ماليّة في حُدود 300 مِليون دولار لمُساعدتها لمُواجهة أزمتها الماليّة الطّاحنة، وتمكين حُكومتها من دفع رواتب مُواطنيها بسبب الأزمة الاقتصاديّة التي تُواجهها حاليًّا، وشحّة الموارد الماليّة، وحالة عدم الاستِقرار التي تعيشها البِلاد نتيجةً للآثار السلبيّة لجائحة كورونا على السّياحة التي تُشَكِّل أحد أبرز أعمدة الدّعم لميزانيّتها، وتوفير الوظائف لقِطاعٍ عريض من الشّباب بالتّالي.