جمعية حقوقية تطالب وزير”الداخلية” توقيف اعتداءات متكررة على المهاجرون الأفارقة في المغرب

0
231

اتهمت جمعية حقوقية السلطات المغربية بالاعتداء على مهاجرين أفارقة وبإساءة معاملتهم واحتجازهم في مخيمات غير قانونية شمال المغرب. وتقول الجمعية إن هذه المخيمات لا تراعي الحقوق الأساسية للمهاجرين ولا كرامتهم الإنسانية.

الناظور (شمال المغرب) – طالب جمعية حقوقية شمال المغرب، الثلاثاء، وزارة الداخلية بتوضيح ، وضعية الأشخاص الأجانب بجنوب المغرب خلال جائحة فيروس كورونا، بعد وفاة أم وثلاثة أطفال من أصل نيجيري احتراقا بغابة “كوروكو” في الناظور، وجه فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمدينة رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، يطالبه من خلالها بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون غير النظاميون بالمدينة.

وأدانت الانتهاكات الصارخة لحقوق المهاجرين وطالبي اللجوء، وما يترتب عن ذلك من سوء أوضاع المهاجرين عمومًا في المغرب، “تعرض طالبي اللجوء للاعتداء والاحتجاز في ظروف غير إنسانية”، كما أشارت إلى “تنامي مظاهر الوصم الاجتماعي ، والحرمان من الحقوق الأساسية مثل الحق في الصحة، والحق في الماء والتغذية، والسكن والتعليم والشغل”.

وسجلت الجمعية أن أوضاع المهاجرين من جنوب الصحراء بغابات إقليم الناظور لا إنسانية، مجددة تحذيرها من خطورة الأوضاع التي يعيشها مئات المهاجرين منذ عدة سنوات، بسبب تمادي السلطات في حرمانهم من الحق في السكن، ووضع شتى العراقيل التي تحول دون كرائهم مساكن بالإقليم، أسوة بباقي المهاجرين في المدن المغربية الأخرى.

وأكدت الجمعية أنها سبق وأن أصدرت نداءات وبلاغات حول الموضوع، لكن دون أن تلق أي استجابة، في الوقت الذي تزداد فيه معاناة هذه الفئة، ويزداد الإجهاز على حقهم في الحياة والسلامة البدنية والكرامة الإنسانية.

وطالبت الرسالة من وزير الداخلية وضع حد لمعاناة المهاجرين، جراء حرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية، والتدخل العاجل لدى مصالح الوزارة من أجل وقف المنع غير المبرر، وسياسات الهجرة التي ظلت تكرس انتهاكات حقوق الإنسان، وتضرب في العمق حقوق المهاجرين وطالبي اللجوء، وسن سياسات تنتصر للأبعاد الحقوقية.

وكانت غابة كوروكو قد عاشت الأسبوع الماضي على وقع فاجع وفاة ثلاثة أطفال احتراقا داخل مأوى بلاستيكي كان يأويهم بالغابة، قبل أن تلحق بهم أمهم أياما بعد ذلك متأثرة بحروقها، وهو ما خلف استنكارا حقوقيا، وجدد المطالب بالسماح للمهاجرين غير النظاميين بكراء البيوت.

وفي حديث سابق، قال عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إن “الدولة تسوّق للخطاب المتعلق بإدماج المهاجرين الأفارقة عبر تسوية أوضاعهم القانونية، لكن الوضع عميق جدًا، فعلى الأرض الواقع المغربي غير جاهز اجتماعيًا واقتصاديًا لاستقبال المهاجرين الأفارقة”.

ويقصد عبد الإله الخضري الإشارة إلى أنّ ما تُحاول السلطات المغربية الترويج له باعتبارها قادرة على التعامل مع قضية المهاجرين، لا يعكس واقع الفشل المُركّب في هذا الملف من جهة، ومن اُخرى تأزم الوضع المعيشي لشريحة ليست بالهيّنة من المغربيين، إذ تقول الإحصائيات إن أكثر من 15% من المغاربة يعيشون على أقل من ثلاثة دولارات يوميًا.

ولعل ذلك ما يُفسّر أن حالات الاعتداء على المهاجرين الأفارقة تنتشر أكثر في المناطق الأكثر فقرًا في المغرب، أو بتعبير الخضري “التي تعيش نفس المشاكل التي يعيشها المهاجرون”. 

لذا فقد أصبح المغرب يشكل خطرًا على المهاجرين الأفارقة، سواءً من جهة فشل التعامل الحكومي مع قضيتهم، أو من جهة التقاعس في حل قضايا الفقر والعوز الداخلي، إضافة إلى تكرار الانتهاكات المباشرة بحقهم، ولعل آخرها ترحيلهم لمناطق أخرى في المغرب، وترحيل أعدادٍ منهم لبلدانهم الأصلية.

 

 

 

 

 

بسبب حادث مروع… انقسام سيارة إلى شطرين بدون قتلى في المغرب (فيديو + صور)