جاء في تقرير حكومي صادر عن المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب أن ما يزيد عن 28 % من شركات مقاولات تضررت بشكل كبير خلال العام الماضي بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وذكر التقرير بأن 28 في المائة من المقاولات المغربية اضطرت إلى توقيف عملها لمدة 143 يوما في المتوسط، وسجل تباين لمدة هذا التوقف حسب حجم المقاولات.
وبلغت نسبة المقاولات الصغيرة التي أعلنت التوقف النهائي 30 %، بمتوسط بلغ 158 يوما، مقابل 116 يوما لـ 27 في المائة من المقاولات الصغرى والمتوسطة، و107 يوما بالنسبة لـ 14 في المائة من المقاولات الكبرى.
وأشار التقرير إلى تسجيل 43 في المائة من المقاولات انخفاضا في النشاط يفوق 50٪ أو أكثر خلال عام مقارنة بفترة ما قبل الوباء، حيث 27 في المائة منها صرحت بانخفاض بين 10 و50 في المائة، فيما صرحت 10 في المائة من هذه المقاولات بوجود بانخفاض بأقل من 10 في المائة.
ووفقا للنتائج التي توصل إليها التقرير فإن حجم الأيدي العاملة قد انخفض بما يوازي 37.5 % في المقاولات المنظمة، في النصف الثاني من سنة 2020 مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2019، في حين أن 2% من المقاولات زاد عدد الأيدي العاملة بها في الفترة نفسها.
وحسب الفئة، بلغت نسبة المقاولات الكبرى التي قد تكون قلصت عدد عمالها 41.9%، و33.4%من المقاولات الصغرى والمتوسطة، و39.3% بالنسبة للمقاولات الصغيرة جدًا.
وقال التقرير إن ما يقرب من 81.1% من المقاولات لا تتوقع أي استثمار سنة 2021، بينما يتوقع 3.9% انخفاضًا في مستوى الاستثمار، في حين يتوقع 6.4% ارتفاعا خلال السنة نفسها.
وكانت تداعيات الجائحة أكثر ثقلا على المقاولات الصغيرة، حيث صرح أكثر من نصف المقاولات الصغيرة جدا بانخفاض في النشاط بنسبة 50 في المائة، مقابل 31 في المائة للمقاولات الصغرى والمتوسطة، و13 في المائة من المقاولات الكبرى.
ويعتبر قطاع الإيواء، واحدا من أكثر القطاعات المتضررة من الجائحة، إذ صرحت أغلب المقاولات بانخفاض في النشاط، وأعلن 86 في المائة عن انخفاض بنسبة 50 في المائة أو أكثر خلال العام الماضي مقارنة بالفترة ما قبل قبل جائحة كورونا.
وتراجع نشاط المطاعم بنسبة 65 في المائة، فيما تجاوز هذا التراجع نسبة 75 في المائة في مقاولات الفنون والترفيه وأنشطة العروض.
وأثر هذا التراجع سلبا على مستويات السيولة لدى المقاولات، حيث بلغت نسبة التراجع 54 في المائة لدى المقاولات الصغيرة جدا و51 في المائة بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة، و43 في المائة لدى المقاولات الكبرى.
ولفت التقرير إلى أن المقاولات قد اتخذت في النصف الثاني من سنة 2020 مجموعة من استراتيجيات التكيف لمواجهة استمرار الأزمة الصحية، مشيرا إلى أن التخفيض المؤقت لساعات العمل يأتي على رأس هذه الاستراتيجيات، إذ تعتمده 39.5% من المقاولات، يليه تعديل في عدد العمال بنسبة 24.4%، وكذلك العمل عن بعد بنسبة 22.%.
يشار إلى أن قطاع المقاولات المغربي يواجه إشكاليات كثيرة بسبب أزمة كورونا، بعضها يؤدي إلى عرقلة نشاطه، خاصة فيما يتعلق بتمويل الشركات الصغيرة، والمتوسطة، التي لا يمكنها الوصول إلى تمويل بنسبة 40%، مع ارتفاع نسبة الفائدة لدى البنوك،والذي يمثل إشكالية بالنسبة لتلك الشركات، فيما يتعلق بالحصول على تمويل لأعمالها.
ارتفاع الأسعار يلهب جيوب المغاربة وينذر بأجواء احتجاجات عنيفة في المغرب