المخابرات الأمريكية روسيا تخطط لبدء غزو أوكرانيا الأربعاء المقبل

0
280

أكد مسؤول أمريكي رفيع لوكالة AP اليوم السبت، بأن روسيا تخطط لبدء غزوها لأوكرانيا يوم الأربعاء القادم. ولم يوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، مدى موثوقية المعلومات الاستخباراتية.

يأتي هذا فيما، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية السبت من أن الولايات المتحدة “سترد بحزم وتفرض تكاليف باهظة وفورية على روسيا” إذا غزت أوكرانيا. وبحسب البيت الأبيض، شدد بايدن على أنه “فيما تبقى الولايات المتحدة مستعدة للجوء إلى الدبلوماسية، بالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا، نحن مستعدون في الوقت نفسه لسيناريوهات أخرى”.

جدير بالذكر أن البيت الأبيض شدد على عدم وجود معلومات واضحة عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتمًا بالفعل بغزو اوكرانيا.

في الوقت نفسه، ادعى الرئيس الأوكراني فلاديمير زالانسكي أن التصريحات حول الغزو الروسي الوشيك للدول كانت تثير الذعر وطالب برؤية أدلة تشير إلى الغزو.

وأضاف الرئيس الأوكراني: “كل المعلومات المنشورة تثير الذعر فقط ولا تساعدنا”. “إذا كان لدى أي شخص معلومات تشير بنسبة مائة بالمائة إلى غزو – فلينقلها لنا”.

في وقت سابق اليوم ، أمرت الولايات المتحدة بإجلاء معظم الموظفين الدبلوماسيين من السفارة الأمريكية في كييف، عاصمة أوكرانيا، وسط مخاوف من أن الغزو الروسي للبلاد وشيك.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان “السفارة ستحتفظ بوجود قنصلي صغير في مدينة “لفوف” بأوكرانيا للتعامل مع حالات الطوارئ، لكنها لن تكون قادرة على توفير جوازات السفر أو التأشيرات أو الخدمات الروتينية”.

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت من أن روسيا يمكن أن تغزو أوكرانيا “في أي يوم من الآن”، ودعت مواطنيها الموجودين في أوكرانيا إلى المغادرة على الفور.

وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن الغزو قد يبدأ بقصف جوي، يجعل المغادرة صعبة ويعرض المدنيين للخطر.

إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قال في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكين، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “تجاهلا المطالب الأمنية لروسيا”.

ونفت موسكو مرارا وجود أي خطط لغزو أوكرانيا، رغم حشدها لأكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، أن موظفيها غير الأساسيين تلقوا أوامر بمغادرة السفارة. وسيتم تعليق الخدمات القنصلية اعتبارًا من يوم الأحد، لكن واشنطن “ستحتفظ بوجود قنصلي صغير” في مدينة لافيف غربي أوكرانيا “للتعامل مع حالات الطوارئ”.

في غضون ذلك، قالت روسيا إنها قررت “ترشيد” أعداد موظفيها الدبلوماسيين في أوكرانيا. وأشارت متحدثة باسم وزارة الخارجية إلى مخاوف من “استفزازات” من قبل كييف أو أطراف أخرى.

دخل الكونغرس على خط الجدل حول دور وتقديرات أجهزة الاستخبارات المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، وحث أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الرئيس جو بايدن على تبادل أكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخباراتية مع حلفاء واشنطن في دول أوروبا الشرقية، خاصة مع استمرار الحشد العسكري الروسي واتساع نطاق الانتشار العسكري، وامتداده لحدود بيلاروسيا (حليفة موسكو) مع أوكرانيا.

وفي خطاب وقّعه كل الأعضاء من الحزبين، طالب مارك وارنر السيناتور الديمقراطي ورئيس لجنة الاستخبارات، وماركو روبيو السيناتور الجمهوري ونائب رئيس اللجنة من بايدن تقديم أقصي ما يمكن من المعلومات والسلاح لأوكرانيا.

وتضمن الخطاب -الذي اطلعت “المغرب الآن” تأكيد أعضاء لجنة الاستخبارات أن “بوتين يهدد حرية وأمن الشعب الأوكراني، وأظهر الأوكرانيون حرصهم على الدفاع عن سيادتهم وحريتهم وحكومتهم المنتخبة ديمقراطيا، ولهذا الغرض نطلب من الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا إلى أقصى حد ممكن؛ فروسيا هي المعتدية، ونحن بحاجة إلى تسليح أوكرانيا بمعلومات حاسمة مطلوبة للدفاع عن بلدها. وهذا في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وكذلك مصالح حلفائنا وشركائنا في المنطقة. إن تهديدات روسيا لأوكرانيا تشكل تهديدا للديمقراطيات في جميع أنحاء العالم، ونحثكم على بذل أقصى ما في وسعنا لدعم أوكرانيا في هذه اللحظة الحرجة”.

لم تتوقف إدارة بايدن في الأسابيع الماضية عن تسريب تقديراتها الاستخباراتية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية للعديد من وسائل الإعلام الأميركية؛ بهدف زيادة تحذير أوكرانيا ودول أوروبا الشرقية من الخطر الذي تمثله روسيا، سواء عبر الكشف عن عمليات حشد القوات على حدود أوكرانيا أو الزعم بأن موسكو ستقوم بهجوم مزيف على قواتها لكي تبرر غزو جارتها. 

تشير تقارير صحفية إلى انقسام داخل الأجهزة الاستخباراتية الأميركية حول حجم وطبيعة المعلومات والتقديرات التي يتم تسريبها حول التحركات العسكرية الروسية.

وتساءل فريق من الخبراء حول الحد الذي يجب أن تتوقف عنده أجهزة الاستخبارات في الكشف عمل لديها من معلومات، وذلك حماية لمصادرها وعملائها داخل روسيا، وخشية تتبع روسيا مصدر هذه المعلومات والقضاء عليه.

وعلى النقيض، يرى فريق آخر أن استمرار الكشف عن تفاصيل التحركات العسكرية الروسية يصب في إطار الحرب النفسية بين الطرفين، ويؤثر سلبا على معنويات وثقة القوات الروسية، وسط تشكيك مربك في مصدر هذه المعلومات.

جدير بالذكر أن الرئيس الروسي بدأ مسيرته المهنية ضابط استخبارات، وانضم لجهاز المخابرات السوفياتية “كي جي بي” (KGB) قبل استقالته عام 1991 لدخول عالم السياسة.