وقعت وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية اورنا باربيباي مع نظيرها، وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، على اتفاق جديد للتعاون وتنظيم التجارة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، بربيباي صرحت أن الهدف بأن يبلغ حجم التجارة نصف مليار دولار في غضون خمس سنوات.
قالت وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي اليوم الإثنين إن إسرائيل تهدف إلى أن يصل حجم التجارة السنوية مع المغرب إلى 500 مليون دولار، ارتفاعا من 131 مليون دولار.
جاءت تصريحات باربيفاي في أعقاب محادثات في الرباط مع وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور الذي وقعت معه اتفاقية في مجال التجارة والاستثمار.
وقال مزور للصحفيين إنه بموجب هذه الاتفاقية يلتزم البلدان بتسهيل التجارة والاستثمارات في مجالات الطيران والسيارات والأغذية الزراعية والمنسوجات والصناعات الدوائية على وجه الخصوص.
وبحسب إدارة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية توضح بأن النقاط الرئيسية للاتفاقية تتضمن أربعة قضايا:
في إطار الاتفاق اقر أن على الأطراف اتخاذ الخطوات المطلوبة لتشجيع التعاون بهدف زيادة حجم التجارة، يجب على الأطراف التعاون برفع أي حواجز أمام علاقات اقتصادية طبيعية، بما يشمل القوانين، اللوائح والإجراءات، على الأطراف العمل بموجب الالتزامات والحقوق القائمة بموجب اتفاق منظمة التجارة العالمية، والاتفاقيات الدولية الأخرى التي يكون بها الطرفين أطراف فيها، مع التركيز على الجوانب المتعلقة بعدم التمييز.
واتفق الأطراف على أن تقوم الدول بتسهيل مشاركة كل من الأخرى في المعارض والمؤتمرات الاقتصادية، سيتعاونون في مجال التعاون العلمي المهني والتكنلوجي (تبادل الخبرات)، سينظمون جولات دراسية وندوات ومعارض تجارية وزيارات لرجال الأعمال والوفود التجارية، ستتعاون في التشريع، وسيشجعون التعاون المتبادل بين كيانات القطاع الخاص، مثل التعاون بين جمعيات المصنعين وغرف التجارة وجمعيات الأعمال، كما سيتم تشجيع التعاون أيضا بين الكيانات العاملة في الاعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة وقطاعات أخرى.
الاعفاء الجمركي على المنتجات المستوردة مؤقتا- لغرض عرض طبيعة عامة (معرض فني على سبيل المثال) أو مثال لسلعة مستخدمة للعرض في إطار معرض أو حدث ذا طابع تجاري.
وينص الاتفاق على أن يقوم الطرفان بإقامة لجنة مشتركة لوزارة الصناعة والتجارو للمغرب ووزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية التي ستدرس تطبيق الاتفاق، سيتم دراسة طرق ووسائل لتوسيع وتنويع العلاقات التجارية المتبادلة، وستدرس وتقدم اقتراحات بهدف التوصية أمام الأطراف على وسائل لتطوير الديناميكية للتعاون التجاري، وستميز مشاكل تضر بالتعاون التجاري وستوصي على حلول يمكن أن تساعد بتوسيع الوصول الى أسواق كل من الأخرى.
وقالت الوزيرة باربيباي خلال الاحتفاق إن “اتفاق التعاون الاقتصادي يهدف للوصول الى نمو اقتصادي وازدهار لإسرائيل والمغرب، في العمل المشترك سنجلب لتحقيق القدرات الاقتصادية الكامنة بالعلاقات بين البلدين، زيادة حجم التجارة وتقوية التعاون التكنلوجي، الى جانب التقارب بين الشعبين، استمرار لذلك أمرت الطواقم المهنية في الوزارة العمل على التجارة الثنائية بين الاقتصادات بأن ترتفع من 131 مليون دولار اليوم إلى 500 مليون دولار في غضون 5 سنوات”.
https://www.youtube.com/watch?v=RM4-R0SVq4o
ويرى الأكاديمي والخبير الاقتصادي إدريس الفينا، أن “علاقات التعاون، وخصوصا التجارية بين المغرب وإسرائيل يمكن أن تشمل العديد من النواحي التي يوجد فيها تكامل بين البلدين أو التي يسجل فيها بلد تفوقا مقارنة مع البلد الثاني”.
واعتبر الفينا في تصريحه لـ”موقع سكاي نيوز عربية”، أن “المغرب يمكن أن يصدر لإسرائيل المواد الفلاحية والسيارات والسماد وبعض المكونات الكهربائية والإلكترونية التي يتفوق فيها، إضافة للملابس والصناعات التقليدية المتنوعة”.
وأردف الخبير الاقتصادي، أنه يكمن للمغرب أن “يستفيد من إسرائيل في مجالات التكنولوجيا والأبحاث بشكل عام؛ لا سيما في مجال الفلاحة والطاقات المتجددة وفي المجال الحربي”.
يفيد البيان الإسرائيلي أن التبادلات التجارية بين البلدين بلغت “نحو 131 ملیون دولار سنة 2021، منھا ما یقارب 31 ملیون دولار من الصادرات و100 ملیون دولار من الواردات”.
في هذا السياق، شدد الباحث المتخصص في الاقتصاد والتجارة العالمية مصطفى خياطي، على أنه “يجب على المغرب أن يعزز منتجاته لتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وذلك مراعاة وضعية المقاولات المغربية في بعض القطاعات كي لا يتم المساس بنموها”.
وتشمل زيارة باربيفاي الرباط والعاصمة الاقتصادية للمملكة الدار البيضاء وقبلتها السياحية مراكش، على أن تعقد اجتماعات مع وزراء ورجال أعمال مغاربة. كما ستزور شركات إسرائيلية تعمل في قطاعي النسيج والزراعة.
وفي سياق متصل ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الخطوط الملكية المغربية تطلق خطا جويا جديدا يربط الدار البيضاء بتل أبيب يوم 13 مارس/ آذار المقبل. وكانت شركة الطيران الإسرائيلية “يسرائير” قد سيرت في 25 يوليو/ تموز 2021 أول رحلة تجارية مباشرة بين الدولة العبرية والمغرب.
ونُظمت أول رحلة مباشرة بين تل أبيب والرباط أقلت دبلوماسيين إسرائيليين في كانون الأول/ ديسمبر 2020، وُقعت على إثرها اتفاقات ثنائية ركزت على إدارة المياه وإعفاء الدبلوماسيين من التأشيرات والروابط الجوية المباشرة.
يشار إلى أنّ المغرب يشهد مظاهرات واحتجاجات في 50 مدينة بينها العاصمة الرباط تتزامن مع وصول وزيرة اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي أورنا بربيباي، مساء أمس الأحد، إلى العاصمة المغربية الرباط، في أول زيارة منذ إعادة العلاقات، لتوقيع عدة اتفاقات.
