منعت لجنة التأديب التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الإثنين، منع “الجيش الملكي” من جماهيره لما تبقى من الموسم، بعد أحداث الشغب التي تسببت فيها عقب إقصائه الأحد من الدور الثالث لمسابقة كأس العرش على يد ضيفه “المغرب الفاسي” (0-2).
وقالت اللجنة في بيان إنها قررت “إجراء مباريات فريق الجيش الملكي داخل ميدانه بدون جمهور، مع منع هذا الأخير من حضور مباريات فريقه خارج الميدان، وذلك لما تبقى من المباريات خلال الموسم الرياضي الجاري”.
وعزت القرار إلى “خطورة الأحداث التي عرفتها المباراة، وجسامة الأفعال التي تسبب فيها جمهور فريق الجيش الملكي”.
واندلعت أعمال الشغب عندما اقتحمت جماهير نادي العاصمة “الجيش الملكي” أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بعد نهاية المباراة، ودخلت في مواجهات مع قوات الأمن وأنصار الفريق الضيف.
وقررت اللجنة أيضا تغريم النادي العسكري ما مجموعه 120 ألف درهم (حوالي 12 ألف دولار)، مع تحميله تكاليف إصلاح الأضرار التي لحقت بالملعب.
في المقابل عوقب نادي “المغرب الفاسي” بإجراء مباراتين من دون جماهيره “بسبب سلوكها واقتحام أرضية الملعب بعد نهاية المباراة واستعمال الشهب والرشق بالحجارة”، مع تغريم النادي 120 ألف درهم أيضا.
بالموازاة مع ذلك، احتفظت الشرطة المغربية الإثنين بـ67 موقوفا، بينهم 17 قاصرا، قيد التحقيق من أصل 160 مشجعا تم ضبطهم الأحد، وسيتم عرضهم على العدالة فور انتهاء التحقيق، وفق ما أفاد مصدر أمني الإثنين.
ويشتبه تورط الموقوفين في تهم منها “ارتكاب أعمال الشغب المرتبط بالرياضة وحيازة أسلحة بيضاء (…) وإضرام النار عمدا في مركبة”.
وخلفت مشاهد الشغب العديد من التعليقات المستاءة في مواقع التواصل الاجتماعي الإثنين، وهي المشاهد التي غابت عن الملاعب خلال العامين الماضيين، حيث ظلت مغلقة في وجه الجماهير بسبب جائحة “كوفيد-19”.
وأسفرت أحداث الشغب، الأحد، أيضا عن إصابة العشرات من قوات الأمن والمشجعين، دون تسجيل إصابات خطيرة، بحسب الشرطة.
وهذه الأحداث هي الأولى من نوعها منذ عودة الجماهير نهاية فبراير إلى المدرجات، لكن الملاعب المغربية سبق أن شهدت حوادث مماثلة في الأعوام الأخيرة.
كما تنقل وسائل إعلام محلية بين حين وآخر أنباء عن حوادث خارج الملاعب في أحياء الدار البيضاء، بين مشجعي ناديَي المدينة الغريمَين الرجاء والوداد.
وكانت أعنف تلك الحوادث أسفرت عن مقتل مشجعين في مارس 2016. ومذّاك، تتعامل السلطات بحزم كبير في مكافحة آفة الشغب.
وقررت في أعقاب ذلك حل مجموعات من “التراس” (مجموعات المشجعين) وحظرت أي شعارات أو لافتات خاصة في الملاعب، قبل أن تسمح بعودتها في 2018.