تحولت جلسة مجلس بوزنيقة (جنوب العاصمة) لدورة استثنائية أمس الثلاثاء، إلى “حلبة ملاكمة” وفوضى ومشاحنات، بعد الفوضى والتراشق بالألفاظ واللكمات وتخريب ممتلكات المجلس بين الغلبية وعضو من المعارضة الضعيفة.
وبعد مشاحنات كلامية وتبادل اللكمات، ومقاطع فيديو نشرت على منصات التواصل، التي بينت ما ألت إليه المجالس في المغرب، و التي من المفترض أن تنعكس ايجابيا مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمواطنين، وتعمل جاهدةً لإخراج الساكنة مما تعانيه منذ الأزل من تردي الخدمات والطرقات وغيرها؟!، لذا فجب على السلطات في البلاد باتخاذ إجراءات عاجلة لضبط المجالس البلدية وتنقيتها من عناصر البلطجية والغير مؤهلة والسماسرة و، ومحاسبة المسؤولين عن وقائع فساد مالي وسياسي.
https://www.youtube.com/watch?v=RtOpNCzYIts&t=1s
وجددت واقعة دورة مجلس بوزنيقة، أمس الثلاثاء خلافات بين مستشارين محسوبين على أحزاب الأغلبية وبعض المعارضة والتي تحولت إلى اشتباكات بالأيدي واتلاف الممتلكات وخلفت إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف بعض المستشارين الجماعيين، الحديث عن ضرورة تطهير كافة المؤسسات الحكومية في المملكة المغربية من قبضة البلطجية ومحتكري المجالس الجماعية والبدء الفوري في خطة المكاشفة والمحاسبة حتى يسترد الشعب حقوقه.
وأكدت مصادر متطابقة، بتعرض مستشار جماعي محسوب على المعارضة بالجماعة الترابية بوزنيقة التابعة ترابيا لإقليم بنسليمان، لاعتداء شنيع بالضرب من طرف مستشاري أحزاب الأغلبية الحاكمة في البلاد مباشرة بعد انتهاء أشغال الدورة الاستثنائية المنعقدة الثلاثاء بمقر الجماعة، ليتم نقله للمستشفى لتلقي الإسعافات بعد أن اصيب بجروح بليغة مكنته من الحصول على شهادة طبية حددت مدة العجز في 22 يوما.
https://www.maghrebalaan.com/wp-content/uploads/2022/03/مجلس-جماعي-ببوزنيقة-يتحول-لـ-“حلبة-ملاكمة”.mp4
in mp4
ويصف الحقوقي والإعلامي جمال السوسي، ما يجري في المجالس الجماعية (البلديات) بأنه غاية في الأهمية ويحتاج إلى تدخل عاجل من جانب السلطات المغربية لاستكمال خارطة الطريق التصحيحية التي بدأ بها جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله مستشهدا بقول جلالته : “وإذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟” وما تبعها من خطوات قانونية وسياسية لتطهير مؤسسات البلاد من الفاسدين.
واضاف جلالته حظفه الله في خطابه السامي، انتقادا لاذعا للمؤسسات الإدارية والنخبة السياسية في البلاد، قائلا إن “بعض السياسيين انحرفوا بالسياسة، كما أن المواطن لم يعد يثق بهم”، وخاطب المسؤولين بقوله “إما أن تقوموا بمسؤولياتكم أو تنسحبوا”.
ويشير السوسي إلى أن هذا المضوع يضج بوقائع الفساد ضد قيادات بارزة من أحزاب الأغلبية وهم قيادات حالية في عدة مناصب بلدية بالرغم من تورطهم في قضايا فساد مالي والاستيلاء على المال العام، ولخدمة أهدافها بما يخالف القانون المغربي، مستشهدا بما جاء فيخطاب جلالة الملك المفدى حفظه الله بمناسبة الذكرى 18 لتربعه على عرش اسلافه الميامين: “تصدمنا الإنجازات والمشاريع التي لم تكتمل ومن المخجل أن نقول أننا في المغرب اليوم”..
وهاجم جلالته المسؤولين “المتقاعسين”، قائلا: “لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول لا يقوم بواجبه أن يخرج من بيته ويقود سيارته وينظر إلى الناس بدون خجل أو حياء”.
وانتقد جلالته الموظفين العموميين، قائلا إن “العديد منهم لا يتوفر فيهم ما يكفي من الكفاءة والطموح ولا تحركهم روح المسؤولية”.
وأضاف أن من بين المشاكل التي تعيق تقدم المغرب، هو ضعف الإدارة العمومية.
وشدد الملك المفدى محمد السادس حفظه الله على أن التطور السياسي والتنموي في المغرب “لم ينعكس بالإيجاب على تعامل الأحزاب والمسؤولين السياسيين والإداريين مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمغاربة”، مشيرا إلى أنه ” عندما تكون النتائج إيجابية تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي وإرجاع كل الأمور إليه”.
وأضاف جلالته : “إذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟”، مطالبا كل من لا يتحمل مسؤوليته كاملة بالانسحاب.
وركز الملك المفدى على أنه “عندما يقوم مسؤول بتوقيف أو تعطيل مشروع تنموي أو اجتماعي لحسابات سياسية أو شخصية، فهذا ليس فقط إخلالا بالواجب، وإنما هو خيانة”.
واعتبر الملك المفدى محمد السادس أن “النموذج المؤسسي المغربي من الأنظمة السياسية المتقدمة بقي في معظمه حبرا على ورق”، مضيفا أن “المشكلة تكمن في التطبيق على أرض الواقع”.
وبين أن المغرب “تعيش اليوم مفارقات صارخة من الصعب فهمها أو القبول بها”، قائلا: “تصدمنا الحصيلة والواقع بتواضع الإنجازات في بعض المجالات الاجتماعية، حتى أصبح من المخجل أن يقال إنها تقع في مغرب اليوم”.
وأضاف جلالة الملك المفدى أن برامج التنمية البشرية والترابية التي لها تأثير مباشر على تحسين ظروف عيش المواطنين لا تشرف وتبقى دون الطموح المأمول، مؤكدا أن ذلك راجع بالأساس إلى ضعف العمل المشترك وغياب البعد الوطني والاستراتيجي.