قاسمي منسق طلبة الطب بالمغرب: المشكلة ليست في إدماج الطلبة العائدين من اوكرانيا بل في الوضع الكارثي بالكليات المغربية؟!

0
328

طرح موضوع إدماج الطلبة المغاربة ، العائدين من أوكرانيا  في الكليات المغربية ، عدد من التساؤلات والمواقف المتباينة، خاصة في كلية الطب ، حيث عبر طلبة كليات الطب في المغرب عن رفضهم صراحة لإدماج هذه الفئة  للدراسة الى جانبهم  لعدة أسباب، هذا الموقف استوضحناها من الطالب  محمد قاسمي علوي،المنسق الوطني للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، نص الحوار

وعبّر طلبة الطب في المغرب عن احتجاجهم على دمج الطلاب العائدين من أوكرانيا في جامعات المملكة، بحمل شارات سوداء لمدة أسبوع في جميع مرافق التدريب الاستشفائية العمومية.

وتعاظمت مخاوف هؤلاء أكثر بعد الرفض الصريح الذي عبرت عنه اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان لإدماج الطلبة العائدين من الحرب، مع ما يتطلبه الإدماج من إجراءات معقدة، في وقت يقول الطلبة العائدون إن الدولة ملزمة بإيجاد حلول لوضعيتهم.

وتصاعد الجدل بشأن وضعية هؤلاء الطلبة بعد أن قالت اللجنة إنه “نظرا للوضعية الحالية الصعبة داخل الكليات العمومية والمستشفيات الجامعية وما يعانيه الطالب من صعوبات في التكوين والتدريبات الاستشفائية تجعلنا ندعو إلى استبعاد إمكانية دمج طلبة أوكرانيا”.

من جهته ، أكد محمد قاسمي علوي رئيس اللجنة في تصريح ، فإن البيان الذي أصدرته اللجنة الوطنية لم يقصي أي أحد، ولم نتحدث عن رفضنا لهم كأشخاص، فهم قبل كل شيء مواطنون مغاربة، أخوة لنا، ومن الواجب إيجاد حل لمشاكلهم، فمسؤوليتنا مزدوجة، لسبب اول كوننا مغاربة، ولسبب ثان كون مهنتنا أكبر موجب للإنسانية وللتضامن في تعاملنا.

واضاف وأضاف أن المشكلة المطروحة لا تكمن بالأساس في مسألة إدماجهم في الكليات المغربية بحد ذاتها فقط، بل في الوضعية التي وصفها بـ”الكارثية” التي تعرفها حالة الاكتظاظ وجودة ظروف التكوين بشقيه، النظري والتطبيقي، خصوصا في التدريبات التي كان توسيعها موضوع “نضال” منذ سنوات، فالعديد من المصالح الاستشفائية تستقبل ما يقارب بين 70 و 80 طالب طب وهو ما يتجاوز الطاقة الاستيعابية بشكل كبير جدا، ما يجعل بعض الطلبة يتناوبون على التكوين بصفة دورية مرة او مرتين في الأسبوع، إلى جانب النقص الحاد والخيالي في الموارد البشرية والمادية للكليات والمستشفيات، وعلى وجه الخصوص، الأعداد القليلة للأساتذة الجامعيين وضعف إن لم أقل هزالة قيمة المنح والتعويضات عن المهام واعتباطية تنظيمها إذ سجلنا في السنوات الأخيرة اختلالات كبيرة في صرفها خصوصا في الظرفية المجتمعية الحالية، فخلاصة الأمر أنه إذا ما تم ادماجهم فلن نضمن تكوينا جيدا لأي منا سواء الطلبة الحاليين أو الطلبة من أوكرانيا، والضحية في الأخير هي المواطن المغربي

وبالنسبة لرفض طلبة الطب دمج أولئك القادمين من أوكرانيا، أوضح حمضي، أنه من المحتمل أن يكون لموقفهم أسس ومبررات مقبولة، تتجلى في أن عدد الطلبة بكلية الطب ضئيل.

وأشار الباحث في السياسات والنظم الصحية إلى أنه “يوجد في المغرب 23 ألف طبيب، والدولة بحاجة إلى 32 ألف طبيب، أي أن المغرب في حاجة لدخول ثلاثة آلاف طالب في منظومة الطب”.

وبيّن أنه “كان من المفروض أن يتخذ هذا الإجراء قبل اندلاع حرب أوكرانيا، وذلك بفتح المجال للطلبة المغاربة، حتى يكون هناك عدد أكبر، يناسب الرقم المطلوب للأطباء سنويا. هناك حاجة ماسة إلى الأطباء، وعدد الأطر الطبية محدود”.

ويقترح ممثل طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، بناء جامعات جديدة وتزويدها بالكوادر الطبية التعليمية اللازمة من أجل إدماج الطلاب القادمين من أوكرانيا، أو إدماجهم في الجامعات الخاصة.

ويتوفر المغرب حاليا على ثلاث جامعات خاصة توجد بالرباط والدار البيضاء ومراكش، ويدفع الطلاب مبالغ كبيرة لمتابعة دراستهم بها.

يبلغ عدد الطلاب العرب في الجامعات الأوكرانية 19 ألف طالب، من بينهم ما يقارب 9200 طالبا مغربيا، يتابعون دراستهم في تخصصات مختلفة في عدد من الجامعات.

وعاد من الطلبة المغاربة ما يقارب 4500 طالب، منهم 3744 طالبا يتابعون دراستهم في تخصصات الطب والصيدلة وطب الأسنان، و220 طالبا في طور التخصص و882 طالبا كانوا يتابعون دراستهم في شعب الهندسة المعمارية والهندسة، و238 طالبا يدرسون اللغات والعلوم والبيطرة والإدارة والاقتصاد.

وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، قد كشف مؤخرا، أن الوزارة تعمل على موضوع دمج الطلبة العائدين من أوكرانيا، قائلا “لن يضيع المسار الدراسي لأبنائنا”.

يشار إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أعلنت في بيان لها عن إطلاق منصة رقمية للتمكن من جرد قائمة الطالبات والطلاب العائدين من أوكرانيا، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، بهدف رصد تخصصاتهم ومستوياتهم الجامعية.

جدير بالذكر أن الطلبة المغاربة في أوكرانيا أعلنوا عن تأسيس تنسيقية خاصة بهم تحمل اسم “تنسيقية الطلبة المغاربة بأوكرانيا”، تضم طلبة كل التخصصات والشعب، وممثلا عن كل شعبة، كما تم تشكيل لجنة إشراف داخل التنسيقية، تتولى نيابة عن جميع أفرادها إدارة بعض المهام، مطالبين وزارة التعليم العالي بالإسراع في إيجاد حل فوري وسريع لوضعيتهم الدراسية وفق السيناريوهات التي تم تحديدها.

ويؤكد أعضاء التنسيقية أن المغرب في حاجة إلى عشرة آلاف طبيب من أجل سد النقص في اختصاص الطب، مطالبين زملائهم الطلبة المغاربة بالتضامن معهم والأخذ بيدهم من أجل خدمة البلاد، ويرون أن الاتحاد بين الطلبة هو الحل الأنجع لاستكمال دراستهم ببلدهم الأم.