طالب وزاراء خارجية الدول العربية التي شاركت في “قمة النقب” جنوب إسرائيل (الامارات ومصر والبحرين والمغرب) الإدارة الأمريكية باحترام التزام واشنطن بفتح ممثلية دبلوماسية بمدينة الداخلة بعد سنتين من اعترافها بمغربية الصحراء وهي خطوة ستعزز سيادة المغرب على صحرائها وتعمق عزلة البوليساريو.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” أن افتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة بالصحراء المغربية كان على جدول أعمال قمة النقب في إسرائيل، حيث دعا وزراء خارجية المغرب والإمارات والبحرين ومصر وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين إلى احترام التزام إدارة ترامب بفتح القنصلية، كما دعا الوزراء إلى فتح قنصلية أمريكية في القدس الشرقية.
وأوضحت الصحيفة أن موضوع القنصليتين في القدس الشرقية والداخلة “يثقل كاهل إدارة بايدن، منذ أيامها الأولى”. ولم يرد ذكر القنصليتين في مشروع وزارة الخارجية لإنفاق مليار دولار عام 2022 لبناء وصيانة وتأمين السفارات.
وكانت قضية القنصلية الأمريكية بالداخلة حاضرة في المؤتمر الصحفي الذي عقد بشكل مشترك بالرباط بين أنتوني بلينكن وناصر بوريطة، حيث رد وزير الخارجية المغربي على سؤال حول الموضوع قائلا إن “العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة متينة وتتقدم في الاتجاه الصحيح”، مشيرا إلى أن افتتاح القنصلية في الداخلة “ليس سوى مسألة وقت”.
وكانت مدينة الداخلة قد استضافت يومي 8 و9 مارس/آذار الجاري منتدى الاستثمار المغربي الأمريكي. وينتظر المسؤولون المغاربة بعد هذه الخطوة الاقتصادية، اتخاذ خطوة سياسية وافتتاح القنصلية. وكان وزير الخارجية المغربي قد دعا نظرائه المشاركين في قمة النقب إلى الحضور إلى “صحراء مختلفة ولكن بنفس الروح”، في إشارة إلى الصحراء المغربية.
ومنذ أواخر 2020 تعترف الولايات المتحدة، الحليف التقليدي للمغرب، بسيادته على هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وذلك بموجب اتفاق ثلاثي نص أيضا على استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل.
وجددت الخارجية الأميركية في بيان قبيل وصول بلينكين إلى الرباط، دعم المقترح المغربي لحل النزاع المتمثل في منح الإقليم حكما ذاتيا تحت سيادته.
ووصفت هذا المخطط بأنه “جاد وذو مصداقية وواقعي، وهو مقاربة محتملة لتلبية تطلعات شعب الصحراء المغربية”.
وتوازيًا، أكدت الخارجية دعمها لمبعوث الأمم المتحدة للصحراء المغربية ستافان دي ميستورا من أجل إعادة إطلاق “العملية السياسية للصحراء المغربية، تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي أقامت مخيمات للصحراويين في تندوف وغالبيتهم يعانون تحت حراب البوليساريو وكثير منهم يدعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لكن الخوف من بطش الانفصاليين يُلجم ألسنتهم.
وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، وقّع المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة “إعلانا مشتركا” بشأن العلاقات، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أميركي للرباط.
وأعرب بوريطة عن ثقة بلاده بأن “العلاقات مع واشنطن قوية وتسير في الاتجاه الصحيح”، مضيفا “لدينا ثقة أن كل الجوانب المتوصل إليها في هذا الاتفاق ستتحقق في إطار تفاهمات وفي إطار التوقيت الذي تراه (واشنطن) مناسبا”، فيما قال نظيره الأميركي خلال المؤتمر، إن بلاده تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي جاد وذو مصداقية وواقعي، وهو مقاربة محتملة لتلبية تطلعات سكان المنطقة.
وأعلن المغرب وإسرائيل في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000. وفي اليوم نفسه، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء وفتح قنصلية أميركية بمدينة الداخلة في الإقليم.
الرئيس الجزائري يستقبل وزير الخارجية الأمريكية لمناقشة أنبوب الغاز والصحراء المغربية وملفات أخرى