جلالة الملك المفدى يرسم خارطة طريق بين المملكة واسبانيا لتدشين مرحلة جديدة في العلاقات والارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مرتبة أرفع وأوسع

0
255

دعا صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله رئيس الحكومة الاسبانية لزيارة المملكة، بينما تم إرجاء زيارة وزير الخارجية الاسباني ليكون ضمن الوفد رفيع المستوى الذي سيرافق بيدرو سانشيز.  

ومن المتوقع أن يزور سانشيز المملكة على رأس وفد رفيع المستوى يكون بحجم تطلع البلدين لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات وتعزيز التعاون وهذا ما يفسر إلى حدّ كبير إرجاء زيارة خوسيه مانويل ألباريس للرباط حتى يكون ضمن الوفد الكبير الذي يرافق رئيس الوزراء الإسباني.  

وجاء تعديل موعد زيارة ألباريس بعد مكالمة هاتفية بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الاسباني ناقشا فيه تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد أن أقرت مدريد بوجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء تحت سيادة المغرب باعتبارها مقترحا واقعيا قابلا للتطبيق.

وقال الديوان الملكي في بيان، إن الملك محمد السادس جدّد خلال المحادثات الهاتفية مع بيدرو سانشيز التعبير عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه رئيس الحكومة الإسبانية في 14 مارس الجاري.

وذكر البيان أن “هذه الرسالة تنسجم وروح خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله في 20 غشت (أغسطس/اب) 2021، وتستجيب لنداء جلالته بتدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين”.

ووجه الملك محمد السادس دعوة لرئيس الحكومة الاسبانية لزيارة المملكة، وفق ما أورد بلاغ الديوان الملكي المغربي.

وقالت مصادر “تتضمن دعوة محمد السادس حضور وزير الخارجية ضمن الوفد الإسباني. ولهذا السبب تقرر أن الاجتماع الذي كان مقررا عقده غدا (الجمعة) في الرباط بين وزيري الخارجية سيتم في إطار الزيارة المقبلة لرئيس الحكومة”.

وغيرت اسبانيا موقفها من النزاع في الصحراء المغربية بشكل يتناغم مع الموقف المغربي وبما يتماشى مع مواقف دولية أخرى أكدت على واقعية مقترح الرباط للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كأساس قابل للتطبيق وسبيلا وحيدا لتسوية النزاع مع جبهة البوليساريو الانفصالية.

وزيارة خوسيه مانويل ألباريس للرباط كانت تندرج في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين اثر تغيير إسبانيا موقفها حيال ملف الصحراء المغربية وخطوة أيضا تمهد لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد أشهر من التوتر على خلفية استقبال مدريد سرا في العام الماضي كبير الانفصاليين إبراهيم غالي بوثائق دبلوماسية مزورة للعلاج من مرض كوفيد 19.  

وأنهت مدريد والرباط في 18 مارس/اذار أزمة دبلوماسية كبيرة امتدت نحو عام بعد تغيير موقف إسبانيا من ملف الصحراء المغربية.

وبعد أن التزمت الحياد لعقود، أعلنت مدريد دعمها خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، معتبرة أنها “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” في الصحراء المغربية التي كانت مستعمرة إسبانية.

ويدور نزاع في الصحراء المغربية، وهي منطقة صحراوية شاسعة غنية بالفوسفات، بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ رحيل الأسبان عام 1975.

وفي تطور آخر افتتحت منظمة دول شرق البحر الكاريبي اليوم الخميس قنصلية لها في الصحراء المغربية لتنضم إلى دول أفريقية وعربية افتتحت بعثات دبلوماسية هناك في مؤشر على دعم مطالبة المغرب بالمنطقة المتنازع عليها.

وتعزز مثل هذه الخطوات الدبلوماسية الاعتراف بمغربية الصحراء كما تشير إلى نجاح الدبلوماسية المغربية الهادئة في حشر جبهة البوليساريو الانفصالية في الزاوية وتعزيز عزلتها إقليميا ودوليا.

وذكر بيان مشترك لجمهورية الدومنيكان والمغرب أن رئيس وزراء جمهورية الدومنيكان روزفلت سكريت قال إنه افتتح القنصلية في مدينة الداخلة نيابة عن الدول الأعضاء في منظمة شرق البحر الكاريبي.

وتسعى جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، لإقامة دولة مستقلة في المنطقة الصحراوية الشاسعة ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي يؤكد المغرب سيادته عليها. ودائما ما كان نيل اعتراف دولي بحكم المغرب للصحراء المغربية بمثابة الطموح الدبلوماسي الرئيسي للرباط. 

وتقول المملكة إن أقصى ما يمكن أن تقدمه كحل سياسي للنزاع هو حكم ذاتي تحت سيادتها. وترفض جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر ذلك وتقولان إنهما تريدان استفتاء على الاستقلال. كما تندد الجزائر وجبهة البوليساريو أيضا بافتتاح قنصليات في الصحراء المغربية. 

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي أقامت مخيمات للصحراويين في تندوف وغالبيتهم يعانون تحت حراب البوليساريو وكثير منهم يدعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لكن الخوف من بطش الانفصاليين يُلجم ألسنتهم.

وقال سكريت إن بلاده تؤيد سيادة المغرب على المنطقة وخطة الحكم الذاتي. كما أيدت قوى كبرى، بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وإسرائيل هذا الشهر، اقتراح الرباط لإنهاء الصراع.

 

 

 

 

مجلة أمريكية الدول العربية التي شاركت في “قمة النقب” بإسرائيل تطالب واشنطن بفتح قنصلية لها في الصحراء بمدينة الداخلة