اختفت خلايا النحل من فضاء المزرعة التقليدية الضخمة الأشهر في المغرب، في ظاهرة غير مسبوقة صنفت ككارثة بيئية أرجعها خبراء إلى جفاف استثنائي هذا العام.
وفقد أحد المربين 40 من أصل 90 وحدة لتربية النحل في أقل من شهرين، وهي مرتبة في مزرعة جماعية وسط واحدة من أغنى محميات شجر الأركان بالمغرب.
Au Maroc, les abeilles désertent le plus ancien rucher au monde https://t.co/GOLZGeaXa0
— RTBF info (@RTBFinfo) April 3, 2022
ونبه مسؤول في اتحاد مربي النحل بالمغرب إلى أن “الخسائر جسيمة، حيث فقدت نحو 100 ألف وحدة لإنتاج العسل في جهة خنيفرة بني ملال (وسط) لوحدها، منذ أوت”.
وتضم المغرب نحو 910 آلاف مزرعة لتربية النحل يستغلها نحو 36 ألف مزارع، حسب إحصاءات العام 2019.
وكان اختفاء النحل هذا العام شديداً إلى درجة أن الحكومة خصصت مساعدة بقيمة 130 مليون درهم (نحو 13,5 مليون دولار)، لتخفيف وقع الكارثة على المزارعين لكن مبلغ الدعم “لم يتم صرفه بعد”.
وفتحت الحكومة أيضا تحقيقا حولأسباب الكارثة عهد به إلى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وقال الأخير في بيان إن “هجر أسراب النحل لمزارع تربيتها ظاهرة غير مسبوقة في المغرب”. وأرجع “انهيار خلايا النحل” إلى التغيرات المناخية، مستبعدا فرضية إصابتها بوباء.
بدوره يعزو الباحث في علوم تربية النحل أنطونان أدم هذه الظاهرة إلى الجفاف الذي يضرب المغرب هذا العام، وهو الأسوأ من نوعه منذ 40 عاما.
لكن إلى جانب شح الأمطار، لا يستبعد أن يكون الوضع تفاقم بسبب “هشاشة النحل إزاء الأمراض، والترحال، واستعمال تقنيات لرفع الإنتاجية في ظل سعي البلاد لزيادة منتوجها من العسل”، بحسب الباحث الذي أجرى دراسات على تربية النحل بالجنوب الشرقي للمغرب.
ارتفع إنتاج النحل بمعدل 69 بالمائة خلال عشرة أعوام في المملكة، منتقلا من 4,7 أطنان في 2009 إلى قرابة ثمانية أطنان في 2019، برقم تعاملات يفوق مليار درهم (نحو 100 مليون دولار)، وفق أرقام وزارة الزراعة.
ويوم 30 يناير 2022، أثار نائب سابق بالبرلمان المغربي جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما صرح بأن النحل هرب من المملكة بسبب التطبيع.
وقال المقرىء أبو زيد الإدريسي، وهو برلماني سابق ينتمي لحزب “العدالة والتنمية” في مقطع مصور إن “سبب اختفاء النحل بطريقة غامضة من المغرب التطبيع مع إسرائيل، على غرار ما حدث لمصر في اليوم الأول من التطبيع”.
القيادي في حزب العدالة والتنمية المقرئ أبو زيد الإدريسي، يؤكد أن “غموض اختفاء طوائف النحل يعود بالأساس إلى مسألة التطبيع”، مستندا في كلامه إلى ما جرى بمصر، قائلا “أول ما دمر في مصر بعد التطبيع هو النحل، لأنه الأكثر هشاشة في المجال الفلاحي
— porte-chapeau noir ذو القبعة السوداء (@abmerkhiss) January 29, 2022