محكمة بالعاصمة الرباط تؤجل النظر في دعوى وقف بث مسلسل “فتح الأندلس” إلى 20 أبريل العشر الأواخر من رمضان!؟

0
249

الرباط – حددت المحكمة الابتدائية بالعاصمة الرباط يوم 20 أبريل الجاري موعدا للنظر في قضية دعوى وقف بث مسلسل “فتح الأندلس”، التي فعها الناشط الأمازيغي رشيد بوهدوز ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قصد إيقاف بث مسلسل “فتح الأندلس” لتضمنه مغالطات تاريخية، تمس المغاربة.

وجاء قرار تحديد موعد آخر للجلسة بطلب من الممثل القانوني للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، عقب جلسة عقدت، صباح الأربعاء، بالقاعة رقم 1 بمقر المحكمة الابتدائية بالرباط.

ورفع محمد ألمو، المحامي بهيئة الرباط مقالا استعجاليا إلى رئيس المحكمة الابتدائية بالرباط، لصالح الفاعل الجمعوي والسياسي الأمازيغي رشيد بوهدوز، من أجل وقف بث مسلسل “فتح الأندلس” التلفزيوني، موضحا أن المسلسل “يحتوي على عدة مغالطات تاريخية”.

وسجل المحامي في مقاله الاستعجالي اطلعت عليه “العمق”، طلب موكله وقف بث المسلسل الذي يحكي قصة القائد طارق ابن زياد ورحلة فتحه للأندلس، بأنه “يتضمن عدة مغالطات تاريخية من شأن الاستمرار في نشرها التشويش على القناعات الوجدانية المكونة لدى المواطنين المغاربة تجاه تاريخهم وهويتهم وجغرافية بلدهم”.

وأورد المقال “أن أحداث هذا المسلسل والشخصيات التي لعبت الدور المحوري فيها “تنشر مضامين تحتوي على عدة مغالطات تاريخية مسيئة للبديهيات التاريخية والجغرافية للمغرب ومخالفة بذلك ما أجمعت عليه أغلب المصادر التاريخية العلمية والتي أرّخت للأحداث التي يتناولها المسلسل المذكور”.

وفيما يتعلق بالمرتكزات الواقعية والقانونية لطلب وقف المسلسل التلفزيوني، قال ألمو في مقاله الاستعجالي، إن ” القضاء هو الجهة الموكول إليها تحقيق العدل وحماية المجتمع وإرساء قواعد الأمن والاستقرار في المجتمع وحفظ هويته”، موردا أن المسلسل “يسيء للامتداد التاريخي والجغرافي للوحدة الوطنية، ذلك أن الشعب المغربي يعتبر سبتة مدينة مغربية في حين أن المسلسل يسوق لدى المشاهد المغربي معطيات تاريخية مغلوطة حول هاته النقطة من خلال تحريف هوية وانتماء حاكم هذه المدينة عبر جعل جنسيته قوطية إسبانية”. 

وكان برلماني من حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” (المعارض) قدم سؤالا لوزير الشباب والثقافة والتواصل حول مسلسل “فتح الأندلس” الذي تقدمه القناة الأولى خلال شهر رمضان مطالبا تدخل الوزارة الوصية لإيقاف عرض هذا المسلسل.

وفي مقابل التعليقات والتدوينات التي هاجمت المسلسل، انبرى نقاد وفنانون للدفاع عليه، فقد كتب خليل الدامون “المسلسل عمل تخييلي يحمل في طياته وجهة نظر صاحبها، وجهة نظر بطبيعة الحال قابلة للنقاش لا المنع والإلغاء.”

وكتب المخرج والناقد عبد الإله الجوهري “في هذه اللحظة التي تتحرك فيها الدبابير وقليلي الحس والحياء، من أجل تكريس تقاليد غريبة عن المغرب والمغاربة، تقاليد المنع والخنق، أعبر عن شديد امتعاضي من سلوك هذا المحامي الباحث عن بوز والشهرة الخاوية الذاوية.” 

كما أعلن تضامنه المطلق مع صناع مسلسل “فتح الأندلس”، “حتى وإن اختلفت معهم في مقاربتهم لتاريخ بلادي فكريا وفنيا وتقنيا”، كما قال، مطالبا في الآن نفسه بضرورة الاشتغال الجاد على التاريخ المحلي “من خلال إنتاج أعمال تشرف المغرب والمغاربة وتحفظ تاريخنا من السطو والسرقة”، وفق تعبيره.

وفي الاتجاه نفسه، قال المخرج المسرحي والممثل زكريا الحلو في تدوينة له “أحسن طريقة للرد على أي نوع من التناقضات أو الأخطاء أو التلاعبات بتاريخنا هي قدرتنا نحن على معالجته وإعادة إنتاجه دراميا من وجهة نظرنا وبمعية مثقفينا ومؤرخينا وتحت إشراف مؤسساتنا الوطنية، وبمستوى يمكننا من ترويجه داخليا وخارجيا، غير ذلك سنبقى نستهلك ما ينتجه الآخرون عنا ونشجب ونغضب وننتقد في وسائل التواصل الاجتماعي.”