لا تزال الحكومة المغربية تعيش على وقع الصدمة، إذ أظهرت النتائج فشل “9000 طالب مغربي” العائدين من أوكرانيا أزمة بعد هروبهم من الحرب التي شنتها روسيا على البلاد، وذلك بسبب قلقهم على مستقبلهم الدراسي والمهني، بعد إغلاق الجامعات التي كانوا يدرسون بها. الادماج في الجامعات الحكومية، ومدارس التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود بعد مرور شهرين على وجودهم في البلاد.
و نظم الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، وقفة احتجاجية أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالرباط، احتجاجا على عدم تنفيذ وعود إدماجهم في الجامعات المغربية.
وردد الطلبة خلال الوقفة شعارات تطالب بـ”تعجيل الإدماج ولافتات تطالب بـ”التدخل العاجل لإنقاذ الموسم الجامعي”.
أمهات وآباء تكبدوا عناء الطريق وقدموا من مختلف مدن المملكة من أجل هدف واحد، وهو إيصال صوتهم إلى الوزارة الوصية وباقي المتدخلين والفاعلين، لتسريع وتيرة الإدماج في المؤسسات العمومية تفاديا لمصير مجهول أو “سنة بيضاء”.
وكانت علامات الحزن بادية على وجوه الأمهات اللواتي بكين حرقة وحزنا على ما آل إليه أبناؤهم جراء اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربي، عبد اللطيف ميراوي، قد أعلن عن “عزم الحكومة تمكين الطلاب المغاربة الذين عادوا من أوكرانيا من استكمال دراستهم الجامعية في جامعات المملكة”.
وأحدثت وزارة التعليم العالي في مارس الماضي، منصة إلكترونية ودعت المعنيين بالأمر إلى تسجيل بياناتهم على المنصة لتمكين الوزارة من جرد قائمة المعنيين ورصد تخصصاتهم ومستوياتهم الجامعية.
وفيما يتعلق بقبول الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات ، صرح مسئول مغربي فضل عدم ذكر اسمه، “سأكون صريحاً لأخبرك أنه من الصعب أن نُدمج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات الحكومية، ومدارس التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود، الأمر سيكون ظلماً لغيرهم من الطلبة”، هكذا رد مصدر خاص على سؤال “عربي بوست“.
وشرح المصدر ذاته أن “الحكومة فعلاً تتحمل مسؤولية تعويض هؤلاء الطلبة، لأنهم في الأخير هم ضحايا حرب، لكن هذه المسؤولية لن تتجاوز حدود المعقول، لهذا سيتم وضع مقترحات في الفترة المقبلة لحل هذه الأزمة”.
وقال نفس المصدر إن “هؤلاء الطلبة أغلبهم كانوا يدرسون في جامعات خاصة في أوكرانيا، وأغلبهم حصل على مجموع متوسط لا بأس به في اختبارات الباكالوريا (الثانوية العامة) مع وجود استثناءات طبعاً، لهذا سيصعب إدماجهم في جامعات تستقطب أصحاب المجموع العالي”.
بالإضافة إلى ذلك، يفسر مصدر أن “جزءاً كبيراً من هؤلاء الطلبة كانوا يدرسون الطب في أوكرانيا في جامعات خاصة، وإدماجهم في كليات الطب الخاصة في المغرب سيكون صعباً، لأن الجميع يعرف الشروط التي توجد أمام أي طالب لدخول هذه الجامعة”.
لكن الخطوة الحالية التي تدرسها الحكومة حسب نفس المصدر، هي أولاً تخيير هؤلاء الطلبة بين إتمام دراستهم في المغرب أو البحث عن جامعات أخرى تناسبهم في الدول المجاورة لأوكرانيا كرومانيا مثلاً أو روسيا.
وهناك خيار ثانٍ أمام الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا يتجلى في إتمام دراستهم في جامعات بدول أوروبا الغربية، لكن يبقى العائق هو تكلفة الدراسة في هذه الدول، لكن يبقى هذا الخيار متاحاً.
الخيار الثالث والأخير هو إدماج هؤلاء الطلبة في الجامعات المغربية الخاصة، بما يناسب تخصصاتهم، وذلك بعد انتقاء وإجراء اختبارات لامتحان قدراتهم.
من جهته، كشف مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة أن “882 طالباً، بنسبة 18%، يتابعون دراستهم في شعب الهندسة المعمارية والهندسة؛ في حين أن 238 طالباً يدرسون اللغات والعلوم والبيطرة والتدبير والاقتصاد”.
بدوره شدد بادو على أنه يجب القيام بعمل تقني دقيق لمعرفة ما إذا كان طالب بمستوى السنة الثانية طب في جامعة ما بأوكرانيا يمكنه إتمام دراسته في السنة الثانية بجامعة ما في المغرب، دون وجود أي خلل أو عدم توافق في المواد والوحدات.
ويفسر المتحدث أنه “يجب على الطالب في سنة ما في الجامعة “أ” أن يملك جميع المتطلبات المسبقة منها من أجل القدرة على الإدماج في السنة نفسها بالجامعة “ب”.
وبخصوص الشق الثالث، يقول بادو إنه يهم جانب التكوينات التي تتعلق بالتداريب الاستشفائية داخل المستشفيات الجامعية تحت إشراف أساتذة-أطباء، لضمان تكوين شامل وذي جودة لجميع الطلبة الأطباء مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الأساتذة المؤطرين للطلبة، وعدد الأسرة بالمستشفيات الجامعية.
وختم محاورنا كلامه بالقول: “الجميع مع دمج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا بالجامعات المغربية، لكن شريطة أن يتم بشكل منطقي حتى لا يؤثر سلبا على التكوينات والدروس التوجيهية والتطبيقية أو التداريب الاستشفائية داخل المستشفيات الجامعية”.
وكانت وزارة التعليم العالي غبانه قد أعلنت أنها أحدثت منصة إلكترونية لتمكين الوزارة من جرد قائمة المعنيين ورصد تخصصاتهم ومستوياتهم الجامعية.
ودعت الوزارة في بيان الطلاب المعنيين بالأمر إلى تسجيل بياناتهم على المنصة الإلكترونية.
وأعلنت السلطات المغربية عزمها تمكين الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا من استكمال دراستهم الجامعية في جامعات المملكة.
وجاء ذلك على لسان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي في تصريح لموقع Le360 (مستقل).
وقال ميراوي إن وزارته ستعمل على دراسة ملفات الطلبة العائدين “لتسهيل استكمال دراستهم في جميع الجامعات المغربية بجميع التخصصات”.
وأضاف أن وزارته لن تتخلى عن هؤلاء الطلبة، وستعمل على تسخير كل الوسائل لاستكمال مسارهم الجامعي.
وأكد الوزير أن وزارته بدأت تواصلاً مع عدة دول مجاورة لأوكرانيا من أجل تمكين الطلبة الذين تعذر عليهم العودة إلى المغرب من استكمال دراستهم في جامعاتها.
من جهتها، وجهت النائبة البرلمانية عن تحالف فيدرالية اليسار، فاطمة التامني، سؤالاً إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي حول أزمة هؤلاء الطلبة.
وساءلت البرلمانية وزير التعليم العالي، عن الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها في شأن مصير سنوات الدراسة التي قضاها الطلبة المغاربة في جامعات أوكرانيا، والتدابير المتخذة باستعجال لتمكين العائدين منهم من متابعة الدراسة.