حكومة أخنوش تفشل في إدماج الطلبة النازحين من أوكرانيا و تدرس إعادتهم إلى”هنغاريا ورومانيا وبلغاريا”؟!

0
214

الطلبة المغاربة يمثلون أكبر جالية أجنبية في أوكرانيا، إذ يأتي هؤلاء في المركز الثاني في ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على هذا البلد للدراسة بعد الطلبة القادمين من الهند، بحسب أرقام رسمية حديثة نشرتها وزارة التعليم الأوكرانية. نحو أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة من المغرب يدرسون في مختلف الجامعات الأوكرانية، أغلبهم أجلتهم السلطات المغربية وعادوا إلى وطنهم على إثر الغزو الروسي.

بلغ عدد الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، المسجلين في المنصة التي خصصتها لهم وزارة التعليم العالي لإحصائهم، 7206 طلاب أغلبهم في تخصصات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وفقا للناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بتياس.

وبخصوص الحلول التي تطرحها الحكومة لتمكين هذه الفئة من متابعة تكوينها، قال المسؤول الحكومي خلال ندوة صحافية:” أن الحكومة تدرس مجموعة من الحلول والتي ستشرع في تفعيلها قريبا، وعلى رأسها حلول على الصعيد الدولي مع دول شريكة مثل هنغاريا ورومانيا وبلغاريا.”

كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن وزير التعليم العالي المغربي، عبد اللطيف ميراوي،أجرى الاتصالات اللازمة في هذا الاطار،  لكن التحاق الطلبة المغاربة بالدراسة في هذه الدول والتي أبدت رغبتها في المساعدة ، يواجه صعوبات مرتبطة بالدفاتر البيداغوجية. 

طلبة مغاربة كثر عادوا من أوكرانيا ويعيشون الآن وسط عائلاتهم، لكن تحت ضغوط نفسية كبيرة بسبب الخوف والقلق على مستقبلهم الدراسي وسنوات من تحصيل العلم قد تذهب سدى. خاصة وأن وزارة التعليم المغربية، لم تتخذ بعد أية إجراءات وتدابير من أجل إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا في الجامعات المغربية. إذ لازالت الوزارة المعنية تدرس في الوقت الحالي مجموعة من الإقتراحات التي من شأنها تقديم حلول لإشكالة آلاف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، ويأتي على رأسها” فتح حوار مع الدول المجاورة من أجل متابعة دراستهم هناك، أو العمل على إدماجهم في الجامعات المغربية”، وفق ما نقلت صحيفة “هسبريس” الإلكترونية المغربية.

صدمة بالمغرب لفشل الحكومة في إدماج طلبة أوكرانيا المغاربة في الجامعات

يذكر أن ما يفوق 9000 طالب مغربي ، يتابعون دراستهم في جامعات اوكرانيأ، عاد أغلبهم بفضل رحلات جوية نظمتها الخطوط الجوية المغربية، انطلاقا من عواصم أربعة بلدان مجاورة لأوكرانيا. 

في بيان صحفي سابق، صرح، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربي، عبد اللطيف ميراوي، عن “عزم الحكومة تمكين الطلاب المغاربة الذين عادوا من أوكرانيا من استكمال دراستهم الجامعية في جامعات المملكة”.

يذكر أن الوزارة أنشأت منصة تخص الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا من أجل تسجيل معطياتهم وفرز تخصصاتهم في أفق معالجة وضعيتهم، وإدماجهم، حسبما وعد به عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

اعتقال مغربي يقاتل إلى جانب الجيش الأوكراني (فيديو)

من جهة أخرى، خرجت أسر وعائلات الطلبة المعنين في وقفات احتجاجية أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالعاصمة المغربية، الرباط، الأسبوع الماضي، للمطالبة بتسريع وتيرة العمل على إنقاذ مستقبل أبنائهم الدراسي.

وفيما يتعلق بقبول الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات ، صرح مسئول مغربي فضل عدم ذكر اسمه، “سأكون صريحاً لأخبرك أنه من الصعب أن نُدمج الطلبة العائدين من أوكرانيا في الجامعات الحكومية، ومدارس التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود، الأمر سيكون ظلماً لغيرهم من الطلبة”، هكذا رد مصدر خاص على سؤال “عربي بوست“.

وشرح المصدر ذاته أن “الحكومة فعلاً تتحمل مسؤولية تعويض هؤلاء الطلبة، لأنهم في الأخير هم ضحايا حرب، لكن هذه المسؤولية لن تتجاوز حدود المعقول، لهذا سيتم وضع مقترحات في الفترة المقبلة لحل هذه الأزمة”.

وقال نفس المصدر إن “هؤلاء الطلبة أغلبهم كانوا يدرسون في جامعات خاصة في أوكرانيا، وأغلبهم حصل على مجموع متوسط لا بأس به في اختبارات الباكالوريا (الثانوية العامة) مع وجود استثناءات طبعاً، لهذا سيصعب إدماجهم في جامعات تستقطب أصحاب المجموع العالي”.

بالإضافة إلى ذلك، يفسر مصدر أن “جزءاً كبيراً من هؤلاء الطلبة كانوا يدرسون الطب في أوكرانيا في جامعات خاصة، وإدماجهم في كليات الطب الخاصة في المغرب سيكون صعباً، لأن الجميع يعرف الشروط التي توجد أمام أي طالب لدخول هذه الجامعة”.

لكن الخطوة الحالية التي تدرسها الحكومة حسب نفس المصدر، هي أولاً تخيير هؤلاء الطلبة بين إتمام دراستهم في المغرب أو البحث عن جامعات أخرى تناسبهم في الدول المجاورة لأوكرانيا كرومانيا مثلاً أو روسيا.

وهناك خيار ثانٍ أمام الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا يتجلى في إتمام دراستهم في جامعات بدول أوروبا الغربية، لكن يبقى العائق هو تكلفة الدراسة في هذه الدول، لكن يبقى هذا الخيار متاحاً.

الخيار الثالث والأخير هو إدماج هؤلاء الطلبة في الجامعات المغربية الخاصة، بما يناسب تخصصاتهم، وذلك بعد انتقاء وإجراء اختبارات لامتحان قدراتهم.

بدوره شدد بادو على أنه يجب القيام بعمل تقني دقيق لمعرفة ما إذا كان طالب بمستوى السنة الثانية طب في جامعة ما بأوكرانيا يمكنه إتمام دراسته في السنة الثانية بجامعة ما في المغرب، دون وجود أي خلل أو عدم توافق في المواد والوحدات.

ويفسر المتحدث أنه “يجب على الطالب في سنة ما في الجامعة “أ” أن يملك جميع المتطلبات المسبقة منها من أجل القدرة على الإدماج في السنة نفسها بالجامعة “ب”.

وبخصوص الشق الثالث، يقول بادو إنه يهم جانب التكوينات التي تتعلق بالتداريب الاستشفائية داخل المستشفيات الجامعية تحت إشراف أساتذة-أطباء، لضمان تكوين شامل وذي جودة لجميع الطلبة الأطباء مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الأساتذة المؤطرين للطلبة، وعدد الأسرة بالمستشفيات الجامعية.

وختم محاورنا كلامه بالقول: “الجميع مع دمج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا بالجامعات المغربية، لكن شريطة أن يتم بشكل منطقي حتى لا يؤثر سلبا على التكوينات والدروس التوجيهية والتطبيقية أو التداريب الاستشفائية داخل المستشفيات الجامعية”.

 

 

 

وفاة طالب مغربي في قصف روسي استهدف حافلة للنقل العمومي في مدينة أوديسا الأوكرانية