السلطات المالطية تطرد طائرة جزائرية بعدما حاولت تهريب نشطاء في البوليساريو

0
203

أمرت السلطات المالطية، نهاية الأسبوع المنصرم، بطرد طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، التي أقلعت فارغة تمامًا من الجزائر العاصمة لتصل إلى فاليتا، وذلك من أجل تهريب نشطاء يعملون لصالح جبهة البوليساريو من دولة مالطا. 

و نقلا عن صحيفة “الجزائر بارت”، فإن السلطات الجزائرية قد تستّرت على حادث طرد الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية من قبل السلطات المالطية التي أخبرت مسؤولي الطائرة بمغادرة التراب المحلي فورا، حيث كانت رحلة خاصة تكلفت بها السلطات الجزائرية تهدف إلى إعادة وأعضاء نشطين في جبهة البوليساريو إلى تندوف من دولة مالطا.

وبحسب ذات المصدر، “فإن مهمة طائرة الخطوط الجوية الجزائرية كانت إعادة هؤلاء الركاب الذين كانوا في مالطا، الأرخبيل الصغير الواقع وسط البحر الأبيض المتوسط بين صقلية وساحل شمال إفريقيا، إلى تندوف التي تضم مخيمات المحتجزين”، مؤكدا أن “السلطات المالطية لم تمنح موافقتها بخصوص عملية الإعادة التي تكلف بها ممثلو السلطات الجزائرية لدى وصولهم إلى الأراضي المالطية”.

ورفضت السلطات المحلية تعليمات طاقم الخطوط الجوية الجزائرية، وظلت فارغة دون أي راكب، مما تسبب في خسائر مالية كبيرة للشركة نظرًا لتعبئة طاقم كامل وطائرة وكيروسين لرحلة العودة.

وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى فصل الصحراء المغربية عن المملكة. وأعلنت إسبانيا الشهر الماضي أنها تدعم خطط الرباط لمنح المنطقة حكما ذاتيا.

“عندما يتعلق الأمر بدور الجزائر في قضية الصحراء ودعمها الفاضح للبوليساريو، فإن المغرب ليس في حاجة إلى الإشارة إلى تورط هذا البلد ولا إلى اتهامه بشكل غير مباشر، فمن المعروف أن الجزائر ومنذ 1975 تحتضن وتسلح وتمول وتدرب إنفصاليي البوليساريو وتتعبأ دبلوماسيًا من أجلهم”.

ما سر الدعم الجزائري لسختء للبوليساريو؟

ينظر للخلاف الجزائري المغربي العميق بشأن قضية البوليساريو، على أنه صراع على امتلاك القوة الإقليمية وقيادة دول المغرب العربي.

يقول الضابط الجزائري السابق، أنور مالك في حديث سابق لقناة CNN بالعربية، إن سبب الدعم الجزائري لا يتعلق بما تعلنه الجزائر من “عدالة القضية” فقط، “بل لأنها (الجزائر) وجدت فرصة لتصفية حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب، إذ إن له أطماعًا معروفة في الصحراء الجزائرية، وأيضًا توجد منافسة على الزعامة في المغرب العربي”.

ويرى محللون أن الجزائر كسبت من خلال دعم البوليساريو، “إشغال المغرب في القضية الصحراوية عن أطماعه المعروفة، فيما يسميها بالصحراء الشرقية”.

وفي حين يقول المدافعون عن الموقف الجزائري إن الأخيرة لا تنتظر مقابلًا لدعمها، بل تقدمه من باب إنساني واعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.