تبحث المملكة المغربية استيراد القمح من الهند كبديل مُحتمل عن أوكرانيا، بعدما أدى الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية إلى عرقلة صادرات كييف وموسكو العالمية من الحبوب، فيما أشارت تقارير متطابقة، إلى أن وفد هندي رفيع المستوى يضم مسؤولين من وزارة التجارة والفلاحة ومن قطاع السكك الحديدية والتصدير ، سيحل بالعاصمة المغربية الرباط، لبحث سبل و”شروط” إمداد المغرب بشحنات إضافية من القمح في ظل الأزمة العالمية الحالية ، والناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية التي أضرت بتصدير المادة إلى كثير من الدول العالم ومنها المملكة.
وكانت الهند قد أصدرت قرارا يقتضي بحظر تصدير القمح بمبرر وجوب ضمان الأمن الغذائي لمواطنيها.
وأكدت الحكومة المغربية على لسان الناطق الرسمي بإسمها، أن مخزون المملكة من القمح يكفي لأربعة أشهر فقط، كاشفا أن أسعار القمح عرفت ارتفاعا كبيرة ومهول، وذلك ارتباطا بمجموعة من القرارات التي اتخذتها عدد من الدول في هذه الظرفية في إشارة غير مباشرة لقرار الهند بحظر التصدير.
وأعلنت الهند في 14 مايو/أيار 2022، حظر تصدير القمح، وذلك بعد أيام قليلة فقط من قولها إنها تستهدف شحنات قياسية في عام 2022، حيث أدت موجة الحر القائظ إلى تقليص الإنتاج لترتفع الأسعار المحلية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وتعد الهند ثاني أكبر منتج للقمح في العالم بعد الصين، ولكن تستهلك معظم القمح الذي تنتجه.
وكانت الحكومة الهندية قد أعلنت عن خطة مؤخراً لتصدير 10 ملايين طن هذا العام، وبدأت في إرسال وفود إلى عدد من الدول منها المغرب وتونس والجزائر ولبنان؛ لتسويق صادراتها من القمح، وبدأت في استقبال طلبات من دول لأول مرة تستورد القمح الهندي على الإطلاق، منها تركيا، ومصر التي تعد الدولة الأولى المستوردة للقمح في العالم.
وفاخر الإعلام الهندي بأن بلاده تمكنت من إنقاذ العالم من أزمة غذائية تسببت بها الحرب الروسية الأوكرانية، وهوجمت بعض وسائل الإعلام الغربية التي اتهمت الهند بالتخاذل عن تصدير المواد الدوائية في بداية الجائحة.
وقبل الحرب الأوكرانية الروسية، شكلت كييف وموسكو ثلث صادرات القمح والشعير العالمية، في حين تراجعت الصادرات الأوكرانية بشكل كبير بعد العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير/شباط إثر إغلاق موانئها وتدمير بنيتها التحتية المدنية وصوامع الحبوب، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وتعد الهند ثامن أكبر مصدر للقمح في العالم وتمثل 4.1% من إجمالي صادرات القمح العالمية في 2020-2021. أنتجت الدولة 109.6 طن متري من القمح في 2021-22، تم تصدير 8.2 مليون طن منها، ارتفاعاً من 2.6 مليون طن من الصادرات في 2020-2021، وفقاً لتقديرات وزارة الزراعة الأمريكية (USDA).
وقال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الهند تمتلك حوالي 10% من احتياطيات الحبوب في العالم، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية، وهو فائض كبير ناتج عن دعمها الكبير لمزارعيها.
أبرز المستوردين العرب للقمح الهندي هما الإمارات وقطر، وهما دولتان قليلتا السكان، وثريتان، بالتالي فإن في مقدورهما إيجاد بدائل.