الرئيس الجزائري تبون:”إيطاليا ستكون الموزع للغاز الجزائري لأوروبا”..خبراء : زيادة صادرات من الغاز إلى أوروبا بشكل كبير على المدى القصير أمر مشكوك فيه

0
230

تقدمت الجزائر للقيام بدور رئيس بديلًا عن الغاز الروسي لتأمين احتياجات عدد من الدول الأوروبية، وفي مقدّمتها إيطاليا.

 قررت الجزائر بشكل مفاجئ، اليوم الخميس، “تغيير بوصلتها الغازية” الخاصة بأوروبا نحو إيطاليا، والتي باتت اعتبارا من اليوم “الموزع الحصري للغاز الجزائري في أوروبا”، بعد أن كانت شريكة في ذلك مع إسبانيا.

وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا بروما، بأن “إيطاليا ستكون الموزع للغاز الجزائري إلى أوروبا بعد زيادة الإمدادات إليها”.




وأكد تبون التزام الجزائر بـ”صيانة الصداقة مع إيطاليا في جميع المجالات على غرار الطاقة”، وأكد بأن “الجزائر ملزمة دولياً ومعنوياً وأخلاقياً بصيانة الاتفاقيات التي توقعها مع الآخرين، فما بالك بإيطاليا الصديقة”.

وأعلن بأن عملاق النفط الجزائري “سوناطراك” سيعمل مع شركة “إيني” الإيطالية “على التنقيب عن موارد إضافية من الغاز”، ما يعني بأن الشركة الإيطالية ستحصل على المزيد من المشاريع في الجزائر.واستطرد قائلا: “ملتزمون بتلبية حاجيات إيطاليا وهناك ارتباط عضوي بين البلدين في مجال الطاقة”.

كما كشف الرئيس عبد المجيد تبون عن “اقتراح جزائري لإيطاليا لإقامة خط بحري انطلاقاً من الجزائر نحو إيطاليا ويمون جزء من أوروبا بالطاقة الكهربائية”.

وأوضح الرئيس الجزائري أيضا بأن الجزائر انطلقت في انتاج اللوحات الشمسية في محافظة سيدي بلعباس (غرب) وأبدى “رغبة الجزائر الاستفادة من تجربة إيطاليا في المؤسسات الناشئة”.

وقبل ذلك، وفي لقائه مع الجالية الجزائرية بإيطاليا، كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن بلاده “هي ثاني مموّن بالغاز للسوق الإيطالية، ونسعى لتعزيز الشراكة مع إيطاليا للقيام باكتشافات أخرى، لكي ترتفع الكميات الموجهة لها، وتصبح الموزّع لهذه المادة في أوروبا”.

قرار الجزائر يأتي في سياق أزمة متصاعدة مع إسبانيا التي كانت إلى وقت قريب من أكبر شركاء الجزائر بأوروبا في مجال الطاقة. 

وتحولت الجزائر الى وجهة مسؤولين في خضم جهود غربية لإيجاد بدائل للغاز الروسي من خلال الاعتماد على خط انبوب الغاز الجزائري الذي يصل الى ايطاليا عبر تونس والمتوسط.

ويبدو ان الجزائر التي رفضت إدانة الغز الروسي لاوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي وقررت الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن ستعمل على استثمار الصراع بين الغرب وروسيا لتحقيق مكاسب اقتصادية هامة.

وكانت شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة سوناطراك أعلنت الشهر الماضي إنها مستعدة لتزويد أوروبا بالمزيد من الغاز لا سيما عبر نقله عبر خط أنابيب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا.

لكن روسيا ستضغط بدورها لحماية مصالحها وتخفيف الإجراءات الغربية ضدها خاصة في مجال الطاقة مستندة لعلاقتها التاريخية مع الجزائر.

الغاز الجزائري

كان أول منتج منطقي في المنطقة تلجأ إليه إيني، هي الجزائر (أكبر مصدر للغاز في أفريقيا، بنحو 55.2 مليار متر مكعب في عام 2021، وكانت مسؤولة العام الماضي عن نحو 13% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز)، وإيني المشغّل الأجنبي الرئيس لها.

وقّع العملاق الإيطالي اتفاقية مع شركة سوناطراك الجزائرية الحكومية في 11 أبريل/نيسان، لزيادة حجم الغاز المستورد عبر خط أنابيب ترانسميد الذي يربط البلدين عبر تونس.

تهدف الصفقة -التي لا يُعرف عنها سوى القليل من التفاصيل- إلى استغلال الطاقة الاحتياطية لشركة ترانسميد التي تُقدَّر بنحو 8 مليار متر مكعب، لتوفير كميات متزايدة من الغاز لإيطاليا في عام 2022 ، وما يصل إلى 9 مليار متر مكعب سنويًا في 2023-2024.

ومع ذلك، فمن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الاتفاقية ستؤدي إلى زيادة كبيرة في صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا.

يقول أيدين كاليك: “من المحتمل أن تكون هناك زيادة، لكن إلى أيّ مدى لا أعرف.. إذا أضفت 9 مليار متر مكعب إلى 21 مليار متر مكعب تمّ تصديره إلى إيطاليا العام الماضي، وأضفت ما صدّرته الجزائر إلى تونس، فإنك ستصل إلى رقم أعلى من سعة خط أنابيب ترانسميد”.

وأشار إلى أن آثار الصفقة ستعني على الأرجح أنه ستكون هناك زيادة في الصادرات الجزائرية إلى إيطاليا، لكن ما إذا كانت ستبلغ 9 مليار متر مكعب في المجموع، أشكّ في ذلك.

تستورد إيطاليا نحو 30 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الروسي، أي نحو 40% من إجمالي احتياجاتها.

ترجع قيود الجزائر أساسًا إلى حقيقة أن البلاد كانت تصدّر بالفعل إلى أوروبا بمستويات عالية للغاية العام الماضي، مما أدى إلى زيادة الطلب المحلي، ولم يترك مجالًا كبيرًا لزيادة العرض.

قدرات الجزائر

حذّر خبراء من أن قدرة الجزائر على زيادة صادراتها من الغاز إلى أوروبا بشكل كبير على المدى القصير أمر مشكوك فيه، مشيرين إلى أن أيّ زيادة ذات مغزى، ستعتمد على الاكتشافات الجديدة والاستثمار في البنية التحتية.

وبلغ إنتاج الجزائر العام الماضي رقمًا قياسيًا، وسجلت الصادرات أعلى مستوى لها في 11 عامًا، خاصة أن معظم صادرات الغاز الجزائرية تتجه إلى أوروبا.

أشار كاليك إلى أنه ليس هناك الكثير من السعة الإضافية، ما يمكن أن تراه يحدث هو أن الجزائر سترسل المزيد من الغاز إلى بلدان معينة في أوروبا، على سبيل المثال إيطاليا، ولكن من المحتمل أن يأتي ذلك على حساب انخفاض الصادرات إلى بلدان أخرى في أوروبا.

 

 

وزيرا العلوم والتكنولوجيا في المغرب و إسرائيل يوقعان مذكرة تفاهم في مجال العلوم والابتكار