عبد المجيد رشيدي
تحتضن مدينة مراكش في الفترة ما بين 9 و11 يونيو الجاري، “مؤتمر النوم” نسخة 2022، بحضور 200 مشارك وعارض، ومجموعة من المحاضرين، ويُسلط مؤتمر النوم الضوء على النتائج الوخيمة التي قد تترتب عن مرض اضطراب النوم لدى البالغين والأطفال.
وقد أعلن المنظمون، على هامش هذا المنتدى، عن إنشاء الجمعية الفرنسية المغربية لاضطرابات الجهاز التنفسي الانسدادي النومي لدى الأطفال (AFMATROS)، كما تم تنظيم قافلة تحسيسية على مستوى سوق الجملة بمراكش لتوعية سائقي الشاحنات بمخاطر الحوادث ذات الصلة باضطرابات النوم بشراكة مع الجمعية المغربية للأطباء المعتمدين للفحص الطبي للسياقة.
عندما يكون طفلك يعاني من فرط الحركة أو من النعاس ولديه اضطرابات سلوكية، فقد لا يتعلق الأمر بكونه كسولا أو مشاكسا، بل قد يعاني من اضطراب التنفس الانسدادي النومي (TROS، الذي يمكن علاجه إذا تم تشخيصه في الوقت المناسب، وهذه هي الرسالة التي يتضمنها مؤتمر النوم في نسخته 2022 المنعقد بمراكش، كما أن التظاهرة خُصصت لطرح إشكالية الحوادث على الطرق العامة والسلامة الطرقية، إلى جانب اضطرابات النوم لدى الأطفال، وسيعكف المشاركون لمدة ثلاثة أيام على تدارس قضايا تهم خمسة محاور رئيسية وهي:
– حوادث السير على مستوى الطريق العام، والاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية والخاصة للحد من حوادث السير التي يتسبب بها النوم (بشراكة مع الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية NARSA و ASMAMAP)؛
– انعكاسات الظروف البالغة الصعوبة على النوم: تجربة قائد أسطول بحري.
– الذكاء الاصطناعي والنوم: علاج اضطرابات النوم هو القسم الصحي الأكثر استعمالا لآليات الرقمنة.
– النوم والاضطرابات التنفسية واضطرابات القلب والأوعية الدموية والأيض (السمنة).
لاتزال اضطرابات التنفس الانسدادي النومي لدى الأطفال (TROS) مجهولة ويعتبر مسار الرعاية الصحية أمرا صعبا للغاية بالنسبة للآباء، وسيشهد المؤتمر ولادة المشروع الرائد الخاص بالتكوين في مجال اضطرابات التنفس الانسدادي النومي لدى الأطفال.
وقد شكلَ هذا المؤتمر، الذي ينظمه الاتحاد المغربي لطب النوم واليقظة (FMMSV) والجمعية الفرنسية المغربية للنوم (AFMASOM) ، بشراكة مع الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (NARSA) والجمعية المغربية للأطباء المعتمدين للفحص الطبي لرخصة السياقة (ASMAMAP) مناسبة لإعلان إنشاء الجمعية الفرنسية المغربية للاضطرابات الجهاز التنفسي الانسدادي النومي لدى الأطفال (AFMASOM).
وقال الدكتور محمد الإبراهيمي، رئيس FMMSV “سعينا إلى إنشاء جمعية خاصة باضطرابات النوم لدى الأطفال نظرا للأهمية التي نوليها لهذا المرض والذي ناذرا ما يتم تشخيصه، و تتمثل أعراضه في فرط الحركة أو النعاس، وما يترتب عنها من تبعات على المسار الدراسي للطفل ومستقبله، وفي هذه الحالة يكون العلاج ممكنا إذا ما تم تشخيصه في الوقت المناسب.”
وأضاف الإبراهيمي، أنه غالبا ما يواجه العديد من الآباء مشاكل سلوكية لدى أطفالهم، غير أنهم لا يربطونها على الفور بالأمراض ذات الصلة بالنوم، مبرزا في هذا الصدد، أنه تم الإعلان عن مشروع رائد بشراكة مع مستشفى الأطفال بالرباط والخاص بالتكوين في مجال اضطرابات النوم لدى الأطفال وتم عرض تفاصيل هذا المشروع خلال الجلسة العامة.
بدوره قال روبرت كلافيل، نائب رئيس AFMASOM ورئيس الجمعية الجديدة AFMATROS، “تضطلع جمعيتنا بتوعية، وتكوين، ومواكبة مهنيي الصحة (أخصائي أمراض الرئة، والأنف، والأذن، والحنجرة، وأطباء الأطفال، وأطباء القلب، وأخصائيي تقويم الأسنان، وأخصائيي الغدد الصماء، وأطباء الأعصاب، والطب العام، وأطباء الأسنان للأطفال ..) والمرشدين، لاسيما الأساتذة، والمعلمين، والآباء، من أجل إنقاذ حياة الأطفال”
وبالنسبة للبالغين، يبقى المرض نفسه ولكن النتائج والعلاج مختلفان.
بدوره قال السيد بناصر بولعجول، مدير عام NARSA ” لا تعتبر اضطرابات النوم مرضا لدى الشخص البالغ، غير أنها قد تؤدي إلى حوادث مميتة، خاصة بين فئة السائقين المحترفين أو مستعملي وسائل النقل على سبيل المثال، ولقد شاركنا في هذا المؤتمر من أجل رفع مستوى الوعي لدى شريحة واسعة من الناس، وقد نظمنا أيضًا بمعية FMMSV و AFMASOM و ASMAMAP، قوافل خاصة بالفحص والبحث بمدينتي الدار البيضاء، ومراكش، وفي محطات الحافلات وأسواق البيع بالجملة، وسيتم التكفل بالحالات التي تم تشخيصها من قبل NARSA “”.
والجدير بالذكر أن الفحوصات التي تم إجرائها من خلال القافلتين على مئات الأشخاص، أظهرت أن من 20 إلى 25 في المئة لديهم احتمال كبير للإصابة بانقطاع النفس النومي، وسيخضع هؤلاء الأشخاص لفحوصات معمقة من أجل تشخيص دقيق، كما سيتم برمجة إجراءات أخرى مماثلة خلال الأشهر القادمة.