فيلم “لايت يير” يثير ضجة والمغرب يقرر رسميا السماح بعرض الأحد المقبل بعد المنع في 14 دولة عربية

0
346

أثار فيلم “ديزني” الجديد “لايت يير” Lightyear موجة انتقادات في العالم العربي، وذلك على خلفية احتوائه مشهداً “مثيراً للجدل”. 

وكانت شركة “ديزني” أعلنت بعد انتظار طويل موعد عرض الفيلم المرتقب “لايت يير”، الذي يتناول حياة شخصية “باز لايت يير” المقتبسة من فيلم “توي ستوري” الشهير.

ويتخلل فيلم الأطفال “لايت يير”، لقطة لقبلة بين امرأتين، وهو ما أثار جدلاً كبيرا حول العالم، وخاصة أن الفيلم مخصص لفئة الأطفال.

وقررت 14 دولة  عربية منع عرض أحدث أفلام “ديزني” للرسوم المتحركة (لايت يير) في دور السينما بسبب احتوائه على مشهد قبلة قصيرة بين فتاتين مثليتين، حسبما أعلنت الشركة.

وبعد إعلان قاعات سينمائية في المغرب عن عرض فيلم الرسوم المتحركة “لايت يير” ابتداء من الأحد المقبل، اندلع جدل واسع بسبب احتواء الفيلم على مشهد تظهر فيه امرأتان تتبادلان قبلة. 

ويتضمن الفيلم الذي بلغت ميزانيته 200 مليون دولار، مشهدا تقوم فيه شخصية نسائية بتقبيل شريكتها وهو ما كان سببا لمنع الفيلم في العديد من دول العالم الإسلامي حيث تجرم القوانين العلاقات المثلية.

ونقل موقع ”اليوم24″ عن مصدر رسمي، تأكيده على أن المغرب لن يمنع عرض هذا الفيلم داخل قاعات السينما، وذلك بناء على موقف لجنة تتألف من ممثلين بوزارة الثقافة وبالمركز السينمائي المغربي شاهدت الفيلم السالف الذكر أربع مرات.

وأضاف المصدر، أنه “لم يتبين بين أعضاء هذه اللجنة سببا مقنعا للمنع”، معتبرا أن القبلة التي تجمع بين فتاتين ضمن أحداث الفيلم “لا تعد سببا كافيا لمنع عرضه”، مضيفا أن شركة “ديزني” للأفلام ترفض قطع أي مشهد من أفلامها.

وخلف استعداد القاعات السينمائية المغربية لعرض فيلم “لايت يير” كقاعة “ريالطو” و”ميغاراما” في عدد من المدن، انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حذر مستخدمو هذه المنصات من مخاطر مشاهدة هذا الفيلم على الأطفال واعتبروا أنه “يحرض الأطفال على المثلية الجنسية”.

ودعا نشطاء هذه المواقع إلى منع عرض هذا الفيلم في المغرب، متسائلين عن موقف وزارة التعليم ووزارة الثقافة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمركز السينمائي المغربي، فيما اعتبر آخرون أنه “حرب على الأخلاق والهوية وعلى فطرة الناشئة”.

وفي المقابل، قالت منظمة العفو الدولية “أمنستي” في تغريدة لها على حسابها في “تويتر”، إن “8 دول على الأقل منها السعودية والإمارات والكويت ولبنان وعمان والأردن، منعت عرض فيلم Lightyear بسبب مشهد تظهر فيه قبلة بين امرأتين”، مضيفة “يقوّض هذا المنع حرية التعبير ويشكل إهانة لمجتمع الميم”.

ووصل النقاش بالمغرب حول عرض فيلم “لايت يير” إلى مجلس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان)، حيث تقدمت الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية (بيجيدي، إسلامي) بسؤال كتابي في المجلس، أمس الخميس، حول فتح تحقيق في الموضوع والجهة التي رخصت لعرض الفيلم في المملكة.

وتساءل نواب البيجيدي أيضا عن الإجراءات المستعجلة التي ستتخذها وزارة الشباب والثقافة والاتصال لمنع عرض هذا الفيلم ابتداء من الأحد 19 يونيو الجاري، في وقت منعت العديد من الدول العربية والإسلامية عرضه.

وحذرت الكتلة النيابية من  “خطورة تيار جارف يهدف إلى هدم كل القيم والأسس والأعراف التي يبنى عليها مجتمعنا المغربي الإسلامي، ونظرا لهذا التطور الأخير ألا وهو التوجه للأطفال للتطبيع مع هذه الممارسات اللواطية الهدامة”. 

وكانت بداية الحملة على ديزني قد سبقت إعلان مجيئها للشرق الأوسط بأيام، حيث انتشر مقطع فيديو لرئيسة إنتاج الرسوم المتحركة بشركة ديزني، كاري بيرك، وهي تتعهد بإظهار العديد من الشخصيات الذين يمثلون مجتمع الميم عين، وغيرهم من الأقليات الجندرية والعرقية. 

وقالت، خلال منتدى داخلي لشركة ديزني لمبادرة تعرف باسم “Reimagine Tomorrow” (أعيدوا تخيل الغد)، إن الشركة يجب أن تفعل المزيد لجعل محتواها أكثر شمولا، وذلك ضمن التزام طويل الأمد بالتنوع والمساواة والشمول.

وذكرت بيرك، وهي أمّ لطفلين من مجتمع الميم، أن عملاق الترفيه يعمل على جعل المجموعات الممثلة تمثيلا ناقصا، مثل الأقليات العرقية ومجتمع الميم، تمثل ما لا يقل عن 50 بالمئة من الشخصيات العادية، بحلول نهاية العام الحالي. 

وكان المشهد المثير للجدل قد استبعد من الفيلم في السابق لكنه أعيد إليه بعد احتجاج موظفي الشركة المنتجة “بيكسار” على استجابة ديزني لقانون فلوريدا، وهو التشريع الذي أطلق عليه معارضون اسم قانون “لا تقل مثليا”.

ويمثل منع عرض الفيلم تحديا كبيرا في إيرادات دور العرض بالنسبة لأحد أكبر أفلام ديزني المتحركة خلال العام، بينما تخرج صناعة السينما من آثار جائحة كورونا.