رغم حديث وزارة الفلاحة المغربية عن أن عرض الأغنام والماعز في السوق يفوق الطلب بمناسبة عيد الأضحى، وإطلاق منصة التجارة الإلكترونية لبيع الأغنام والماعز دون الحاجة إلى التنقل، إلا أن ارتفاع تكاليف الإنتاج في العالم سيؤدي وفق الخبراء إلى ارتفاع الأسعار على الأسر.
ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، محمد صديقي، إطلاق منصة التجارة الإلكترونية لبيع الأغنام والماعز، وتتيح للمستهلكين شراء الأغنام أو الماعز دون الحاجة إلى التنقل، مع خدمة توصيل على الصعيد الوطني، بعد مشاهدة المنتوجات المعروضة للبيع مع خصائصها (السلالة والوزن والعمر…)، والاطلاع على بيانات مربي الماشية، مع إمكانية إجراء عمليات بحث متقدمة متعددة المعايير.
المنصة تم تطويرها من طرف الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز في المغرب، وترمي المبادرة، التي تهم المربين التابعين للجمعية، بحسب وزير الفلاحة، لإعطاء دفعة لهيكلة سلسلة إنتاج الأغنام والماعز، واللحوم الحمراء، بشكل عام، على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أنها تمثل أحد أهداف استراتيجية التنمية الفلاحية في أفق سنة 2030 “الجيل الأخضر”.
وكشف الوزير في كلمة له بالمناسبة أن العرض الخاص بعيد الأضحى لهذه السنة يقدر بنحو 8 ملايين رأس، مقابل طلب لا يتجاوز 5.6 ملايين، مع اعتماد أسعار مماثلة لتلك التي كانت في العام السابق.
رغم تطمينات الوزارة حول الأسعار المرتقبة للأغنام، إلا مربين يتوقعون ارتفاعها، بمتوسط يصل إلى 50 دولاراً، مؤكدين أن تلك الزيادة تزيد أو تنخفض حسب أصناف الأضاحي. ويؤكد حسن بن عمر، المربي بمنطقة بني مسكين، التي تعرف بصنف “الصردي”، الذي يكثر عليه الطلب في العيد، خاصة في المدن الكبرى، أن أسعار الشعير غير المشمول بالدعم ارتفع إلى 50 دولاراً للقنطار الواحد.
يذكر أن سوق الأضاحي في المغرب لهذا السنة، يشهد مقاطعة وركود بسبب ارتفاع الاسعار، والناتج عن الجفاف وارتفاع أسعار العلف والمحروقات.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات ووسوم من قبيل “خليه يبعبع” في إشارة إلى صوت الأغنام، تعبيرا عن رفضهم لهذا الارتفاع في أسعار الحيوانات.
وهذه السنة تصل أسعار الأكباش التي وزنها 50 كيلوغراما، إلى 3 آلاف درهم (حوالي 300 دولار)، أما الأضاحي متوسطة الجودة فيتراوح ثمنها بين 5 آلاف درهم (500 دولار)، و6 آلاف درهم (600 دولار).
وبلغ سعر الكبش من النوع الجيد (الصردي والبركي) نحو 7 آلاف (700 دولار).
حملة مغربية “خليه يبعبع” من أجل مقاطعة أضاحي العيد لغلاء الأسعار
ويرتقب، حسب التوقعات السنوية لوزارة الفلاحة والصيد البحري، أن تصل إيرادات المربين إلى أكثر من مليار دولار، وهي إيرادات تذهب في جزء كبير منها للمربين الكبار والوسطاء الذي ينشطون بشكل كبير في فترة العيد. وأكدت الوزارة على أنه تم ترقيم 6 ملايين من الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى، وتتم العملية باستخدام حلقة لونها أصفر تحمل رقما تسلسليا وحيدا لكل حيوان، حيث تفضي عملية الترقيم إلى معرفة مصدر الأضحية في حالة اكتشاف ضعف جودتها من قبل المشتري.
وأكدت الوزارة أنها تقوم مع السلطات المحلية بتتبع تموين مختلف الأسواق عن قرب لمراقبة أسعار الماشية التي يتم تسويقها، لا سيما على مستوى المحلات التجارية الكبرى والأسواق القروية ونقاط البيع الرئيسية في المدن، وكذا الحالة الصحية للقطيع من طرف مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. ولفتت أن أسعار الأغنام والماعز، في أسواق المواشي هي في نفس مستويات الموسم السابق.
حماية المستهلك تُحذّر من “عودة اخضرار لحوم الأضاحي هذا العام والأسباب غامضة”