بقلم د أسامة ال تركي
في الأيام الصعبة القليلة الماضية التي مررت فيها بوعكة صحية أصابت ذلك القلب الصغير وعلى إثرها أدخلت المستشفى لإجراء عملية قسطرة. ولله الحمد كان ربي عوني وأخرجني منها سالما برحمة منه عز وجل وبدعاء المحبين من كل مكان، أيقنت فعلا أن الإنسان ذكرى ولا يبقى منه غير الذكرى. فإما ذكرى طيبة يترحمون عليه بها الناس أو لا قدر الله ذكرى غير طيبة فلا يأتي ذكره بين الناس إلا بالسوء، فتسمع من يقول الحمد لله أنه تركنا وأراحنا.
فمن خلال تجربتي إكتشفت بأن الإنسان يملك كنزا كبيرا ولكن للأسف يبخل به على الناس، فكيف ذلك؟
أنت لست مجبرا أن تدفع للناس مالا لمحبتك، ولكن ماهو أغلى من المال الكلمة الطيبة التي تفتت الحجر وتكسب محبة الآخرين. والإبتسامة في وجه الناس صدقة تؤجر عليها والمعاملة الحسنة أيضا صدقة، فأن تمسح رأس طفل هي أيضا صدقة، وأن تكون مهذبا محترما سوف تجد المحبة، وأن تكون متواضعا وهي من صفات المؤمن الفطين فسوف تجد جميع الأبواب تفتح لك، وستجد الناس يملئون حياتك بالحب والعطاء، فلا تبخل عليهم بكلمة طيبة قد تنفعك في الدعاء، ولا تبخل بتقديم المساعدة لمن تعرفهم ومن لا تعرفهم فإن الله لا يضيع عمل ابن آدم.
لا تسمع لمن يقول نفسي ولا شيء غير نفسي، ولا يكون شعارك انا ومن بعدي الطوفان.
أيها المخلوق والله لن تذهب بمالك ولا بجاهك ولا بمركزك إنما أعمالك الصالحة كما يقول الله تعالى في كتابه المبين {مَّنْ عَمِلَ صَٰلِحًا فَلِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٍۢ لِّلْعَبِيدِ} ويقول عز وجل (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
«اللهم لا تجعل الدنيا أڪبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، وأجعل الجنة هي دارنا …»
أحبتي احرصوا على أن تكونو في هذه الدنيا ذكرى طيبة وجميلة يدعون لكم بها الناس بالخير ويترحمون عليكم بها عندما تلاقون ربا كريما.