من يقف وراء افتعال أزمة مقتل الأفارقة بمليلية المحتلة ؟

0
258

مشاهد صادمة وضرب واعتداءات هي الأولى من نوعها بخصوص ملف الهجرة غير الشرعية للأفارقة نحو أوروبا عبر المغرب. “صحيح أن ظاهرة الهجرة موجودة منذ القديم فعلا، لكن المسألة هذه لا تتعلّق بالقتل والمعاملة الوحشية، فالأشخاص الذين ماتوا ولقوا حتفهم في هذه الحادثة للأسف، كانت هناك مجموعة من الأسباب، كان هناك تدافعا ومحاولة اقتحام السياج الحديدي للعبور إلى إسبانيا، هذا ما أدى إلى مقتل عدد من الأفراد، وكذلك سقوط السياج عليهم بسبب التدافع الكبير وهناك قناة تلفزيونية إسبانية ما لم يستطيع الإعلام الوطني نقله،لعرضها مجموعة من أنواع الأسلحة البيضاء التي استخدمها المهاجرون الأفارقة المتسللّين إلى المغرب من الحدود المجاورة لمهاجمة الشرطة المغربية عند سياج مليلية.

كما هناك مقطع فيديو يظهر عدد كبير من الأشخاص الذين أرادوا اجتياز السياج في وقت واحد فسقط عليهم، وهناك أيضا تبادل للعنف فمهنم من كانوا يضربون بالهراوات والعصي، السبب الحقيقي هو من اختاروا اقتحام السياج مدينة المليلية المغربية المحتلة بهذه الطريقة”.

وطالب فريق برلماني معارض في المغرب، بحضور كلا من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، إلى البرلمان للتداول في أحداث اقتحام مليلية المحتلة، والسياسة الوطنية في مجال الهجرة.

ووجه ذات الفريق، سؤالا كتابيا لوزير الداخلية، حول الأحداث، داعيا إلى تقديم تفسير الملابسات الدقيقة لهذه الواقعة المؤسفة، وبسط مقاربة بلادنا في التعاطي مع قضايا الهجرة.

كشفت وكالة “ايفي” الاسبانية، أن التحقيقات التي أجرتها الشرطة المغربية مع المهاجرين المعتقلين على خلفية “أحداث اقتحام مليلية” عن وجود شبكات إجرامية للاتجار بالبشر وعدة طرق طول 5000 كيلومتر ،يسلكها المهاجرون من السودان نحو المغرب، أهمها طريقين قبل الوصول إلى غابات الناظور شمال المغرب، أولهما عبر ليبيا والجزائر، والآخر عبر تشاد والنيجر ومالي والجزائر.

وأشارت الوكالة إلى أن المهاجرين، قالوا بأنهم دفعوا ما بين 50 و 70 أورو لعبور الحدود بين السودان وليبيا وما بين 300 و 500 اورو لدخول الجزائر والمغرب.

وأتفق المهاجرون على أن التنسيق والتواصل بين مختلف أعضاء شبكة الهجرة، يتم من خلال تطبيقات المراسلة ومجموعة مغلقة على فيسبوك، حيث يقررون كيف ومتى يعبرون سياج مليلية ، حيث ينتظمون   في مخيمات الغابات في انتظار اللحظة للقفز على السياج، في هيكل هرمي.

تمكنت السلطات المغربية من صدّ غالبية المهاجرين، في حين تمكن 130 آخرون من عبور السياج بعد تحطيمهم إحدى بوابات معبر الحي الصيني.

وتعتبر مليلية وسبتة نقطتي عبور معروفتين للمهاجرين السريين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، وقبل أسابيع تجاوز عدد المهاجرين الذين دخلوا سبتة ومليلية ثلاثة أضعاف العدد الذي دخل في نفس الفترة من 2021.

ومن أجل مواجهة تدفق مهاجرين السرّيين، شيّدت سلطات مدينتي سبتة ومليلية سياجين شائكين زودتهما بأجهزة لاستشعار الصوت والحركة على مسافة 12 كيلومتراً من مليلية، و8 كيلومترات من سبتة، وموّل الاتحاد الأوروبي عبر وكالته لحماية الحدود الخارجية “فرونتكس” تشييد السياجين.

ويختبئ أغلب المهاجرين الراغبين في العبور إلى مدينة مليلية في غابة غوروغو في انتظار أول فرصة لاقتحام سياج ثلاثي يبلغ طوله نحو 12 كيلومتراً.