لا داعي للقلق من ” جدري القرود” ما لم تكن مثلياً جنسياً

0
210

لم تكد الكرة الأرضية ترتاح من الرعب الذي نشره فيروس كورونا في أرجاء العالم، حتى ظهر شبح جديد يدعى “جدري القرود”.

خلال إعلانه حالة طوارئ صحية عالمية لمواجهة تفشي فيروس جدري القرود، حاول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تخفيف الهلع الذي قد يتسبب به هذا الاعلان، قائلا أن “التفشي يتركز في الوقت الحالي بين الرجال المثليين”.

وفي عبارة أكثر تحديدا، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن المعنيين من المثليين جنسيا هم “أولئك الذين لديهم شركاء متعددون“.

وحالة الطوارئ التي أعلنها غيبريسوس هي أعلى مستوى تحذير للمنظمة يأتي بعد أشهر من تفشي المرض عالميا، وتسجيل آلاف الإصابات.

وانشر فيروس جدري القرود في أكثر من 70 دولة حتى الآن، وبعدد اصابات تجاوز 16000.

ولا يزال يتم اكتشاف معظم الإصابات في أوروبا، ومعظمها بين الرجال الذين مارسوا الجنس مع رجال أمثالهم، ما يؤكد العلاقة الوثيقة بين جدري القرود والمثليين جنسيا .

سبق أن أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مرارا عن قلقه إزاء تفشي المرض خارج البلدان المتوطن فيها، وحض الدول الأعضاء في المنظمة على اتخاذ التدابير المناسبة للحد من التفشي.

كما ان  سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية، كشفت مؤخرا عن إن نسبة كبيرة من الحالات المكتشفة في المملكة المتحدة وأوروبا وُجدت لدى المثليين ومزدوجي الجنس من الرجال، وشجعت المسؤولة هذه الفئة على الانتباه إلى الأعراض.

كما قال دايفد هييمان، وهو استشاري بارز في منظمة الصحة العالمية إن حفلتين، الأولى هي المذكورة في بلجيكا، والثانية كانت في إسبانيا، تعدان نظريا سبب انتشار الداء بهذا الشكل حاليا.

وذكر أنه يظهر أن “التواصل الجنسي ساهم في رفع مستوى العدوى، بينما تشير المنظمة ذاتها أن انتشار المرض يعد أمرا غير معهود، وأن وجود حالات في عدد من الدول يشير إلى إمكانية أنه كان ينتشر بشكل صامت لبعض الوقت.

وفي الولايات المتحدة نبهت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن المرض ينتشر في مجتمع هذه المجموعات الجنسية، وذكر جون بروكس أن العديد من المصابين عبر العالم هم من الرجال المثليين ومزدوجي الجنس، لكنه حذر في الوقت نفسه من أنّ الخطر لا يقتصر على المجموعات الجنسية المذكورة، رغم كون بعضها معرّض أكثر للإصابة حاليا.

وبسبب انتشار تعليقات مسيئة للمثليين، حذر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز من أن منشورات مماثلة “قد تقوّض بسرعة جهود مكافحة الوباء”، وذكر البرنامج أن هذه الحملات “تتسبب بحلقة من الخوف تدفع الأفراد إلى تجنب المراكز الصحية ما يحد من نطاق الجهود لتحديد حالات العدوى وتشجع على اتخاذ تدابير قسرية غير فعالة”.

وتعاقب عدة دول عربية على الممارسات الجنسية للمثليين بما يصل في تونس والمغرب إلى ثلاث سنوات، ورغم عدم وجود نص قانون صريح، إلّا أن التفسير القانوني في مصر يعاقب عليها ضمن قضايا الآداب بما يصل كذلك إلى ثلاث سنوات، وفي الجزائر تصل العقوبة إلى سنتين.

أما في السعودية فيمكن أن تصل عقوبة هذه الممارسات إلى الإعدام في حال كان الشخص المعني متزوجا أو غير مسلم، بينما يتم في حالات أخرى الحكم بمدد سجن طويلة وبالجلد. 

إذا كنت رجلاً مثلياً أو مزدوج الميول الجنسية وتقرأ هذا المقال، عليك اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة بشتى الوسائل. حري بك القيام بذلك في الأحوال كافة، ولكن خصوصاً الآن. لا بد من أن نكون متنبهين، وأن نستمر في مراقبة انتشار جدري القرود.

ومع ذلك، حري بنا ألا نخلق حالة من الذعر لا داعي لها، وألا نؤجج نيران التحيز من طريق إحياء تعابير تشوه سمعة المثليين والمرض وتصمهما بالتمييز.

 

 

 

المغرب..انتقادات لرئيس ىمجلس المستشارين ميارة بسبب دفاعه عن أخنوش وهجومه على المغاربة