أفاد بلاغ لوزارة الداخلية المغربية أن قيادة أحد الأحزاب السياسية التي شاركت في الانتخابية التشريعية الجزئية ليوم الخميس 21 يوليوز 2022، عمدت إلى محاولة الضرب في مصداقية هذه العملية الانتخابية من خلال الترويج لمجموعة من المغالطات تدعي من خلالها أن “التصويت كان بتوجيه من بعض رجال السلطة”، ناعتة إياهم “بنعوت قدحية” لا تليق بمستوى الخطاب السياسي الرزين الذي من المفروض أن يتحلى به أمين عام حزب سياسي،” في إشارة إلى عبد الاله بنكيران زعيم العدالة والتنمية”.
وأضاف البلاغ ،أن وزارة الداخلية تنفي نفيا قاطعا هاته الدعاءات المغرضة وغير المقبولة التي يبقى الهدف منها إفساد هذه المحطة الانتخابية والتشكيك في مجرياتها بشكل ممنهج ومقصود، على غرار الخط السياسي الذي تبناه الحزب المعني خلال الاستحقاقات الانتخابية ليوم 8 سبتمبر 2021، واعتبر البلاغ أن الوزارة إذ تبدي استغرابها من تعليق شماعة الإخفاق على رجال السلطة الذين ساهموا بكل وطنية في إنجاح هذه الاستحقاقات الانتخابية الجزئية، فإنها تؤكد على أن :” التمادي في ترديد نفس الاتهامات خلال كل استحقاق انتخابي، ليس إلا تبخيسا للمكتسبات الديمقراطية التي تحققها بلادنا، وضربا في العمق لكل الجهود المبذولة من طرف الجميع، من حكومة ومؤسسات دستورية وأحزاب سياسية مسؤولة ووسائل إعلام جادة، بل هو تحقير ورفض لإرادة الناخبين الذين اختاروا بكل حرية ومسؤولية من يمثلهم في تدبير الشأن العام الوطني”.
وذكر البلاغ، بأن المملكة المغربية قد حرصت على “توفير كل الضمانات القانونية والقضائية والسياسية التي تضمن شفافية جميع الاستحقاقات الانتخابية كيفما كانت طبيعتها. ومن تم، يتعين على كل من يرى عكس ذلك، أن يلجأ إلى الهيئات الدستورية المختصة للطعن في النتائج الانتخابية، كممارسة ديمقراطية متجذرة في التجربة الانتخابية المغربية، عوض الترويج لاتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة”.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية، علق أسباب هزيمته في الانتخابات الجزئية المعادة على تدخل السلطات لصالح مرشحي أحزاب الأغلبية، الذين اكتسحوا نتائج الاقتراع.
وكان “التجمع الوطني للأحرار” أكبر الرابحين في محطة الـ21 من يوليو/ تموز 2022، بعد أن تمكن من اكتساح وتصدر النتائج في دائرتي مكناس والحسيمة والظفر بمقعدين، حيث حصلت مرشحة الحزب في الأولى، صوفيا الطاهري، على نحو 17 ألف صوت (تعتبر هذه النتيجة مؤقتة وغير رسمية في انتظار إعلان النتائج النهائية) ومرشحه في الثانية، بوطاهر البوطاهري، على أكثر من 10259 صوتا.
في المقابل، اعتبر الحزب الإسلامي من أكبر الخاسرين في الانتخابات الجزئية، بعد أن خرج خالي الوفاض رغم التعبئة التي قامت بها قيادة الحزب في صفوف مناضليه للتصويت بكثافة لمرشحي الحزب بدائرتي مكناس والحسيمة، وذلك في وقت كان يراهن فيه على الرفع من عدد مقاعده الـ13.
ولئن كان ينظر إلى مشاركة “إخوان عبد الإله بنكيران” في الانتخابات الجزئية على أنه تحرك من القيادة الجديدة لاستعادة مكانة الحزب، خاصة بعد النكسة التي مني بها في الانتخابات التشريعية الأخيرة بحلوله في الصف الثامن، یذهب مراقبون إلى اعتبار الهزيمة الجديدة دليلا على استمرار التراجع الشعبي والبعد عن استعادة مجده الانتخابي ومكانته في الخريطة السياسية.