على الرغم من كل التحديات التي يعيشها المغاربة، خاصة لجهة أزمتي إرتفاع أسعار المحروقات والكهرباء، يتواصل توافد المغاربة المقمين بالخارج على ميناء طنجة الدولي بشكل مكثف منذ مطلع الشهر الحالي. وبحسب بلاغ لسطات الميناء، فقد يصل عدد الوافدين خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، إذا بقيت الوتيرة على ما هي عليه، إلى نحو 900 ألف تعول القطاعات الاقتصادية عليهم للتعويض عن خسائرها الكبيرة، ومحاولة النهوض من جديد.
ولعل أبرز ما يشجع المغاربة المهاجرين على زيارة البلد حالياً عدم قدرتهم على زيارة بلدهم وعائلاتهم في الصيف الماضي نتيجة الإجراءات المشددة التي كانت تفرضها معظم البلدان للحد من انتشار فيروس «كورونا»، إضافة إلى انهيار الدرهم أمام الأورو والدولار، ما يتيح لهم صرف القليل من العملات الأجنبية مقابل كثير من الخدمات والسلع.
ووفق الأرقام الرسمية، تجاوز عدد أفراد الجالية المغربية الذين عبروا ميناء طنجة المتوسط، بلغ 530 ألف و 436 مسافرا، 5 يونيو الماضي وإلى غاية فاتح اغسطس الجاري بزيادة بنسبة 10 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019.
وأشار البلاغ، إلى أن “عدد العربات المارة عبر ميناء طنجة المتوسط للمسافرين خلال الفترة نفسها ،بلغ 136 ألفا و263 عربة” ، وكشف المصدر ،أن عملية العبور سجلت ذروتها خلال نهايتي الأسبوع من 2 إلى 4 يوليوز بعودة 62 ألفا و 759 مسافرا.ومن 30 يوليوز إلى فاتح اغسطس 61 ألفا و 468 مسافرا.
وأوصى بلاغ الميناء ، المسافرين إلى ضرورة الاطلاع على توقعات حركة العبور المتوفرة عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص بالهواتف المحمولة،ضرورة التوفر على تذكرة عودة صادرة عن الشركة البحرية الخاصة بهم، تتضمن تاريخ وساعة العودة ، وذلك قبل التوجه إلى الميناء والاستعداد لرحلة العودة قصد تجنب فترات الانتظار الطويلة وخاصة فترة الذروة المرتقبة بين 25 إلى 30 غشت الجاري، طبقا للجدول الزمني المنشور.
ويشكل المهاجرون المغاربة قوة اقتصادية ومالية مهمة، بالنظر إلى ارتباطهم القوي ببلدهم، ما يجعل كلفة قضائهم العطلة في المغرب هذا العام، فرصة لانتعاش البلد على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
بلغت تحويلات المغتربين نحو 93.3 مليار درهم (9.9 مليارات دولار) خلال 2021 مقارنة مع 68.18 مليار درهم (7.2 مليارات دولار) خلال 2020، حسب التقرير السنوي لبنك المغرب حول الوضعية الاقتصادية والنقدية والمالية.
وبالمقارنة مع السنوات الماضية، فإن هذه التحويلات بلعت تطورا قياسيا خلال العام الماضي.
وقال مكتب الصرف إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب ارتفعت بنسبة 20.5 بالمئة خلال 2021، مقارنة مع 2020.
وأشار المكتب إلى إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغت 20.17 مليار درهم ( 2.1 مليار دولار) خلال 2021، مقابل 16.74 مليار درهم ( 1.7 مليار دولار) خلال 2020.
وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توقع البنك المركزي أن تُحقق تحويلات مغاربة الخارج مبلغا قياسيا قدره 87 مليار درهم (9.2 مليارات دولار) خلال 2021، وذلك بارتفاع بـ27.7 في المائة، عن العام السابق له.
ويصل عدد المغتربين بالخارج إلى 5 ملايين بحسب إحصاءات وزارة الخارجية المغربية.
تمثل تحويلات المغتربين (يشكلون 12 بالمئة من مجموع السكان) إلى المملكة، ثاني مصدر للنقد الأجنبي في البلد، ومع كل صيف يعود ما يزيد عن حوالي ثلاثة ملايين، من بين 5 ملايين مغترب إلى المملكة، يدعمون النشاط التجاري والاقتصادي في المدن والقرى.
بلغ عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج الآن حوالي 5 مليون فرد، أي ما يعادل 10% من مجموع سكان المغرب1 . لقد شهدت هذه الفئة من المواطنين، التي أصبحت تعرف باسم “مغاربة العالم” (MDM)، تطورًا في وضعيتها، بحيث أصبحت تتميز اليوم بتنوّع مناطق تمركزها في شتى بقاع العالم وتأنيث تشكيلتها، وذلك بفضل الاستراتيجيات الفردية للنساء، اللواتي أصبحن يمتلكن مستويات جد عالية من الكفاءة والتعليم. تتميز جالية مغاربة العالم (MDM) بكونها تتشكل في معظمها من فئات الشباب (من حيث التصنيف الديموغرافي)، ويتمتع أفرادها بمهارات وكفاءات عالية في مختلف المجالات، فضلاً عن مساهمتهم المالية المعتبرة في الاقتصاد الوطني، بمتوسط سنوي قدره 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي، بما يجعلها تتبوأ المرتبة الأولى في جدول الإيرادات، تفوق حتى المساعدات العمومية الخاصة بالتنمية والاستثمار الأجنبي المباشر.