أكدت القيادية “أمينة ماء العينين” في حزب العدالة والتنمية المغربي إن الوجه البشع للاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن تغيره كل المساحيق الدبلوماسية واللغوية الموجودة مهما كانت “شطارة” أصحابها.
جاء ذلك في تدوينة على فايسبوك، “كما لا يمكن إنكار كون مقاربة “التطبيع” التي اختارتها العديد من الدول العربية، ومنها المغرب تجعل كيان الاحتلال يتمادى في غطرسته ويشعر وكأنه يتمتع بالحصانة أو كونه صار فوق النقد”.
وأعتبرت ماء العينين أن هذه الحقائق لا يمكن تغييرها بالهجوم على حزب “العدالة والتنمية” وتخوينه لدرجة رغبة البعض في تجريده من وطنيته، كما لا يمكن تغييرها بشيطنة أعضائه ومحاولة إرهاب كل من “يتجرأ” على التضامن مع شعب أعزل ومستضعف على غرار ما فعل المغرب ملكا وحكومة وشعبا على مر تاريخه.
وأضافت ” التاريخ لا يمكن تزييفه والظلم لا يتحول إلى عدل، والقضايا العادلة تظل عادلة بمنطق التاريخ والجغرافيا والمبادئ والقيم، والقضية الفلسطينية قضية عادلة، والوعي الوطني بذلك تلخص في خطاب ملكي غير بعيد أحلها في نفس مكانة القضية الوطنية الأولى”.
وقالت “لم نعد ننتظر من الاحتلال الإسرائيلي الإنصات لأصوات الشجب والإدانة، بل صرنا ننتظر من أبناء جلدتنا الاعتراف بحقنا في التضامن مع شعب صامد تحت نير الاحتلال، ومع مقاومة تستبسل في الميدان رغم القصف والاغتيال والاجتياح والأسر”.
واختتمت ، ” قد ظل للتضامن عبر التاريخ قيمة رمزية يطول شرح مزاياها، لذلك نحتفي في بلدنا بكل المواقف الرسمية والشعبية المتضامنة معنا في معركة الحفاظ على وحدتنا الوطنية، لأننا جربنا مرارة الدفاع عن الأرض والسيادة الوطنية، فلنترك الناس يتضامنون ما داموا لا يملكون غير ذلك، ولنراجع مقاربة الهرولة والمبالغة في التعبير عن “الود” تجاه من سِمَتُه الغدر واستمراء قتل الأطفال، فلن يأتي من ذلك خير مهما كبرت الأوهام”.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 44 شهيداً بينهم 15 طفلاً و4 نساء وإصابة 360 بجراح مختلفة.
وبدأ التوتر الحالي، يوم الاثنين الماضي، عقب اعتقال إسرائيل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بسّام السعدي في مخيم جنين، شمال الضفة الغربية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والكيان الإسرائيلي برعاية مصرية، حيز التنفيذ على الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الأحد.
وساد الهدوء مناطق قطاع غزة والمدن والبلدات في الداخل الفلسطيني المحتل، بعد دخول وقت وقف إطلاق النار.
وكانت مصر توصلت لتفاهمات بين حركة الجهاد الإسلامي و”إسرائيل” ودعت إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل اعتبارًا من الساعة 23:30 اليوم 7 آب الجاري بتوقيت فلسطين.
وشمل الاتفاق، أن تبذل مصر جهودها للإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج وكذلك العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن، وذلك وفق ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وشهد قطاع غزة عدواناً إسرائيليا استمر لثلاثة أيام ارتقى خلالها عشرات الشهداء ومئات المصابين وتدمير عشرات المنازل.
وردت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وفصائل المقاومة، بإطلاق مئات الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة، والبلدات المدن في الداخل الفلسطيني المحتل، أدت لأضرار وإصابات.
والشهر الماضي، قام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بزيارة إلى المغرب تبعتها زيارة وزير العدل الإسرائيلي، جدعون ساعر.
وفي 10 كانون الأول (ديسمبر) 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ويعد المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، فيما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1979 و1994 على الترتيب.