أعلنت مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، أن العمليات الأمنية التي باشرتها لزجر ترويج المفرقعات والشهب النارية المهربة، بالتزامن مع احتفالات ذكرى عاشوراء، أسفرت عن توقيف 228 شخصا، من بينهم 41 قاصرا، فضلا عن حجز 360 ألف و666 وحدة من هذه المواد المحظورة القابلة للاشتعال، بحسب بلاغ لها.
وأوضح البلاغ ، أن مصالح الأمن ، عالجت ما مجموعه 193 قضية زجرية تتعلق بحيازة وترويج المفرقعات والشهب النارية المهربة؛ حيث جاءت ولاية أمن الدار البيضاء في المقدمة من خلال تسجيل 54 قضية وتوقيف 63 شخصا يشتبه في تورطه في هذه الأنشطة الإجرامية، تليها ولاية أمن سطات بـ48 قضية، وولاية أمن الرباط بـ22 قضية، ثم ولاية أمن القنيطرة والأمن الإقليمي بالجديدة ب20 قضية بكل منهما… إلخ.
وأشار البلاغ الى أن عمليات الضبط والتفتيش المنجزة في إطار هذه القضايا ، مكنت من حجز ما مجموعه 360 ألف و666 وحدة من المفرقعات والشهب النارية من مختلف الأحجام والفئات، من بينها 186.288 وحدة بمدينة الدار البيضاء، و58.799 وحدة بمدينة مراكش، فضلا عن حجز 39.937 وحدة بمدينة الرباط، و38.095 وحدة بمدينة سطات، و21.720 وحدة بمدينة الجديدة.
عاشوراء في المغرب، ارتبطت بشكل مجتمعي بألعاب الأطفال المختلفة، والتي صارت عادة لازمة لكل أسرة يوجد فيها أطفال في سن اللعب، لكن أيضا عاشوراء هي بعض ” الطعاريج” وتسمى أيضا ” الدربوكة ” إلى جانب ” البنادر” ، أي الدفوف المغربية، وما إلى ذلك من أنواع الآلات الموسيقية النقرية. طقس عاشوراء المغربي هو فرح متواصل يبدأ من فاتح محرم ويستمر إلى غاية الحادي عشر من الشهر نفسه موعد «بابا عيشور» الذي يختم الاحتفالات بجولة في الأزقة والأحياء ويمنح الأطفال متعة الفرح البريء الصبياني الذي يحن إليه الكبار.
تلك المسافة المتواصلة والتي تبلغ أحد عشر يوما، هي مسافة حبور مغربي بكل تأكيد، وأولى ملامحها تتجلى في تلك الأسواق الطارئة التي تنتشر في مختلف مدن المملكة، حيث تخصص أماكن عابرة، لكنها مؤثثة بشكل بهي لمحلات عبارة عن خيام ضخمة تضع بضاعتها التي هي عبارة عن فواكه جافة متنوعة، إضافة إلى الحلوى الملونة وكل ما له علاقة بالفرح الطفولي الذي يشترك فيه حتى الكبار وهم يقبلون عليها ويشترون ما يكفي حاجتهم وحاجة الضيوف أيضا، إذ لا يمكن أن تدخل بيتا مغربيا في فترة عاشوراء دون أن تزين المائدة بأنواع الفواكه الجافة، إنها كرم مغربي عادي، لكنها فرح مضاعف في هذه المناسبة.
من مستجدات احتفالات عاشوراء تلك الشهب النارية الاصطناعية التي تحاربها السلطات الأمنية المغربية، لما تسببه من حوادث ولضررها الكبير وعدم قانونيتها بالأساس. المستجد يظل عابرا، لكن الأصيل يبقى صامدا مثل «شعالة»، وهي نار يوقدها شبان في مقتبل العمر وسط الحي أو الدرب أو ” الحومة ” ويقفز بعضهم فوقها، هي لحظة طفولية ممزوجة بالخطر وذلك ما تعكف على محاربته مصالح الأمن المغربية.
«شعالة» ليست من وحي اللحظة بل هي متوارثة حسب المنقول من الشفوي، حين كانت المنافسة تحتد بين شبان الأحياء بهدف الفوز قفزا فوق تلك النار المشتعلة، وحديثا كانت هناك مآس تمثلت في الإصابة بالحروق وربما حتى الوفاة. كل هذه المسافة الاحتفالية تصل رأسا إلى يوم عاشوراء، وهو ما يصطلح عليه المغاربة بـ ” يوم زمزم “، والاحالة هنا على الماء المقدس. ورغم أن الموروث يفيد بأن رش الماء هو عادة يهودية للأسر المغربية التي تعتنق هذه الديانة، فإن الكل خاصة الشبان ينخرطون فيه لعبا ولهوا، ويتراشقون فيما بينهم بل حتى العابرون والعابرات ينالهم نصيب من ماء ” يوم زمزم “.
لا أحد يعرف مصدر التراشق بالماء أو الرش به، المهم أنه أصبح طقسا مغربيا يرتبط بالاحتفال والفرح والخروج عن المعتاد في أيام غير عادية.
لم تفلح طيلة سنوات بعض الخرجات الدعوية لدعاة ينبهون إلى ما لبعض طقوس عاشوراء بالمغرب من ” شِرك بالله ” كما أوضح الداعية ياسين العمري في مقطع فيديو حديث، حيث أكد أن ” شعالة ” من احتفالات المجوس، وأن رش الماء من عادات اليهود، بل ذكر حتى بعض الممارسات التي تحادي النصرانية أيضا، وبالنسبة إليه فذلك ” شرك بالله “.
أما المغاربة فينهون احتفالاتهم كل يوم ويقصدون المساجد لأداء فرائضهم من الصلوات، ولا يؤثر في إيمانهم كل تلك التأويلات المتكررة كل سنة.