بوريطة وزير “الخارجية” يَمْثُل أمام البرلمان… أي مصلحة للمغرب في الانسحاب من قمة (تيكاد 8) والألعاب الرياضية بتونس؟

0
180

يمثُل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمام مجلس النواب على خلفية استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم بوليساريو الذي يشارك في قمة تيكاد اليابانية الافريقية التي قاطعها المغرب.

طالب فريق برلماني رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، بعقد اجتماع طارئ للجنة بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لتدارس موضوع” واقع وأفاق العلاقات المغربية – التونسية”.

ويأتي ذلك بحسب رسالة الفريق البرلماني الى رئيسة اللجنة:” إثر استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة البوليساريو في إطار المنتدى الافريقي الياباني (تيكاد) المنعقد مؤخرا بتونس، والذي لقي استهجانا واستنكارا من قبل كل فئات الشعب المغربي ومؤسساته”.

واعتبر الفريق البرلماني، أن الاستقبال: “يضرب في صميم العلاقات التاريخية المتينة بين الشعبين المغربي والتونسي”، ونظرا لهذا الاستقبال “وحيث أن البلدين تجمعهما علاقات ثنائية على المستوى السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي وغيرها” طالب الفريق بضرورة عقد اجتماع على وجه الاستعجال للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج لمناقشة العلاقات بين البلدين. 

واندلعت أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس بسبب استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة بوليساريو الانفصالية لحضور قمة افريقية يابانية، وذلك في خطوة غير مسبوقة من تونس التي تبنت الحياد تجاه قضية الصحراء المغربية على مدى عقود.

واستدعت الخارجية التونسية السبت سفيرها في المغرب للتشاور بعد تحرك مغربي مماثل الجمعة عقب استقبال إبراهيم غالي في تونس لحضور قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (تيكاد 8)، ما اعتبره المغرب “موقفا عدائيا وغير مسبوق”.

وسعت الخارجية التونسية الى النأي بنفسها عن دعوة غالي لحضور القمة، قائلة ان الاتحاد الافريقي هو المسؤول عن توجيه الدعوات للمشاركين.

لكن معلقين ذكروا انه كان على تونس ان تتفادى حضور زعيم بوليساريو، وتتجنب المخاطرة بعلاقاتها مع المغرب الذي لا يتهاون قطعيا في سيادته على الصحراء ويبني سياسته الخارجية على اساس مواقف الدول من الصحراء.

وأشار متابعون ايضا الى ان تونس ليس لها مصلحة في استعداء المغرب عبر الانحياز الى الجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر.

وقالت الخارجية المغربية في بيان تعليقا على استقبال غالي في تونس إن ذلك “يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية” معلنةً عدم المشاركة في القمة التي تسمى اختصارا “تيكاد 8” وتستمر يومي السبت والأحد بتونس.

ولاحقا، أعربت الخارجية التونسية في بيان عن “استغرابها الشديد مما ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية ومغالطات بشأن مشاركة (البوليساريو) في القمة”.

وأكدت أن تونس “حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء، التزامًا بالشرعية الدولية وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاّ سلميًا يرتضيه الجميع”.

وشددت الخارجية على “التزامها بقرارات الأمم المتحدة وقرارات الاتحاد الإفريقي الذي تعدّ تونس أحد مؤسسيه”.

واضافت “خلافًا لما ورد في البيان المغربي فقد قام الاتحاد الإفريقي في مرحلة أولى بصفته مشاركًا رئيسيًا في تنظيم (تيكاد 8) بتعميم مذكرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي” بينهم البوليساريو.

وأوضحت الخارجية أن رئيس المفوضية الإفريقية وجّه في مرحلة ثانية دعوة فردية مباشرة للبوليساريو.

ولفتت الى أن “تونس احترمت جميع الإجراءات الترتيبية المتعلقة باحتضان القمة وفقًا للمرجعيات القانونية الإفريقية ذات الصلة بتنظيم القمم والمؤتمرات واجتماعات الشراكات”.

وأعلنت حرصها على “المحافظة على علاقاتها الودّية والأخوية والتاريخية العريقة التي تجمعها بالشعب المغربي”.

ورفضت “رفضا قاطعا ما تضمنه البيان المغربي من عبارات تتهمها باتخاذ موقف عدواني تجاه المغرب ويضر بالمصالح المغربية”.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ تونس التي يتم فيها استضافة زعيم بوليساريو في خطوة تعتبر خروجا عن تقاليد الدبلوماسية التونسية في “الحياد” تجاه النزاعات الاقليمية.

والسبت الماضي أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن ملف الصحراء “هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”، موضحا أن “الموقف الثابت للولايات المتحدة الأميركية شكل حافزا حقيقيا لا يتغير بتغير الإدارات ولا يتأثر بالظرفيات”.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وفتح قنصلية أميركية بمدينة الداخلة في الإقليم بجنوب المملكة.

ودعا الملك محمد السادس شركاء المملكة إلى توضيح مواقفهم بشكل تام من مغربية الصحراء.

وكانت دول أوروبية قد دعمت مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل مشكلة الصحراء، منها إسبانيا وألمانيا وصربيا وهولندا والبرتغال والمجر وقبرص ورومانيا، كما قامت ثلاثون دولة، بفتح قنصليات في الصحراء.