وزير التعليم اعتماد اللغة الإنكليزية في التعليم المدرسي ضرورة ملحة..أكثر من 7 ملايين تلميذ التحقوا بالمؤسسات التعليمية

0
219

كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، الثلاثاء، عن وجود طلبات محلية لاعتماد اللغة الإنكليزية في التعليم المدرسي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي بالرباط حول بداية العام الدراسي الجديد 2022 / 2023.

وقال بنموسى إن “2200 مؤسسة تعليمية في البلاد تعتمد اللغة الإنكليزية” لافتا إلى “وجود طلب بالمشاورات حول إصلاح منظومة التربية والتعليم لاعتماد اللغة الإنكليزية”.

وأضاف: “شدد القانون على الاهتمام باللغات دون تحديدها، وكما يتم تدريس مواد علمية بالفرنسية يمكن أن يتم تدريس مواد علمية باللغة الإنكليزية”.

وتابع بنموسى: “تعمل الوزارة على توسيع تمكّن التلاميذ بالمستوى الإعدادي (بين المستوى 7 و9 في التعليم المغربي) من اللغة الإنكليزية”.

وأردف: “نعمل على رفع أعداد الأساتذة، مع إمكانية اعتماد منصات لتجويد اللغة الإنكليزية، لكن لا بد من تهيئة الظروف”.

وأطلقت الوزارة المغربية الموسم الدراسي الماضي، مشاورات شملت النقابات والأسر حول إصلاح التعليم.

ومطلع سبتمبر/ أيلول الحالي، وقّع نحو 7 آلاف مغربي عريضة إلكترونية تطالب بإلغاء اللغة الفرنسية من تدريس بعض المواد ووقف استخدامها في المؤسسات الرسمية.

وبين لغة موليير التي تفرض نفسها بقوة في الاقتصاد والإدارة والإعلام، ولغة شكسبير التي ما فتئت تعزز تواجدها في المغرب، يرى المتخصصون في الشأن التربوي، أن اللغة الإنجليزية، تعد الأنسب لتدريس العلوم والتكنولوجيا والطب باعتبارها لغة البحث العلمي والمعرفي، ومن شأنها أن تقدم خيارات أوسع للمغاربة.

وتدرس اللغة الإنجليزية انطلاقا من السنة الثالثة في المرحلة الإعدادية في المدارس العامة في المغرب، ويتم التركيز خلال السنة الأولى على وسائل بيداغوجية بسيطة، فيما يعتمد في السنوات الموالية على الاستعمال الوظيفي للغة والتمرن على التواصل بها.

يقول الباحث والخبير التربوي امحمد عليلوش، إن المصلحة العامة ومتطلبات سوق العمل المغربي، أضحت تفرض على المغرب اللغة الإنجليزية، التي تحولت إلى منافس قوي للغة الفرنسية المهيمنة على مجموعة من القطاعات في البلاد، بحكم العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب بفرنسا.

وفي حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، يعتبر عليلوش أن الإنجليزية باتت تفرض نفسها كلغة المستقبل في المغرب، وهو ما بات يستدعي تعميمها وجعلها اللغة الأولى في النظام التعليمي المغربي. 

ويشير الباحث التربوي، إلى أن هناك توجها في المغرب من أجل الانفتاح على العديد من اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية، غير أن ذلك التوجه لا تواكبه خطط واضحة على أرض الواقع.

ويرصد عليلوش مجموعة من العوائق التي تقف أمام تحقيق هذا الهدف، من أبرزها نقص الموارد البشرية والكفاءات المدربة القادرة على إنجاح هذه العملية، التي تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل المغاربة.

ولتجاوز هذا الإشكال يؤكد عليلوش، على أهمية تنزيل التوصيات التي جاءت في الميثاق الوطني للتربية والتكوين (منظومة إصلاحية لتغير النظام التعليمي)، والتي تنص على إدراج اللغة الانجليزية بشكل تدريجي في المستوى الابتدائي، قبل جعلها الزامية في المستويين الإعدادي والثانوي.

وفي ظل الحضور المحتشم للغة الإنجليزية ضمن النظام التعليمي المغربي، واصطدام الخريجين الجدد بمتطلبات سوق الشغل التي تستوجب اتقان اللغة الإنجليزية، فقد أضحى لزاما على عدد منهم الالتحاق بمراكز ومعاهد لغوية خاصة من أجل تحسين مستواهم اللغوي.

ويعتبر الباحث التربوي، أن “محدودية المقاعد المخصصة لشعبة اللغة الإنجليزية داخل الجامعات المغربية، تدفع العديد من الطلبة إلى التوجه للبحث عن معاهد خاصة، والتي تزايد الطلب عليها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة”.

وقد ساهم الإقبال على هذه المعاهد المتخصصة في تدريس اللغة الإنجليزية، حسب المتحدث، في تناسلها وخاصة في المدن الكبرى من المملكة.

ويلفت عليلوش، إلى أن ” الظروف المادية لعدد من الأشخاص لا تسمح لهم بالولوج إلى هذه المعاهد، أمام ارتفاع تكلفتها التي لا تأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية لجميع الأسر المغربية”. 

ويرى عدد من المهتمين بالشأن الاقتصادي، أن انفتاح المغرب على أفريقيا والدول الناطقة بالإنجليزية، إلى جانب تواجد شركات عالمية تعتمد اللغة الإنجليزية أيضا، أضحى يفرض اليوم تعزيز حضور لغة شكسبير ضمن النظام التعليمي.

ويعتبر اليوم اتقان اللغة الإنجليزية أحد شروط التوظيف التي تفرضها عدد من الشركات المغربية والدولية، فيما تتجه أخرى إلى تمكين موظفيها من دورات تكوينية في هذه اللغة التي تفتح لهم أفاقا مهنية واعدة.   

 يقول الخبير الاقتصادي والمالي، الطيب أعيس، إن المغاربة أصبحوا أكثر وعيا بأهمية اللغة الإنجليزية في مجالي الاقتصاد والبحث العلمي، وهو ما يستدعي الاهتمام أكثر بالنموذج الأنجلوساكسوني في المنظومة التعليمية بالبلاد. 

يستطرد أعيس في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” قائلا: “لا يمكنك اليوم ولوج عالم المال الأعمال وأنت لا تتقن الانجليزية، وكل المغاربة الذين استطاعوا التألق على المستوى الدولي، تمكنوا من ذلك بفضل اعتمادهم على مناهج أنجلوساكسونية نظرا لنجاعتها والآفاق الواسعة التي تتيحها”.

في سياق أخر متصل ، أعطى وزير التربية المغربي شكيب بنموسى، يوم الاثنين 5 سبتمبر 2022، الانطلاقة الفعلية للدخول المدرسي 2022-2023 تحت شعار: “من أجل تعليم ذي جودة للجميع”.

والتحق أكثر من7ملايين و900 ألف تلميذة وتلميذ بمقاعدهم الدراسية منهم 6 ملايين و900 ألف تلميذة وتلميذ، بالتعليم العمومي، مؤطرين من طرف أزيد من 290 ألف أستاذة وأستاذ، وموزعين على ما يفوق 11 ألف مؤسسة تعليمية، منها 7000 بالوسط القروي، وفقا لبلاغ للوزارة المعنية.

 وأوضح البلاغ، أن عدد التلميذات والتلاميذ الجدد الذين التحقوا بالسنة الأولى ابتدائي بالتعليم العمومي، بلغ  أكثر من 771 ألف تلميذة وتلميذ، مشيرا إلى أنه تمت تعبئة أكثر من 26 ألف حجرة تعليم أولي بالمؤسسات الابتدائية العمومية، تتواجد 18 ألفا منها بالوسط القروي، لاستقبال ما يقارب 525 ألف طفلة وطفل، بنسبة تطور 14 في المائة، حظي الوسط القروي ب 63 في المائة كنسبة تطور،ذلكتفعيلا لاستراتيجيتها الرامية إلى تعميم وتطوير التعليم الأولي، خاصة بالوسط القروي، باعتباره مدخلا أساسيا لتجويد المنظومة التربوية.

وسيسهر أكثر من 26 ألف مربية ومرب على هذا النمط من التعليم، خضع 8400 مربية ومرب من الجيل الجديد، للتكوين في إطار الشراكة التي تجمع الوزارة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، يضيف المصدر.