نفت جمهورية جنوب السودان، يوم الجمعة، أن تكون قد اعترفت بجبهة البوليساريو التي تسعى لانفصال أقاليم المغرب الجنوبية، فيما أكدت عزم جوبا على تقوية علاقاتها الثنائية مع الرباط.
وقالت جمهورية جنوب السودان في مراسلة موجهة إلى وزارة الخارجية المغربية، إنها “تعترف فقط بالدول الأعضاء في الأمم المتحدة” مشيرة إلى أنها لم تعترف بجبهة البوليساريو، وأكدت أن “جمهورية جنوب السودان تريد إبلاغ المغرب بأن الاجتماع الذي عقد في نيويورك، لا ينفي بأي حال من الأحوال علاقاتنا الثنائية الاستراتيجية مع بلدنا الصديق، المملكة المغربية”.
وجاء النفي إثر لقاء بين نائب رئيس جمهورية جنوب السودان، مع ممثلي جبهة البوليساريو الانفصالية، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ودحضت رسالة جنوب السودان التي تم تعميمها بنيويورك الدعاية التي تروج لها الجزائر وصنيعتها البوليساريو وأعاد إجلاء الحقيقة بشأن موقفه من قضية الصحراء المغربية.
وأضاف البلاغ، بأن جنوب السودان، وتحت قيادة فخامة الرئيس سلفا كير ميارديت، “يحيي صاحب الجلالة الملك محمد السادس ويجدد تأكيد عزمه على مزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين، بما يتيح تحقيق المصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا الصديقين”.
وأضافت أن جمهورية جنوب السودان “وهي عضو في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، تريد إعادة التأكيد على أنها لا ترى أنه من المناسب أن يكون لديها مواقف مخالفة لموقف الاتحاد الإفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 690 باعتباره قابلاً للتطبيق، لإيجاد إطار عمل دائم بشأن النزاع” حول الصحراء.
وكاننائب رئيس جمهورية جنوب السودان قد التقى، الثلاثاء المنصرم، وفدا عن البوليساريو، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وهو ما سارعت وسائل إعلام البوليساريو، والجزائر، إلى الاحتفاء به.
ويوم أمس ردت وزارة الخارجية السودانية على استفسار من الخارجية المغربية، وقالت إن “الاجتماع مع وفد البوليساريو لا يتناقض مع علاقاتنا الاستراتيجيةالثنائية مع المملكة”.
يذكر أنه بعد سنة، من زيارة الملك محمد السادس لجنوب السودان في فبراير/شباط من عام 2017، أعلنت حكومة جوبا في سبتمر/أيلول 2018 أنها سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو.
وشهد ملف الصحراء المغربية تطورات لافتة في الفترة الأخيرة تبرز خاصة في الموقف الإسباني الداعم لمقترح المغرب بإقامة منطقة حكم ذاتي بالصحراء المغربية يتم بموجبه نقل جزء من اختصاصات المملكة التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى سلطات الحكم الذاتي، ليدبر سكان الصحراء “شؤونهم بأنفسهم بشكل ديمقراطي”، بينما تحتفظ الرباط باختصاصاتها المركزية “في ميادين السيادة، لا سيما الدفاع والعلاقات الخارجية”، فضلا عن ممارسة الملك لاختصاصاته الدينية والدستورية.
وقوبل المقترح المغربي برفض الجزائر وجبهة البوليساريو التي تقترح تنظيم استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة.
وتسيطر الرباط على حوالي 80 بالمئة من المساحة الجملية للصحراء بينما توفر الجزائر التي قطعت علاقاتها بالمغرب في أغسطس/ آب 2021، ملاذا لأعضاء جبهة البوليساريو.
ويعتبر محللون أن موقف حكومة بيدرو سانشيز تاريخي ومهم للغاية باعتباره صادرا عن القوة التي كانت تستعمر الصحراء، وهي الطرف الأساسي إلى جانب موريتانيا في اتفاقية مدريد التي أنهت الواقع الاستعماري للصحراء.