كشفت مصادر متطابقة، أن باريس تستعد لتعيين ماريون باراداس سفيرة جديدة لها بالمغرب، خلفا للسفيرة السابقة هيلين لوغال .
تتولى باراداس هي الآن تشغل منصب نائبة لرئيس و مسؤولة عن العلاقات الدولية بمجموعة تاليس الفرنسية الشهيرة،وكانت قد تولت منصب سفيرة فرنسا لدى سلوفينيا.
ويرتقب بحسب ذات المصادر، أن تتولى السفيرة باراداس، منصبها الجديد تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب نهاية أكتوبر المقبل.
وتستعد هيلين لوغال، التي عينت في 2019 بمنصب سفيرة لدى المغرب، للانضمام إلى صفوف خدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل.
ورغم حديث الصحافة من أيام على مغادرة لوغال، غير أن السفارة الفرنسية، أضفت أخيرا، الطابع الرسمي على مغادرة الدبلوماسية البالغة من العمر 55 عامًا.
وتميز وجودها في الرباط بتدهور العلاقات بين المملكة وفرنسا على خلفية الجدل القائم، لا سيما تلك المتعلقة بقضية بيغاسوس وموقف فرنسا من الصحراء.
ويطالب المغرب الآن بدعم مباشر لا لبس فيه لمقترح الحكم الذاتي في صحرائه، ويود أن يرى الإليزيه يتماشى مع المواقف الأميركية والإسبانية.
وفقًا لما تم تسريبه في الصحافة، فإن المستشارة السابقة لفرانسوا هولاند لأفريقيا ستضع حقائبها في بروكسل، حيث ستتولى رئاسة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأعلن أنه سيربط أي تعاون أو تقارب مع أي من دول العالم بضرورة اعترافها بالسيادة المغربية على كافة أقاليم المملكة.
ووفق المصدر ذاته، فانه يرتقب أن ستتسلم باراداس التي تشغل حاليا منصب نائبة لرئيس مجموعة تاليس الفرنسية الشهيرة، مسؤولة عن العلاقات الدولية، منصبها الجديد تزامنا مع زيارة إيمانويل ماكرون المرتقبة إلى المغرب في تشرين الأول (أكتوبر).
يذكر أن هيلين لوغال عينت سفيرة للمغرب مباشرة بعد انتهاء مهمتها بإسرائيل التي مثلت خلالها فرنسا لمدة 3 سنوات. في الوقت الذي تستعد السفيرة مغادرة المغرب، لمهمة أكثر تقنية بقسم إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط، تترقب وزارة أوروبا والشؤون الخارجية قرار الرئيس ماكرون واختياره للسفير الجديد الذي سيخلف هيلين لوغال التي ستصبح مديرة إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط للمصلحة الأوروبية للنشاط الخارجي. ومن المنتظر أن يعلن عن الاسم الجديد في منتصف سبتمبر.
ينظر الخبراء إلى هذا التعيين كمهمة مستحيلة، بل هدية مسمومة للشخص الذي سيقع عليه اختيار الرئيس، وذلك بالنظر إلى العلاقات المتوترة بين الطرفين. في حالة زيارة ماكرون للمغرب كما أشيع، هل سيعهد ماكرون لكاترين كولونا، وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية بمهمة زيارة المغرب تمهيدا لإزالة العقبات السيكولوجية لضمان حوار بناء بين الطرفين؟
على أي تتضمن قائمة المرشحين لمنصب سفير فرنسا بالمغرب 5 أسماء أربعة رجال وامرأة، سيحسم الاختيار فيها الرئيس ماكرون. على رأس القائمة تأتي ماريون باراداس، نائبة الرئيس للعلاقات الدولية لمؤسسة تاليس منذ 2018. وتجمع بين عدة خبرات منها الاستخباراتي بالسكرتارية العامة للدفاع والأمن الوطني، الطاقة النووية والدبلوماسي بالأمم المتحدة.
ثالث مرشح هو كريستوف غيلو عمل بالكاميرون، دجيبوتي، وسبق أن عمل مستشارا أولا بالإمارات العربية المتحدة ثم بسوريا. ورد اسم كريستوف فارنو الذي مثل فرنسا بإفريقيا الجنوبية وكان مديرا لإدارة إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط بوزارة الخارجية.
آخر الأسماء المقترحة هو أوليفييه بوافر دارفور السفير السابق لفرنسا بتونس من 2016 إلى 2020 .
امرأة وأربعة رجال لمنصب واحد، لا يكفي لوحده لتحديد، من جديد، آفاق العلاقات الثنائية الاستثنائية بين البلدين، تذويب الجليد وإعادة الثقة إلى الأنفس. بما أن الرئيس ماكرون شغوف بالتاريخ وبالذاكرة، فما عليه سوى مراجعة تاريخ المغرب للتأكد من أنه لا يطالبه بالغفران أو التكفير عن ذنوب الماضي، كما هو حال الجزائر ، بل يطالبه بالتعرف على ثرائه، شعبه، وحدته في تنوعه وانفتاحه في وجه المستقبل والجيران. وعلى السفير الجديد أن يكون بدوره على إلمام جيد بهذه المعطيات.