انتقد عبد الله بوانو ,رئيس المجموعة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” المغربي، حكومة عزيز أخنوش، واصفا إياها بالحكومة الشاردة التي لا تستشعر ثقل المسؤوليات الملقاة على عاتقها.
وأشار بوانو في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك, إلى أنه توقع أن تكون فترة العطلة الصيفية، فرصة مناسبة “لهذه الحكومة الغريبة في سلوكها السياسي، والغريبة عن عموم المغاربة لتراجع أوراقها وأولوياتها”.
وقال أن ما افتتحت به حكومة “8 شتنبر” الموسم السياسي إذا جاز التعبير، يدل على أن دار لقمان ماتزال على حالها، أو لنقل بتعبير آخر، دار أخنوش ماتزال على حالها.
واضاف بوانو أن لـ “عنوانين بارزين يدلان على أن الحكومة موغلة في التفاهة والرداءة والمنذرة بما هو أسوأ، أولهما هو رأي مجلس المنافسة حول المحروقات، الذي يعد بمثابة دليل إدانة إضافي رسمي لشركات المحروقات التي ظلت تسجل معدلات أرباح كبيرة في وقت تزداد فيه القدرة الشرائية للمواطنين تدهورا”.
واعتبر أن رأي مجلس المنافسة أكد صوابية تنظيم مهمة برلمانية استطلاعية حول المحروقات، التي عممت الكثير من معطياتها حتى يستشعر الرأي العام ماذا يحدث في هذا القطاع المُحرق.
وأكد بوانو أنه لو كان رئيس الحكومة سياسي يحترم الشعب ومؤسسات الدولة لقدم استقالته باعتباره يجمع بين رئاسة الحكومة وبين التجارة في المحروقات التي أحرقت أسعارها المواطنين ولكن لا حياة لمن تنادي، على حد تعبيره.
وأوضح أن العنوان الثاني الذي يدل على رداءة الحكومة هما حدثين بصم عليهما كل من وزير التعليم العالي عبد اللطيف الميراوي ووزير الثقافة والشباب والتواصل المهدي بنسعيد.
وانتقد بوانو خروج ميراوي في بداية الموسم الجامعي للحديث عن الشيخات عوض شرح سياسته وبرنامجه في القطاع، داعيا لتعليم ما اعتبره ثراتا للشيخات.
وتابع ” في الحقيقة هذا الوزير لا يهمه التراث ولا يهمه إدماج الحفاظ عليه في منظومة التعليم العالي، وإنما ما يهمه هو تعميم التفاهة والصفاقة باسم التراث، يهمه تسميم الجامعة والتعليم العالي وإرباك ما يمكن إرباكه في انتظار الارباك الشامل، هل هذا وزير أهل للثقة؟”.
وتساءل بوانو إذا كان وزير الثقافة والشباب والتواصل يريد تشجيع “الراب” ويعتبره تعبيرا جديدا، فلماذا أخذ من القاع ومن الرديء ومن الشاذ، لماذا لم يستدعي مغنيين للراب يغنون عن الوطن وعن التراث والثقافة المغربية، وعن الفساد والظلم، مشيرا أن هؤلاء أيضا مغاربة ولهم جمهورهم، أم أن الوزير يريد هو تعميم “الطوطوة” ونشر نموذج التعاطي للمخدرات والتطبيع مع هذه الآفة.
كما تساءل في نهاية تدوينته عن الوجهة التي قضى بها وزير الشباب والثقافة والاتصال عطلته الصيفية، وعلى حساب من، مضيفا “يقال إنه قضاها في وجهة عالمية، ثم جاء ليلوث أسماع المواطنين ويلوث الفضاء العام بالكلام الساقط”.
وتحدث كذلك عن صفقة إصلاح قاعات السينما بمبلغ يصل إلى 37 مليون درهم، متسائلا كيف أمكن لشركة تحمل اسم أحد المناسك، كانت متخصصة في الحراسة، فإذا بها تحوز صفقة إصلاح قاعات السينما، ، موضحا أن قربها من رئيس الحكومة قد يكون هو السبب.
وفي احدى تصريحاته لموقع حزبه، وصف عبد الله بوانو، الحكومة المغربية ب”الصماء البكماء التي لا أمل فيها”، و أبرز اخفاقها في التدبير والتواصل مع المواطنين أو في القيام بما يلزم للتخفيف عنهم.
وحذر بوانو من احتمال تحول التوتر الحاصل بالمملكة إلى “انفجار اجتماعي” ما لم تتدارك الحكومة الوضع, وطالبها ب”التواصل مع الشعب و أن تقول له الحقيقة و أن تبادر إلى القيام بالإجراءات اللازمة لمواجهة التهاب الأسعار”.
وكان نواب مغربيون، جددوا بالبرلمان أبريل الماضي، الدعوة لوضع سقف لأسعار الوقود، منتقدين أرباحا “فاحشة” تحققها شركات التوزيع، التي تعود ملكية أبرزها إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش.
وخلال الانتقادات التي وجهت لأخنوش، أبريل الماضي ، في مجلس النواب، تساءل النائب عن حزب التقدم والاشتراكية، أحمد العبادي “أليس مفروضا على الحكومة أن تنأى بنفسها عن تضارب المصالح (…) وتفرض تقليص هامش الربح الفاحش على شركات المحروقات”.
بدوره قال النائب عن حزب الحركة الشعبية ، محمد أوزين “لماذا تترددون في تسقيف الأسعار (…) أو مراجعة هوامش الأرباح؟”.
وتشهد أسعار الوقود بالمغرب ارتفاعا مطردا، مما انهك الأسر خاصة منها التي تنحدر من الطبقات الفقيرة والمتوسطة.