حلت المغرب في أعلى قائمة الدول العربية في مؤشر التقدم الاجتماعي لعام 2022، وفق تقرير فريدوم هاوس لعام 2022، والذي صدر أخيرا.
لم يحقق المغرب أي تقدم ملحوظ في تلبية الاحتياجات الاجتماعية لمواطنيه، حيث حل في المركز 100 ضمن 169 دولة شملها التقرير الذي يقيس الرفاهية والفرص واحتياجات الانسان الأساسية.
وتقيس مؤشرات التقرير الحقوق والحريات التي يتمتع بها الأفراد، خاصة فيما يتعلق بالحقوق السياسية والحريات المدنية، بالاعتماد على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1948.
ويرصد التقرير حالة الحريات بعيدا عن أي اعتبارات تتعلق بالمكان الجغرافي أو العرقي أو الديني أو التنمية الاقتصادية التي تتمتع بها الدول، حيث يتضمن 25 مؤشرا مختلفا.
عالميا، وجد التقرير أن الحرية في العالم تتراجع للعام الخامس عشر على التوالي، حيث زاد عدد الدول التي انخفض فيها مستوى الحريات مقابل الدول التي تحسنت فيها المؤشرات.
ومن بين 195 دولة حول العالم يغطيها التقرير، فقد انزلقت 73 دولة في مؤشراتها، لصبح نحو 38 في المئة سكان العالم يعيشون في دول غير حرة، مقابل 20 في المئة يعيشون في دول حرة.
على مؤشر أسس الرفاهية، تأخر المغرب إلى المركز 107 عالميا، ويستند هذا المؤشر الفرعي على عدة معايير بما في ذلك الوصول إلى المعرفة الأساسية، والوصول إلى المعلومات والاتصالات، والصحة والعافية ثم الجودة البيئية.
وتقدم المغرب إلى المركز 78 على مؤشر احتياجات الانسان الأساسية، التي تستند على معايير التغذية والرعاية الطبية الأساسية، والماء والنظافة، والمأوى، ثم السلامة الشخصية.
ووضع مؤشر الفرص البلد في المركز 110، حيث يشمل الحقوق الشخصية والحرية الشخصية وحرية الاختيار، والشمولية والوصول إلى التعليم العالي.
يعتبر مؤشر التقدم الاجتماعي المقياس الأكثر شمولا للأداء الاجتماعي والبيئي للدول بصرف النظر عن العوامل الاقتصادية، ويكمل المقاييس التقليدية للنجاح مثل الناتج المحلي الإجمالي.
كما يغطي المؤشر النتائج المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة ويكشف في حال استمرارية الاتجاهات الحالية، فلن يحقق العالم الأهداف حتى عام 2082.
وفازت النرويج بالمرتبة الأولى متبوعة بالدانمارك وفنلندا وسويسرا ثم آيسلاندا، وعلى النقيض تذيلت التصنيف الصومال وإيريتيريا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وأخيرا جنوب السودان.
كشفت المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب، الخميس، أن حوالي 3.2 مليون شخص إضافي تدهورت أوضاعهم المعيشية، تحت التأثير المزدوج للأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا، والتضخم.
وأوضحت مندوبية التخطيط، وهي هيئة الإحصاءات الرسمية في البلاد، الأربعاء، أن حوالي 45 في المئة من إجمالي هذا الارتفاع العددي يرجع إلى تبعات الجائحة، و55 في المائة إلى ارتفاع الأسعار.
وأضاف المصدر ذاته، في مذكرة تحت عنوان “تطور الفوارق الاجتماعية في سياق آثار كوفيد. 19 وارتفاع الأسعار”، أن التقديرات تشير إلى فقدان ما يقرب من سبع سنوات من التقدم المحرز في القضاء على الفقر والهشاشة: في 2022 عادت وضعية الفقر والهشاشة بالمغرب إلى مستويات سنة 2014”.
وأشارت المندوبية إلى أن التأثير المضاعف لجائحة كورونا والتضخم من المنتظر أن يؤديا إلى تراجع مستوى معيشة الفرد، وانخفاض في النفقات الغذائية بشكل متباين بين الأسر المتوسطة واليسيرة.
من جهة أخرى، سجلت المندوبية أن الآثار السلبية لجائحة كورونا، ستؤثر على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسر، كما ستؤدي إلى زيادة الفوارق الاجتماعية.
وهكذا، ارتفعت نسبة النفقات لدى خمس الأسر الأكثر يسرا من 46,1 في المائة سنة 2019 إلى 47,7 في المائة سنة 2021، مقابل انخفاض من 7 في المائة إلى 6,5 في المائة بالنسبة لخمس الأسر الأقل يسرا.
وارتفع معدل الفقر المطلق من 1.7 في المئة في 2019 إلى 3 في المائة خلال 2021 على المستوى الوطني، ومن 3,9 في المائة إلى 6,8 في المائة في المناطق القروية، ومن 0,5 في المائة إلى 1 في المائة في المناطق الحضرية، حسب معطيات المندوبية.
وفيما يتعلق بالهشاشة، التي يقصد بها تدهور الأوضاع المعيشية، فقد شهدت ارتفاعا ملحوظا، حيث انتقلت من 7.3 في المائة سنة 2019 إلى 10 في المائة سنة 2021 على المستوى الوطني، ومن 11.9 في المائة إلى 17.4 في المائة في المناطق القروية، ومن 4.6 في المائة إلى 5.9 في المائة في المناطق الحضرية.
وتتزامن الأرقام التي أعلنت عنها المؤسسة الإحصائية، مع الدعوات التي أطلقتها فعاليات حقوقية ونقابية للخروج في وقفات احتجاجية بعدد من المدن المغربية، ابتداء من الاثنين 17 أكتوبر الجاري، الذي يتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على الفقر، للتنديد بـ”غلاء المعيشة” و”تدهور الأوضاع الاجتماعية لفئات واسعة من المغاربة”.
وقرر المصرف المركزي في المغرب نهاية الشهر الماضي رفع سعر الفائدة إلى 2 بالمئة لمواجهة تضخم قياسي يرتقب أن يبلغ معدله 6,3 بالمئة هذا العام.
وشهدت الأسعار في المغرب ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر الماضية بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، فضلا عن جفاف استثنائي ضرب البلاد هذا العام، مما تسبب في تسارع معدل التضخم منذ مطلع 2022.