أظهرت مشاهد صادمة، في مقطع فيديو متداول، إقدام حرس الحدود اليوناني على تجريد شباب مغاربة من ملابسهم، وإعادتهم إلى تركيا، عُراة، عبر نهر ميريتش المتجمد الفاصل الفاصل بين تركيا واليونان.
وظهر مجموعة من المهاجرين العراة الذين بالكاد يستطيعون الحركة، في منقطة أكد صاحب الفيديو أنها على الحدود التركية اليونانية.
كان مراسل صحيفة “يورونيوز” حاضرا هناك يُوثق تلك التجارب القاسية للهجرة غير النظاميّة.
وعند سؤاله عن جنسيات هؤلاء الرجال العراة، رد عليهم أحدهم بلغة إنجليزية “نحن من الغرب .. نحن مغاربة”.
للرجال فقط 🔴 استقبال المهاجرين في اليونان بالضرب وتجرديهم من الملابس! https://t.co/BnwRI3TXhf
— شؤون إسلامية (@Shuounislamiya) November 18, 2022
أثار تلك المشاهد الصادمة، موجة من الانتقادات والغضب والاستياء لما يتعرض له المغاربة، وسائر المهاجرين غير النظاميّين في اليونان خاصة ولكن أيضاً في كل الدول الأوروبية.
#تركيا تعاقب #أوروبا بفتح الطرق البرية والمسارات البحرية نحو الهجرة، و #اليونان تعذب المهاجرين بالسياط وتنزع من أجسادهم الملابس وتتركهم في العراء، ثم تجبرهم على العودة إلى تركيا.
اللاجئون ضحية المناكفات السياسية مجدداً… pic.twitter.com/k7eqivq4qQ
— Daraj Media (@Daraj_media) March 6, 2020
وتعيد هذه الحادثة الأليمة، إلى الأذهان ماتعرض له مجموعة من المهاجرين في نفس المنطقة وعلى يد نفس الدولة (اليونان).
حيث أشارت “تي آر تي التركية” بتارخ أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي إلى إقدام حرس الحدود اليوناني على تعنيف 13 طالب لجوء مغربيا تم إجبارهم على العودة إلى تركيا بعد تعرضهم لـ ”الضرب المبرح”.
13 طالب لجوء من أصل مغربي يتلقّون العلاج في المشافي التركية بعد اعتداء حرس الحدود اليوناني عليهم وإرسالهم إلى مدينة إدرنة شمال غربي #تركيا pic.twitter.com/qEierQmWSv
— TRT عربي (@TRTArabi) October 21, 2021
وأكد موقع “هسبريس” المغربي أن المهاجرين غير النظاميين تعرضوا لـ”تعذيب وحشي” من لدن السلطات اليونانية، التي دفعتهم إلى الرجوع إلى “تركيا” عبر نهر ميريتش الفاصل بين البلدين.
لكن وبمجرد دخولهم تركيا، تلقى الـ 13 طالب لجوء مغربيا علاجهم بولاية أدرنة (شمال غرب تركيا).
وتواصل السلطات اليونانية تعذيب المهاجرين وتجريدهم من الملابس وتركهم في العراء، ثم إجبارهم على العودة إلى تركيا، وسط صمت أوروبي رهيب وغير مفهموم.
لكنه في الواقع صمت يقول الكثير حول التعامل الأوروبي المصلحي والمُزدوج مع مباديء حقوق الإنسان الكونية بما يخدم أولا وقبل كل شيء مصالح القارة العجوز.
في سياق متصل، يبقى مصير عشرات من المهاجرين غير النظاميين المغاربة مجهولاً في ليبيا، في ظلّ معاناتهم من الاحتجاز وعدم ترحيلهم إلى بلادهم. وتمتدّ معاناة كثيرين منهم إلى مواجهة خطر الموت في أيّ لحظة على أيدي عناصر في مليشيات مسلحة.
وبيّنت المنظمة الحقوقية أنّ نزلاء المركز “يتعرّضون للضرب يومياً من قبل الحراس، الذين يستخدمون العصي وخراطيم المياه وأسلاك الكهرباء، وعادة ما يحصل الضرب في خلال عملية تنظيم الصفوف في أثناء توزيع الطعام، (…) وأحياناً يتعرّض بعض المهاجرين لضرب قوي وتهديد بالقتل بدون أيّ سبب”.
تجدر الإشارة إلى أنّه في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أبدى المركز المغربي لحقوق الإنسان (غير حكومي)، قلقه من أوضاع المهاجرين المغاربة المحتجزين في ليبيا، مشيراً إلى أنّه يملك معلومات عن احتجازهم من قبل قوات ليبية في طرابلس في داخل أقبية تحت الأرض تفتقر إلى التهوية وتغمرها (حينها) الأمطار التي انهمرت بكثافة في العاصمة الليبية.
مسؤول رسمي: المغرب في درجات متدنية فيما يخص محاربة الفساد وانعدام إرادة سياسية حقيقية لمحاربته