تقرير .. شمال إفريقيا في قلب مخاطر التغير المناخي مهددة أكثر من غيرها بارتفاع درجات الحرارة والجفاف

0
204

يستثير غياب التغطية الإعلامية لأزمة المناخ التي تشهدها أفريقيا سخط الناشطة النيجيرية في مجال المناخ، أولادوسو أدينيك. وتقول إنه “في بقاع العالم كافة، لدى الناس علم بشأن فيضانات ألمانيا، وإيطاليا، والعاصفة في الصين والعاصفة الرملية، غير أن أفريقيا لا تحظى باهتمام وسائل الإعلام”.

“ربما لا نحصل على ذلك الشكل من الاهتمام (الإعلامي) قبل أسابيع أو أشهر (من وقوع الكارثة المناخية). ويصيبنا ذلك بضرر أكبر مقارنة مع غيرنا، فيما أن تسليط الضوء على أفريقيا سيساعد العالم في معرفة الحوادث المناخية التي تواجهها القارة”، وفق أدينيك.

في سياق متصل، دقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ناقوس الخطر أن على مستوى توقعات تغيير المناخ في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط، اذ ستشهد المنطقة ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدلات تتراوح من 1.7 درجة مئوية إلى 2.6 درجة مئوية في إطار مسار التركيز التمثيلي 8.5، بالإضافة إلى زيادة في وتيرة موجات الجفاف، مشيرة في تقرير حديث لها، إلى أن قابلية التأثر بتغير المناخ مرتفعة في هذه المناطق، إذ يصنف الشرق الأدنى وشمال إفريقيا على أنه المنطقة الأكثر جفافا في العالم.   

 واعتبر التقرير، أن التأثر بموجات تغيير المناخ، سيكون أكثر حدة في ظل الزيادة السكانية المتسارعة، والتوسع الحضري، وتراجع الاستثمارات العامة والخاصة في الزراعة هي عوامل رئيسية تؤثر على استخدام الأراضي والمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأفاد التقرير، أن عدد سكان المنطقة قد ازداد بمقدار ستة أضعاف عما كان عليه في عام 1950، ويرتقب في الارتفاع حتى عام 2050، فيما انخفض عدد سكان القرى منذ عام 1970 إلى 40 في المائة في عام 2018 وكان 60 في المائة من إجمالي السكان يعيشون في القرى.

ودعت المنظمة الدول الى اعتماد ممارسات مستدامة للأراضي والمياه وتحويل النظم الزراعية الغذائية ونهج الاقتصاد الدائري. 

وقبيل انطلاق “كوب 27” في شرم الشيخ، أطلقت منظمة “غرين بيس” البيئية تحذيرا من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معرضة لشح في المياه والغذاء وموجات من الحر، إضافة إلى آثار سلبية أخرى ناتجة عن التغير المناخي.

“على شفير الهاوية” كان العنوان الصادم الذي اختارته المنظمة لتقريرها، الذي أكد أن هذه المنطقة تشهد احترارا بما يقرب من ضعفي المتوسط العالمي، مما يعرّضها للتأثر بشكل كبير بتغير المناخ ويؤدي بالتالي إلى تفاقم مخاطر أمن الغذاء والمياه.

وبالتحديد، فقد أكد التقرير الذي أعدته “مختبرات غرين بيس للبحوث” في جامعة إكسيتر البريطانية، أن درجات الحرارة ترتفع بمعدل متسارع يصل إلى 0.4 درجة مئوية لكل عقد (10 سنوات)، وذلك منذ ثمانينيات القرن العشرين، وهو ما يعادل ضعف المعّدل العالمي”.

التقرير الذي ركّز بشكل خاصة على عينة من 6 دول هي لبنان والإمارات والجزائر ومصر وتونس والمغرب، قال إن هذه الدول ستشهد خطرا كبيرا من شح المياه بما سيؤثر سلبا على الزراعة وصحة الإنسان، ولأن المنطقة تعتمد على الواردات الغذائية “التي يمكن أن تتأثّر في حال أثّر الجفاف وندرة المياه على المحاصيل في العقود المقبلة”.

وبحلول نهاية القرن، من المرجّح أن يعاني 80% من المدن المكتظة بالسكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من موجات الحر لما لا يقل عن 50% من المواسم الدافئة.

وفي ظل وجود انبعاثات عالية في بعض المواقع بالشرق الأوسط ومنطقة الخليج، يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة القصوى خلال موجات الحر الشديدة في المستقبل 56 درجة مئوية، بحسب تقرير “غرين بيس”.