صدرت رواية ”لا أحد / No One” للكاتبة الجزائرية عائشة بوشارب عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع / مصر، تقع الرواية في مئة و إثنان و ستون صفحة من الحجم المتوسط، جدير بالذكر أنها حازت بلقب الرواية الفائزة بجائزة ببلومانيا للرواية العربية.
وعن الرواية كتبت “منى أحمد” تقريرا تحت عنوان “عائشة بوشارب تخرج عن المألوف بسردها حكايتين متوازيتين لما تعيشه البطلة” في أحد المواقع العربية، قالت فيه “تحمل الرواية جانباً فلسفياً متميزاً بطبعه الجديد حيث يترك استفهاماً صريحاً متعجباً على نفسية القارئ”.
وهذا ما يجعلها رواية منتظرة بالنسبة لكثير من متابعي الكاتبة وهي مكتوبة ببلاغة معروفة عن الكاتبة، حيث تبدأ أحداث الرواية عندما تستلم “مايا” رسالة على حاسوبها الشّخصي من غريب يدعى “لا أحد” لتظن في البداية أنه مجرد مخترق أخرق، ولكنها تكتشف أنه أكثر من ذلك، حيث يصبح أكبر كوابيسها حينما تدرك أنه يعرف عنها أشياء هي بنفسها لا تعرفها فيبدأ بالعبث معها بشكل مروّع ومطلبه الوحيد هو أن تشاركه لعبته المجنونة!
فهل ستنجو من تهديداته وتعقباته المريضة؟!
يا ترى ماذا تكون هذه اللعبة المهيبة!
وكانت الدار قد قامت سابقًا بطباعة رواية للكاتبة نفسها وهي رواية ” صمت سيكادا ” والتي قلبت موازين القوى بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2022 حيث نفذت منها أكثر من ثلاثمئة نسخة.
وقدّمت الكاتبة في الرواية رؤية مميزة للأحداث مع ما رافقها من ظروف وتَنقّل أبطال الرواية في عدد من المدن التي تم ذكرها، وتشتمل الرواية على اعتناء في السرد وثراء معرفي وثقافي وفلسفي، كما تميز خطاب الرواية بنوع من المحاججة الدينية والفلسفية المفيدة حيث تطفو في العملية السردية الحقائق الروحية المثلى بكل معانيها وتجلياتها، في الرواية مجموعة من القضايا المطروحة بشكل عام على شكل فصول متنوعة منها: ما دور الإنسان في الحياة وما هي رسالة كل واحد منا – النجاح والفشل – التحكم بالمشاعر والسيطرة عليها – الضمير عدو الإنسان – التصالح مع النفس – مخالطة البشر والتخلص من الوحدة – معنى السعادة.
عائشة بوشارب روائية ومفكرة جزائرية، بدأت ممارسة الكتابة في مراحل مبكرة جداً من حياتها، ففي مرحلتها الأولى في رحلة الأدب كانت تكتب القصص الخيالية التي تتميز بطابع فلسفي جديد، ثم انتقلت من فورها إلى الروايات البوليسية والفلسفية كذلك كما تقول أنها بدأت تميل إلى كتب التنمية والتي تحاول عن طريقها مساعدة القارئ على تجاوز صعاب الحياة.
وفي مقالة مطوّلة عن الرواية، تطرق الكاتب والناقد محمود عبد الكريم إليها قائلاً: “هذه رواية جديدة ومدهشة معاً، بكل ما تحمله كلمتا الإدهاش والجدة من معانٍ، رواية تكشف عن الأسلوب المذهل لدى الكاتبة، كما أنها تحوي فهما عميقا للنفس البشرية وتقدم حلولا ثاقبة للحالة النفسية لدى البطلة، وهي أكثر الروايات التي قرأتها تبشيرًا بأسلوب مغاير يمكن أن يحسن من روايات القرن الحالي. رواية أتنبأ لها بأن تصبح علامة مهمة على طريق الرواية العربية، إن القسوة التي تميزت بها رواية لا أحد No One ونهايتها والجريمة التي حدثت بداخلها والحركة والأحداث فيها، كلها ما هي إلا وصف وانعكاس حقيقي لقسوة الواقع الذي نعيشه. كما أن الكاتبة برعت في وصف أحاسيس ومشاعر البطلة وشخصيات الرواية حيث دب فيّ الفزع مع “مايا” وخشيت على “رناد” المسكينة التي خانها حظها وصدمت لمعرفة النهاية التي كانت جداً عادلة.
وأضاف عبد الكريم: “دون أن أنسى أن رواية صمت سيكادا هي العمل الروائي الأول الذي تجلت به الموهبة الناضجة لعائشة بوشارب”.