50 بالمائة من الشباب يغادرون الجامعات المغربية دون دبلوم ..أكثر من ربع شباب المغرب لا يعملون ولا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين

0
259

أعترف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، بضعف الأداء والنجاعة داخل الجامعات المغربية، مشيرا إلى تسجيل معدل “مقلق” للهدر الجامعي يصل إلى 50في المئة من الشباب الذين يغادرون الجامعة دون الحصول على دبلوم.

وذكر الميراوي خلال حديثه أمام المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، بداية الأسبوع الجاري، أن معدل بطالة خريجي التعليم العالي ارتفع إلى 18.7% بالنسبة للمؤسسات ذات الولوج المفتوح و8.5% بالنسبة للمؤسسات ذات الولوج المحدود. 

وقال المسؤول الحكومي، إن “الافتقار إلى المهارات اللغوية والأفقية والرقمية للخريجين، يشكل عائقا أمام إدماجهم في سوق الشغل”.

وبشأن نجاعة النظام التعليمي في توفير حاجيات سوق الشغل، يرى المتحدث بأنه ليس على الجامعة أن تلبي متطلبات السوق بقدر ما يجب على المجال الاقتصادي والمحيط السوسيو اقتصادي أن يتطور لاستيعاب خريجي الجامعات.

ودعا المتحدث ذاته، إلى تقييم التكوين الجامعي في جميع المسالك والتخصصات للوقوف بالضبط على مكامن الخلل والسعي نحو إصلاح عميق بمشاركة جميع الفاعلين كالطالب والفاعل الاقتصادي، رافضا “نقل أي نظام تعليمي أجنبي ومحاولة تطبيقه في المغرب دون مراعاة خصوصيات المجتمع وإمكانياته”.

وطالب ناشطون الحكومة بوضع خطط عملية لتوفير فرص العمل وربط مناهج الدراسة والتدريب في الجامعات بسوق العمل.

ويأتي إقرار وزير التعليم العالي، بالكشف عن معطيات جديدة لوزارة التعليم العالي، اعتبرها البعض صادمة، أن 50% من الطلبة الجامعيين يغادرون الجامعة بلا شهادة.

ورفض الوزير  تقديم مزيد من التفاصيل عن الأسباب الحقيقية وراء تسرب الطلبة من الجامعات، وقال إن وزارته تعمل على خطة ستعلن عنها لاحقًا.

وفي هذا الإطار، ربط الباحث في علم الاجتماع والسياسات، مصطفى تاج، التسرب الجامعي بضعف التدريب وابتعاده عن حاجات سوق العمل.

وأضاف، في تصريح صحفي، أنه مع زيادة عدد الخريجين العاطلين عن العمل تقل الرغبة في متابعة الدراسة الجامعية.

واعتبر أن تصريحات وزير التعليم العالي ليست جديدة، وإن كانت قد شكلت صدمة للرأي العام الوطني، ولمختلف الفاعلين، على اعتبار أن ظاهرة التسرب الجامعي هي امتداد للتسرب المدرسي.

وذكر تاج بالإحصاء الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط قبل 3 سنوات حينما أعلنت عن رقم مخيف، وهو أن قرابة مليون و700 ألف من الشباب المغاربة، ما بين 17 و25 سنة لا يعملون ولا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين، مع إشارتها إلى أن “قرابة 3 من كل 10 عاطلين عن العمل هم من الشباب”.

وأوضحت المندوبية، في مذكرة إخبارية بمناسبة اليوم العالمي للشباب، أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة يمثلون 16.2 بالمائة من سكان المغرب خلال سنة 2021، حيث يصل عددهم 5.9 ملايين شخص؛ 50.9 بالمائة منهم ذكور، و59.9 بالمائة يقطنون بالوسط الحضري، و56.6 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و19سنة. كما أن أكثر من 6 شبان من بين كل 10 (64.6 بالمائة) لديهم شهادة متوسطة، 20.6 بالمائة لديهم شهادة ذات مستوى عال و14.8 بالمائة ليس لديهم أية شهادة.

كما أظهرت معطيات المندوبية أنه من بين 5,9 مليون شاب، 16.3 بالمائة هم نشيطون مشتغلون (962 ألف شاب)، 7.6 بالمائة عاطلون عن العمل (448 ألف شاب)، في حين أن 76.1 بالمائة منهم خارج سوق الشغل، حيث إن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب خارج سوق الشغل (75.5 بالمائة) هم تلاميذ أو طلاب و21.1 بالمائة ربات بيوت.

ولاحظت المندوبية أن فئة الشباب تتميز بضعف المشاركة في سوق الشغل، حيث إن معدل نشاطهم يصل 23.9 بالمائة مقابل 45.3 بالمائة بالنسبة لمجموع السكان. ويبلغ هذا المعدل 28.9 بالمائة بالوسط القروي مقابل 20.6 بالمائة بالوسط الحضري. كما أن معدل نشاط الشباب الذكور (35.4 بالمائة) أعلى بثلاث مرات من نظيره لدى الإناث (12.1 بالمائة).

وزادت المندوبية أن الانخفاض في معدل النشاط يتجلى بشكل أكبر بين الشباب خلال السنوات الخمس الماضية، حيث انخفض هذا المعدل ب 4,3 نقطة مقابل 1,4 نقطة لدى مجموع السكان في سن النشاط (15 سنة فأكثر).




وأفاد الباحث المغربي بأن “المؤشرات غير المطمئنة” حول ظاهرة التسرب الجامعي يمكن ردها إلى مجموعة أسباب، منها ضعف التوجيه، وضعف التحصيل المدرسي، وصعف منظومة التعليم بشكل عام.

ومن جانبه، اعتبر الخبير التربوي عبد الناصر الناجي، في تصريح صحفي، أن السبب الأول وراء الهدر الجامعي يرجع إلى ضعف المردودية الداخلية للمنظومة التربوية بالإضافة إلى إشكالية التوجيه المدرسي الجامعي.

ويرى الناجي أن “الناجحين في الباكالوريا ونسبتهم 80% لايستحقون النجاح قياسا لضعف التعليم وفق ما تحدث عنه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة”، مضيفا أن مستوى شهادة الإجازة بدوره “متدني” لا يعكس حقيقة المستوى التعليمي للحاصلين عليها.

وبحسب المتحدث فإن الهدر الجامعي يرتبط أيضا بـ”تكوين الأساتذة الجامعيين الذين تخولهم شهادة الدكتوراه التدريس في هذه المؤسسات دون أن يكونوا مؤهلين بيداغوجيا مما ينعكس سلبا على تحصيل الطلبة”.

من جهة أخرى، يرى الناجي بدوره أن “الجامعة ليس دورها الأساسي إعداد حاجيات سوق الشغل وإنما لها أدوار مجتمعية مرتبطة بتأهيل العنصر البشري ليكون فاعلا في المجتمع”.

ارتفاع عدد ضحايا غرق قارب مهاجرين قرب مير اللفت جنوب المملكة إلى 15 شخصاً بسبب انعدام تكافؤ الفرص وعدم توفير الحياة الكريم