أثارت صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب موجة غضب واسعة، إثر نشر صورة لطفل يجري بدون حذاء في بطولة للعدو الريفي لفئة الصغار ضواحي الرباط يوم الأحد الماضي، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداولوا صوره وهو يرتدي جوارب مغلفة بشريط لاصق.
وهزت الصورة التي نشرها رواد مواقع التواصل مشاعر المغاربة وأثارت غضبهم، إذ وصفها مغردون بأنها مخزية في بلد أظهر تميزه في ألعاب القوى عبر التاريخ ومن أبرز أبطاله سعيد عويطة ونوال المتوكل وخالد السكاح وهشام الكروج ونزهة بدوان وخالد بولامي وإبراهيم بوطيب وصلاح حيسو وغيرهم، وقال آخرون إنها “جريمة وإهانة للرياضة المغربية وخاصة “ألعاب القوى” وتلخص الواقع الرياضية المرير في المغرب”، وفق وصفهم.
وكتب أحد المعلقين عن صورة الطفل قائلا إنها “كافية لكي يقدم أعضاء الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى استقالتهم وحل عصبة الرباط سلا زعير لألعاب القوى”، داعيا إلى “مساءلة وزراء على رأسهم وزير التعليم ووزيرة التضامن والأسرة”.
وبحسب تصريحات للطفل لموقع هيسبريس ، فإنه كان يتوفر على حذاء رياضي قبل المشاركة في سباق العدو الريفي في مدينة تامسنا ضواحي الرباط إلا أنه تمزق مع بداية السباق، مما اضطره إلى نزعه ووضع شريط لاصق على جواربه وإتمام السباق، حيث حل في الرتبة الثالثة.
ريان روى قصته قائلا “بدأت السباق بحذاء عادي قبل أن ينقطع لكني رفضت الانسحاب وفكرت سريعا في البديل وقمت بوضع قطع كارتون على قدمي ولبست الجورب ثم قمت بتغليف ذلك بالبلاستيك، وعدت سريعا إلى مضمار السباق وأكملت العدْو وفزت -الحمد لله- بالمرتبة الثالثة”.
ونشرت صفحة بني ملال أن دخول العداء الأولمبي سفيان البقالي على الخط بعد أن نشر صورة الطفل حمادة على حسابه في انستغرام وطلب من متابعيه أي وسيلة تمكنه من التواصل معه أو مع عائلته.
الناشط والنقابي عبد الوهاب السحيمي اعتبر الطفل ريان “مشروع بطل رياضي يحتاج رعاية من المؤسسات الرياضية في المغرب ليتمكن مستقبلا من رفع الراية المغربية في الساحات الدولية ويسلك درب العظماء في رياضة ألعاب القوى على غرار سعيد عويطة وهشام الكروج وسفيان البقالي”.
وأقيمت البطولة الوطنية للعدو الريفي التي حمل فيها ريان رقم 1706، الأحد 15 يناير/كانون الثاني الجاري، ونظمتها الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى بالتنسيق مع عصبة الرباط سلا زمور زعير لألعاب القوى في المطاف الموجود بحي الكنز بمدينة تامسنا.
وكان أحيزون قدد انتخب أول مرة رئيسا للجامعة يوم رابع دجنبر 2006 خلفا لامحمد أوزال رئيس اللجنة المؤقتة، وأعيد انتخابه للمرة الثانية يوم 29 نونبر 2010، ثم لولاية ثالثة يوم 29 يناير 2015 مدتها أربع سنوات (2015-2019) ثم اربع سنوات أخرى حتى يوم الدين، هكذا حالنا في المغرب مع رؤساء الجامعة ؟!!.
ويعرف عبد السلام أحيزون بإدارته لأشهر شركة اتصالات مغربية “اتصالات المغرب”، ولم يعرف له مسار في المجال الرياضي سابقًا سواء في الممارسة أو في التسيير ،إذ كان جل مساره في مجال ريادة الأعمال، خاصة في مجال البريد والاتصالات، وهو ما خول له سابقًا الوصول إلى وزارة كانت تضلطع بهذا الميدان.
وتعدّ المشاركة في ألعاب القوى بأولمياد ريو هي الأسوأ في تاريخ المغرب منذ أولمبياد 1980 التي غاب عنها المغرب لأسباب سياسية. وقد حققت ألعاب القوى المغربية في أولمبياد 2012 ميدالية برونزية، وميدالية فضية وأخرى برونزية في أولمبياد 2008، بينما تعود آخر ذهبية حققتها ألعاب القوى المغربية إلى أولمبياد 2004، عندما نال هشام الكروج ذهبيتي 1500 متر و5 آلاف متر.
وعرف عن المغرب تميزه في ألعاب القوى عبر التاريخ ومن أبرز أبطاله سعيد عويطة ونوال المتوكل وخالد السكاح وهشام الكروج ونزهة بدوان وخالد بولامي وإبراهيم بوطيب وصلاح حيسو وغيرهم.
وأحرز المغرب 31 ميدالية، 11 منها ذهبية و12 فضية و8 برونزيات، وفاز بها 14 عداء وعداءة، في مشاركته في 18 دورة من بطولة العالم لألعاب القوى.
ولم يغب المغرب منذ أول دورة أقيمت سنة 1983 في هلسنكي، عن منصة التتويج سوى في 4 دورات، وهي شتوتغارت 1993 وبرلين 2009 ودايغو 2011 وموسكو 2013.