كشف بلاغ للمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين في المغرب، عن وجود أكثر من 258 ألف طفل غير متمدرس في المملكة ، وأن 617 من المتمدرسين لا يتقنون القراءة والكتابة.
وأشار المرصد الوطني في بلاغه بمناسبة اليوم العالمي للتعليم إلى غياب المساواة بين الإناث والذكور في مجموعة من دول العالم واتساع الهوة المجالية والمجتمع ما بين طبقات المجتمع .
وذكر بلاغ المرصد بـ”أهمية الأدوار المحورية والطلائعية التي يضطلع بها الأساتذة والإداريون في كل المستويات، المستوى الوطني،من التعليم الأولي إلى العالي، وهو ما يستدعي الاهتمام بأوضاعهم المهنية والاجتماعية”.
ويُعَدّ الانقطاع عن التعليم في المغرب من أبرز أوجه الاختلال التي تعاني منها المنظومة التعليمية، بحسب ما تفيد تقارير رسمية، في حين ترتفع نسبة التسرّب المدرسي خصوصاً في الأرياف، نظراً إلى بُعد المدارس وارتفاع نسب الفقر.
لكنّ معطيات رسمية تضمّنها مشروع الموازنة الفرعية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأوّلي والرياضة لعام 2022 تكشف أنّ الهدر المدرسي ما زال يشكّل تحدياً مقلقاً لقطاع التعليم في التعليم الثانوي الإعدادي، وما زالت مؤشّرات الانقطاع الدراسي من أقسام الابتدائي والإعدادي والثانوي مرتفعة.
ومنذ سنوات، يطمح المغرب إلى وقف النزيف المدرسي عبر مجموعة من البرامج التي توفّر النقل المجاني والطعام والمبيت للتلاميذ الذين يقطنون بعيداً عن مقار تعليمهم، أو عبر تقديم الدعم المادي للأسر واستقبالها في سكن التلميذات والتلاميذ، مع مبادرة توزيع مليون حقيبة تحوي لوازم مدرسية، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة الفرصة الثانية التي تقدّم دعماً مدرسياً وتكويناً (تدريباً) حرفياً للتلاميذ الذين تسرّبوا من التعليم.
اعتراف رسمي من بنموسى وزير التربية والتعليم الأولي بقصور منظومة التعليم في المملكة
في الـ 10 من يناير الجاري ، اعترف أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي بالمغرب، شكيب بنموسى، على أن مستوى التعليم بالبلاد “غير مقبول” وأن المنظومة التعليمية تبقى “غير مرضية رغم الإصلاحات المتوالية”.
وقال بنموسى إنه بالرغم من وجود إرادة لإصلاح التعليم ورؤيا استراتيجية فإن النتائج ليست في المستوى المطلوب، لا فيما يتعلق باكتساب التعلم الأساسي، ولا فيما يخص الثقة في المنظومة التعليمية من طرف المواطنين والمواطنات.
وأضاف في كلمة له خلال الدورة الأولى من الولاية الثانية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أمس الاثنين بالرباط، أن 70 في المائة من التلاميذ لا يتحكمون في المقرر الدراسي عند استكمالهم التعليم الابتدائي، إضافة إلى عدم الوصول إلى تحقيق إلزامية التعليم (أكثر من 300 ألف حالة انقطاع عن الدراسة سنويا).
وأشار الوزير إلى أنه في نهاية السلك الابتدائي 30 في المئة فقط من التلاميذ يتمكنون من المقرر الدراسي، وفي نهائة التعليم الإعدادي 10 في المئة من التلاميذ فقط يتمكنون من المقرر الدراسي، مع تسجيل تفاوتات بين القطاع الخاص والعام.
وأكد على أن هذه النتائج غير مرضية، رغم الإصلاحات المتوالية، ويجب أن نكون واعين بأن مستوى التعليم بالمغرب غير مقبول، وهو ما يفسر حقيقة إشكالية الثقة في المدرسة العمومية.
ولفت بنموسى إلى أن الوزارة قامت في بداية السنة بعملية تقييم لمستوى التلاميذ، شملت 25 ألف تلميذ وتلميذة في السنة الخامسة ابتدائي، أظهرت أن 23 في المئة فقط من التلاميذ يستطيعون قراءة نص مكون من 80 كلمة باللغة العربية بسلاسة، و30 في المئة فقط يتمكنون من قراءة نص باللغة الفرنسية مكون من 15 كلمة بسلاسة، و 13 في المئة فقط من التلاميذ يستطيعون إجراء عملية قسمة بسيطة.
وأبرز أنه منذ عام 2016 يطال الهدرس المدرسي سنويا حوالي 300 ألف تلميذ وتلميذة في المتوسط، وخاصة في الأوساط الهشة، مما يكرس الفوارق المجالية، مشيرا أن نصف هذا الرقم مسجل في الثانوي الإعدادي، والربع في الإبتدائي.
وشدد الوزير على أنه من أجل الارتقاء الفعلي بجودة المدرسة العمومية لا بد من إحداث قطيعة مع الأساليب السابقة في أجرأة الإصلاح تنطلق من بناء الإصلاح على قياس الأثر، وربط المسؤولية بالمحاسبة عند تقييم النتائج.
وفي السياق ذاته، كشف تقرير للمجلس الأعلى للحسابات (أعلى هيئة رقابية في المغرب) عن عامَي 2019 و2020 استمرار ارتفاع معدّل ظاهرة الهدر المدرسي في المرحلة الإعدادية في الوسط القروي، إذ بلغت نسبة الانقطاع 12.2 في المائة في العام الدراسي 2019-2020، في مقابل 9.3 في المائة في الوسط الحضري.