الولايات المتحدة تجدد دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت سيادته

0
239

جددت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، اليوم الأربعاء بالرباط، دعم الولايات المتحدة للمخطط المغربي للحكم الذاتي، باعتباره حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا للنزاع حول الصحراء.

وأوضحت سيسون، خلال ندوة صحفية عقب محادثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن “الولايات المتحدة ما تزال تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا”.

وسجلت المسؤولة الأمريكية أن “أولوية الولايات المتحدة هي دعم مسار ذي مصداقية يؤدي إلى حل مشرف ومستدام للنزاع حول الصحراء، يحظى بدعم المجتمع الدولي”.

وأشارت إلى أن هذا اللقاء تطرق، أيضا، إلى الدعم المتواصل للولايات المتحدة لستافان دي ميستورا كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.

وأضافت سيسون “ناقشنا دعمنا القوي لجهود حفظ السلام التي تبذلها بعثة المينورسو، وأهميتها في الحفاظ على شروط مسلسل السلام تحت رعاية الأمم المتحدة”.

ذكر بلاغ للخارجية المغربية ، باستقبل  ناصر بوريطة، اليوم بالرباط ، مساعدة كاتب الدولة الأمريكي لشؤون المنظمات الدولية، السيدة السفيرة ميشيل سيسون. 

طوي المغرب عاما من الدبلوماسية نجحت إلى حد الآن في إحداث اختراقات مهمة إقليميا ودوليا لجهة تعزيز الاعترافات بمغربية الصحراء وهي القضية الأساسية التي احتلت صدارة الاهتمام، بينما يرجح أن تنتقل (الدبلوماسية) في العام الجديد إلى معركة في المحافل الدولية تبدو صعبة لكنها ليست مستحيلة وتتعلق باسترجاع المنطقة العازلة ودفع المجتمع الدولي لدعم سيادة المملكة على كل أراضيها لتشمل شرق الجدار الأمني.

والمنطقة منزوعة السلاح ممنوعة على ميليشيا البوليساريو لكن الأخيرة تواصل انتهاكاتها وتهديداتها للأمن والاستقرار وتحللت أصلا من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تسعينات القرن الماضي برعاية أممية، بينما تسيطر القوات الجوية الملكية المغربية على أجوائها في حين تلتزم الرباط بالقرارات الأممية ذات الصلة وتتواصل باستمرار بإبلاغ الأمم المتحدة بكل الخروقات الجبهة الانفصالية.

وحقق المغرب جملة من الأهداف الإستراتيجية أبرزها تفكيك ما تبقى من أحزمة دعم إقليمية ودولية لطروحات جبهة البوليساريو الانفصالية، معززا بذلك مبدأ الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كأساس واقعي لحل النزاع.

وتجمع كل الدلائل على أن أداء الدبلوماسية المغربية التي أرسى قواعدها العاهل المغربي الملك محمد السادس بشقيها السياسي والاقتصادي، حوّل المملكة إلى قوة فاعلة ومؤثرة على جميع المستويات واستقطب اعترافات إقليمية ودولية بمغربية الصحراء وفي الوقت ذاته أربك الجزائر الجارة الشرقية التي استنفدت كل الوسائل والضغوط في سبيل حماية جبهة البوليساريو من التشرذم والعزلة، لكن كل جهودها بدت في خواتمها عبثية.

وبدا واضحا في العام 2022 أن الدبلوماسية المغربية لم تهدأ مراوحة بين المرونة والهدوء وفي أحيان كثيرة بين الهجوم بمعناه السياسي وقوة وحزم في التعاطي مع الطروحات المضادة لمغربية الصحراء أو تلك المعادية لمصالح المملكة.

وحققت خلال الأشهر الـ12 اختراقات مهمة إفريقيا ودوليا بتعزيز مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ونجحت في تغيير مواقف غربية وافريقية كانت إلى وقت قريبة تعتبر متعنة ويصعب تفكيكها.

ويقف افتتاح العديد من دول العالم، افريقية وعربية وغربية ومن أميركا اللاتينية، ممثليات دبلوماسية لها في مدن الصحراء كالداخلة والعيون، شاهدا على حجم ما تحقق من اختراقات ونجاحات دبلوماسية.

وتستعد المملكة في العام الجديد لمعركة ستكون صعبة وستشكل اختبارا مهما لمسار دبلوماسيتها لتحصين مصالحها وإفشال مخططات لوبيات معادية ولحسم النزاع في الصحراء وهي مرحلة مفصلية سيخوضها المغرب من موقع قوة بعد دعم دول مثل ألمانيا وإسبانيا وهولندا والولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية وافريقية لمقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط منذ العام 2007 وأصبح ينظر له على نطاق واسع على أنه الحل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء نزاع مستمر منذ عقود.

واعتمدت الدبلوماسية المغربية التدرج وامتصاص الصدمات والعمل على التفكيك التدريجي للطروحات المعادية والمضادة وتتقدمها عملية عزل البوليساريو وإفشال حملة افتراءات وأكاذيب تقودها الجبهة بإسناد جزائري.

ومن خلال هذا التمشي نجح المغرب في فضح ممارسات البوليساريو وفكك افتراءاتها وأباطيلها وهو أمر مهم قاد لإقناع العديد من دول العالم بصوابية الطرح المغربي وواقعيته.    

وكان للدبلوماسية الاقتصادية أيضا دور حيوي في تعزيز مكانة المغرب إقليميا ودوليا مع توسيع المغرب شراكاته الخارجية وتعزيز وجوده في العمق الإفريقي منذ إنهاء سياسة الكرسي الشاغر واستعادة المملكة لمقعدها في الاتحاد الإفريقي.

ونجح المغرب في توسيع منافذه الاقتصادية في عمقه الإفريقي عبر اتفاقيات أتاحت للرباط الاستثمار في سوق واعدة ومكنته من بناء جسور تواصل مع دول القارة كشريك استراتيجي اقتصاديا وأمنيا.

وينظر أيضا إلى الشراكات الواسعة التي عقدها المغرب مع فاعلين دوليين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل على أنها ثمرة جهود دبلوماسية لم تهدأ وأنها تؤسس لمرحلة أكثر موثوقية من خلال استفادة الرباط من تلك العلاقات لتعزيز النمو الاقتصادي وتعزيز قدرات قواته عسكريا في مواجهة تحديات أمنية في محيط مضطرب.