القضاء المغربي يقرر تسليم السعودي حسن آل ربيع “الشيعي” ..ومخاوف من”إعدامه”

0
328

القرار القضائي بتسليم السعودي حسن آل ربيع لبلاده والصادر بحقه مذكرة توقيف سعودية في نوفمبر الماضي غير قابل للطعن ويأتي بعد إيقافه قبل نحو أسبوعين بينما كان يستعد لمغادرة الرباط باتجاه تركيا.   

الرباط – وافق القضاء المغربي على تسليم السعودي حسن آل ربيع المنتمي لعائلة شيعية نشطة سياسيا والموقوف في الرباط منذ منتصف الشهر الماضي، إلى بلاده، وفق ما أفاد محاميه الخميس.

وأفاد محاميه محمد صبار بأنّ محكمة النقض في الرباط “استجابت لطلب تسليم حسن آل ربيع”، موضحا أن القرار “لا يمكن استئنافه”. وسيرفع إلى وزير العدل الذي سيرسله إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش للتوقيع على مرسوم التسليم وفق الإجراءات القانونية المتبعة.

وأوقف آل ربيع البالغ 26 عاما في 14 يناير/كانون الثاني، فيما كان يغادر الرباط نحو تركيا بموجب مذكرة توقيف سعودية صادرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تتهمه بالتنسيق “مع أحد الإرهابيين لتسهيل خروجه من المملكة بطريقة غير نظامية”.

ويتحدر آل ربيع المنتمي للأقلية الشيعية من مدينة العوامية في شرق البلاد والتي شهدت في السنوات الماضية عمليات إرهابية تبنتها مجموعات شيعية متطرفة وأخرى سنّية وبعضها استهدف دور عبادة وأخرى استهدفت قوات الأمن. كما شهدت في العام 2017 احتجاجات للأقلية الشيعية تخللتها اشتباكات مع قوات الأمن اعتراضا على مخطط لتطوير المدينة، لكن أحد أشقاء حسن آل ربيع نفى أي صلة لشقيقه بتلك الأحداث.

وتلاحق السلطات السعودية كذلك شقيق حسن آل الربيع ويدعى منير بتهم تتعلق بنشاطات تخريبية وهو متوار عن الأنظار. وسبق للأجهزة الأمنية أن اعتقلت حسن وشقيقيه حسين وعلي في فبراير/شباط 2021. وفيما أفرجت عن حسن وحسين بعد يوم من توقيفهما، واصلت احتجاز الشقيق الأكبر علي الذي حُكم لاحقا بالإعدام في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بحسب أحمد آل ربيع.

وسبق وأعدمت الحكومة السعودية اثنين من أبناء عمومة آل ربيع في عملية إعدام شملت 37 شخصا معظمهم من المدانين في قضايا تتعلق بالارهاب، بينهم 33 شيعيا في ابريل/نيسان 2019.

وكانت منظمات حقوقية حذّرت المغرب من أنّ تسليم آل ربيع قد يعرضه لخطر الاحتجاز التعسفي والتعذيب والمحاكمة الجائرة في السعودية، حيث تضاعف تقريبا عدد الإعدامات المنفذة  سنويا في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بحسب تقرير مشترك لمنظمتين حقوقيتين نشر الثلاثاء.

والأسبوع الماضي، حذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش المغرب من تسليم آل ربيع إلى السعودية حيث “سيواجه خطر الاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والمحاكمة الجائرة”.

فر الربيع من المضايقات المستمرة من قبل السلطات السعودية أواخر عام 2021 ، بحسب ما قاله قريبه لمنظمة العفو الدولية ، وقال أحد أفراد أسرته إنه سافر أولاً إلى أوكرانيا ، ثم إلى إندونيسيا في بداية الغزو الروسي ، قبل وصوله. المغرب صيف 2022.

قبل أن تعتقله السلطات المغربية في 14 يناير ، بينما كان يحاول السفر إلى تركيا.

وبحسب هيومن رايتس ووتش ، تسعى السلطات السعودية إلى مقاضاة حسن الربيع بتهمة التنسيق مع “إرهابيين” لمساعدته على مغادرة السعودية بطريقة غير نظامية ، بناءً على مذكرة توقيف راجعتها “المنظمة”.

وفي السياق ، تؤكد منظمة العفو أن “رئاسة أمن الدولة” السعودية داهمت في 7 فبراير / شباط 2021 منزل عائلة في العوامية واعتقلته مع شقيقيه علي وحسين.

بينما تم الإفراج عن حسن وحسين بعد يوم من الاحتجاز ، احتُجز علي لمدة ثمانية أشهر في سجن الدمام ، بمعزل عن العالم الخارجي. 

بعد إلقاء القبض عليه في مطار مراكش ، مثل الربيع أمام المحكمة الابتدائية المغربية في 14 يناير ، ثم تم إرساله إلى سجن “تيفلت 2” في انتظار قرار محكمة النقض بالرباط بشأن تسليمه ، وفقًا لوثائق المحكمة التي تم الاطلاع عليها. من قبل المنظمة.

وفي مارس/آذار 2022، أعدمت السعودية 81 شخصا في يوم واحد ينتمي الكثير منهم للأقلية الشيعية لإدانتهم في قضايا مرتبطة بالإرهاب، في قرار أثار تنديدا دوليا كبيرا، لكن الحكومة السعودية تؤكد مرارا على سيادة القرار القضائي وان الأحكام تستند إلى قرارات إدانة في جرائم إرهابية.